بسم الله الرحمن الرحيم
يقول حسن العلوي .. (بان الحكم الملكي بالعراق لم ينتهي عام 1958.. بل .. انتهى عام 2005 .. باول انتخابات جرت بالعراق بعد عام 2003).. حيث لم تفز قائمة الحركة الملكية التي شاركت بالانتخابات.. بشيء من اصوات الناخبين .. (رغم ان شعوب منطقة العراق كانت رافضة لصدام والبعث لعقود.. وترحم الشارع على وضع العراق بزمن الحكم الملكي خلال حكم صدام).. ولكن هذا لا يعني (ان الشارع كان يريد البديل حكم ملكي.. عن البعث وصدام بالمحصلة).. وكما راجت مقولة (حاكم يهودي ولا طاغية كصدام).. وهذا ايضا لا يعني (ان الناس سوف تنتخب حزب يهودي مثلا)؟؟ ولكن تعكس حالة سقوط (صدام والبعث بين الشارع العام بمنطقة العراق)..
ربطا بما سبق.. (فان اي تحرك او ردة فعل.. تبدأ بحالات احباط وياس.. تتحول الى مظاهر للرفض.. تتمخض عنها نتائج مستقبلية واضحة).. (فالمقارنة بين المراحل التي عايشتها الاجيال هي وسيلة لمعرفة هل هم في حالة افضل ام اردئ)..
فالسنوات الاخيرة.. راجت بالشارع العراقي.. (مقولة .. زمن صدام افضل).. والخطورة بهذا الجملة.. لدى (من يحكم اليوم).. انها تظهر بين الشارع الشيعي بمنطقة العراق نفسه، بعد ان كانت لدى السنة العرب.. بل وصلت (بان من ينتقد البعث، يتم اسكاته بالحجة فورا من شيعة عانوا من زمن صدام بقولهم.. ليش تنتقد البعث؟؟ )..وحالهم ينتظر رد المنتقد.. حتى يقارنونه بالوضع الحالي.. (الامن، الخدمات، النزاهة، الخ).. كل ذلك يشير بان (النظام السياسي والقوى السياسية وكتلها الحاكمة.. سقطت فعلا).. وتنتظر فقط يوم السقوط رسميا.. بالضربة القاصمة..
ربطا معها.. (هتافات الشعوب الايرانية الاخيرة ضد نظام ولاية الفقيه وعلى رمز هذا النظام خامنئي نفسه.. ولي الفقيه حسب وصف النظام الحاكم بطهران له).. التي وصلت برفع شعار (الموت للخامنئي.. وتلقيبه بالظالم والطاغية).. ووصف (مراجع وابناء مراجع للخامنئي بانه كفرعون).. واعتقال النظام الايراني للسيد (حسين الشيرازي).. لانتقاده بدعة نظام ولاية الفقيه.. كل ذلك يشير بان (هذا النظام الظالم بطهران مصيره انتهى.. وهو يعد انفاسه لا اكثر ولا اقل مهما طال الزمن او قصر)..
ولاننسى للتناقضات التي وقع فيها نظام بدعة لاية الفقيه الخامنئية بايران، (فالفساد يضرب اطنابه بايران، و40 مليون ايراني تحت خط الفقر باعتراف مؤسسة الخميني للاغاثة الايرانية نفسها، وايران تقطع المياه عن المسلمين في العراق وسوريا وتهدد بشن حرب ضد تلك الدولتين بخصوص المياه في وقت ايران هي المعتدية بقطعها 41 نهر عن العراق، واتفاقات حلفاء ايران وتابعيها كحزب الله مع داعش بما يعرف بصفقة الباصات.. وتحالف ايران مع روسيا التي رفضت اسقاط صدام حتى النفس الاخير، ودعمت صدام بالسلاح الثقيل لقمع معارضيه الشيعة والكورد، ووقوفها لجانب ارمينيا المسيحية ضد جمهورية اذربيجان ذات الاكثرية الشيعية بالحرب التي دارت بينهما، رفض الاذاريين الخضوع لحكم طهران.. الخ)..
