ندعو أنفسنا إلى اختيار رجال دولة ولا ننتخب اصطحاب الرايات ( الطائفية ) في الانتخابات المقبلة

د . خالد القره غولي
عند الحديث عن ( الديمقراطية ) في العراق بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات غير الدقيقة و عندما نخوض في هذا المدخل يجب التفريق بين الديمقراطية في هذا البلد والديمقراطية الغربية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية في أن واحد ، أن الديمقراطية ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج تضافر جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغير في النظام السياسي والاجتماعي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية كما أن تطبيق (الديمقراطية) بشكلها السليم وعلى قاعدة الحرية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية ، أن حديقة الأمن اليوم في العراق تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع بين الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الدين ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ومن يساعده وتحمي موقفه ، في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقى بين سائر الأمم مرفوعة عالية ، واليوم الحضارة ألعراقيه أمام امتحان صعب يجب على الناخب والنائب السير في الخطوات التالية.. التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا ، هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء ، لتضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ علي ثرواته بعيدا عن المحاصة، الإسراع بجلاء القوات الأجنبية من أرض العراق أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل ، فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد ، ولا وصاية من أحد لا صغير ولا كبير، صار المواطن في كافة مدن العراق يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه إلى عمله محشوا بمناقشة من الأصلح ومن يمثله خير تمثيل في الحكومة العراقية المقبلة والتزايد منها ما يكون ايجابيا ويسمى بالوعود ونتمنى أن ينفذ كل من يمثل الحكومة وعودهم التي قدموها للشعب حتى تبقى الثقة موجودة ومتواصلة ومتواجدة بين جميع ( الأطراف) وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المهمة حيث اتجهت عدد من الكيانات والأحزاب إلى الوسائل الإعلامية الكبيرة التي دخلت بقوة كبيرة وفاعلة في الساحة الداخلية والخارجية والإقليمية وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن العراقي البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء الشارع العراقي والمواطن في حيرة اليوم وتمر علية السنة
( 15 ) من عمرالاحتلال البغيض وذهب فيها من ذهب وجاء الذي جاء وهذا العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يشهد بأن أشياء مهمة لم تتحقق وأولها الأمن وثانيها أرزاق الشعب ومعيشته وما يتصل بذلك من خدمات أساسية كان بعضاً منها متوفرا حتى في أصعب الظروف ، والعراقيون خلال ( 15 ) عاماً شيعوا مجلس حكم و حكومات سابقة إلى مثواها الأخير وقرأ قسم منهم سورة الفاتحة بينما صلى القسم الأخر عليها كل حسب اعتقاده وما زال بعضهم يعتقد بان المعجزات والأعاجيب يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان فقرروا أن ينتظروا نفخة بوق رهيبة في جسد وروح الوزارة العراقية الحالية المصابة بمختلف الأمراض المزمنة لكي تتطهر في لحظة واحدة من جميع تلك الأمراض فتندفع بكل قوة إلي الساحة العراقية لتشارك في سباقات العدو الطويلة !
بين هذا وذاك يحك بعضهم رأسه مراراً محاولاً الوصول إلى اللغز ، وعراقنا الجديد في