ولا ننسى تناقض نظام خامنئي.. (فيتم اتهام قطر وتركيا اردوغان، وسوريا الاسد بدعم الارهاب) ثم نجد ايران نظامها اول من يهرع لدعم تلك الدول وانظمتها الداعمة للارهاب.. ويفاخر نظام الخامنئي بان ايران اول دولة وقفت لجانب اردوغان ضد الانقلاب بتركيا، ولجانب قطر التي تحتضن الارهابيين كالقرضاوي واخوان الشياطين، ولجانب حماس التي ترحم زعيمها هنية على بن لادن زعيم القاعدة، ولجانب بشار الاسد الذي اتهم من قبل بغداد منذ عام 2003 بدعم الارهاب والايام الدامية بالعراق باعتراف نوري المالكي رجل ايران بالعراق نفسه)..
ونصيحة نكررها للمكون الشيعي بمنطقة العراق، لا تربطون مصيركم بنظام اجنبي اقليمي كنظام طهران، ولا تربطون مصيركم بحزب دون اخر، وبمرجع او زعيم دون اخر.. بل اربطوا انفسكم بمشروع وقضية تنطلق من همومكم ومصالحكم انتم.. وليس مصلحة (مرجعية او حزب سياسي او كتلة او زعيم او عائلة مراجع متوفين او احياء احفادهم او ابناءهم او نظام خارجي.. الخ).. وتذكروا مقارنة بين تجربتين:
اولا: ربط السنة العرب مصيرهم بصدام والبعث.. فعندما سقط صدام سقط حكم السنة معه.. وانهارت المؤسسات القمعية المخابرات والامن والجيش التي كان يعتبرها السنة العرب ايديهم الضاربة بالحكم ضد الكورد والشيعة.. بالمقابل الروس حكموا الاتحاد السوفيتي لعشرات السنين من (فدرالية روسية).. سقطت الدولة السوفيتية.. (تحولت روسيا من فدرالية الى دولة.. وعجزت الشعوب السوفيتية من الانتقام من الروس على المجازر التي قاموا بها خلال حكمهم للاتحاد السوفيتي)..
ثانيا: تشريع الخيانة والعمالة.. اسقطت صدام.. (فالبعث كان ينادي بالقومية واعتبار العراق قُطر تابع لوهم الوطن العربي والامة العربية).. ثم نجد التناقض للبعثية بانهم يروجون لما يسمونها باديولوجياتهم (بالاقليمية الضيقة).. ويقصدون بها (بالوطنية)؟؟ في وقت الوطنية هي الانتماء (للوطن – العراق كما هو مفترض).. وليس (لاوطان وهمية خارجية ذات اديولوجيات قومية)..
بالمقابل (الاسلاميين يحكمون اليوم وينادون باكذوبة اخرى.. العراق ولاية تابعة للامة الاسلامية والوطن الاسلامي)..(وطنهم.. دولة الولاية الخامنئية لمحسوبين شيعة).. (وطنهم دولة الخلافة الاسلامية للسنة).. ثم نجدهم يناقضون انفسهم بطرح (الوطنية)؟؟ فكيف انت وطني عراقي وبنفس الوقت تعلن ولاءك لزعيم اجنبي وتبايع نظام اجنبي اقليمي (خامنئي وبدعة ولاية الفقيه للنظام الحاكم بطهران).. كيف انت وطني وانت تعتبر العراق (مجرد ولاية تابعة لدولة وهمية الخلافة تميع الحدود والاوطان)؟
علما كل الاسلاميين مهما كان معرفتهم وهويتهم.. (لا يؤمنون بالهوية الوطنية بل يكفرونها).. وما رفع شعارات الوطنية من قبل مليشيات وقوى سياسية تجهر بولاءها لايران.. واخرى لدولة الخلافة.. الا بهدف مرحلي للخداع والتمكن من الرقاب وليس فقط التمكن من الاموال والسلطة والمؤسسات.. علما (الهويات الوطنية والقومية والدينية) هي هويات متنافرة.. وكلها مشاريع خارج الاطر الوطنية.. (علما لا نقصد هنا بالوطنية.. باوطان سايكيس بيكو التي رسمها المستعمر ببداية القرن الماضي الانكلو فرنسي).. بل.. (باوطان تنطلق من هموم ومصالح ابناء الشعوب والمكونات).. التي حرمت من حقوقها.. (كالمكون الشيعي العربي، والمكون الكوردي، والمكون الفلسطيني) بالشرق الاوسط.. فوطننا كشيعة عرب هو من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى باسم (جمهورية سومر).. كقوة كارزمية لوطن الشيعة العرب من البحرين لسامراء.. مع الاحواز..
وعودة على بدء.. نشير بان الحركة الملكية كالولائية.. فالملكية ( جائت غريبة عن العراق عام 1921.. وانتهت غريبة ايضا).. لانها ليست من جذور ابناء شعوب منطقة العراق لا فكريا ولا ديمغرافيا.. كذلك (ولاية الفقيه).. (والفكر القومي الناصري والبعثي والشيوعي) مهما قوت بمرحلة ما.. فمصيرها الزوال بسرعة لضعف صمودها وعدم اعتمادها على اسس فكرية متينة.. وتناقضها مع الواقع المحلي، فالمرجعية بالنجف ترفض ولاية الفقيه، بالمقابل (بدعة ولاية الفقية الايرانية تتحرك ليش شعبيا بالعراق ولكن عبر مليشيات واحزاب فاسدة مسلحة).. لا يفوز من يجهر بولاءه لولاية الفقيه الخامنئية.. ومن فاز هم من خدعوا الشارع الشيعي .. بالوطنية والحقيقة هم سلموا العراق لايران ونظامها العفن..
وكذلك سقطت الناصرية.. وكشف زيف المقبور جمال عبد الناصر المصري.. عندما تامر على الزعيم قاسم .. وحاول بلع العراق كاقليم تابع لمصر باسم الجمهورية المتحدة وعاصمتها القاهرة وحاكمها فرعون مصر (جمال عبد الناصر المصري).. فرفعت الجماهير بمنطقة العراق شعار (شلون ترضه يا زعيم الجمهورية اصير اقليم).. ليسقطون القوميين الخونة بالقاضية.. وكذلك البعثية.. سقطوا بالقاضية للتناقضات التي وقعوا فيها .. فيعلنون الاستقلال ورفض الاجنبي وهم يتبعون شخص اجنبي وفكر اجنبي (البعثي لميشل عفلق السوري).. ينادون بالغاء وجود العراق كدولة واعتباره اقليم (قُطر) تابع لوطن وهمي (الوطن العربي).. ليبررون استحلاب ثروات العراق وتبديدها على المصريين والاردنيين والفلسطينيين وغيرهم.. في وقت ملايين من شعوب منطقة العراق تحت خط الفقر..
يزجون العراق بالحروب الخارجية لوهم (الدفاع عن بوابة الشرقية للوطن العربي) فيتم قتل مئات الاف العراقيين بالمقابل يتعرض العراق لسونومي اجنبي مليوني مصري كطوفان يدمر العراق داخليا.. واليوم يطرح الاسلاميين (العراق حارس البوابة الغربية لايران محور بدعة المقاومة) وغيرها من هذه البدع القذرة.. والنتيجة ايضا استنزاف دماء شعوب منطقة العراق لمصالح الاجنبي الاقليمي ..
ملاحظة:
الشيعة بمنطقة العراق يوم تترحم شرائح منهم على (زمن صدام) هم لا يترحمون على صدام.. بل على (الامن وانخفاض نسبة الفساد عن ما موجود اليوم، والخدمات .. الخ).. وكل ذلك تم حرمان الشيعة العرب وشعوب منطقة العراق لمصالح ايران القومية العليا، حتى ترسل طهران رسالة (بان التغير الذي قامت به امريكا لم ينفع العراق وشيعته).. فماذا جرى؟؟ .. ينقلب السحر على الساحر (ويصبح الناس تترحم على الطاغية صدام عدو النظام الايراني المتغطرس).. اي حفرت ايران .. للعراق ولامريكا حفرة.. فوقعت ايران بها.. وستقع اكثر واكثر بغيها..
علما (امريكا قامت بتغيير عظيم باسقاط صدام وموروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة عام 2003.. ودعمت انتخابات .. ولكن النظام الايراني العفن دس عملاءه وحرف التغيير عن موضوعه.. لمصالح النظام الايراني.. الذي يفخر بان كل ما قامت به امريكا.. جيرته ايران لمصالحها.. ولكن الحقيقة التي تغفل عنها ايران هي حفرت قبرها ليس في العراق والمنطقة فقط بل داخل ايران نفسها.
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط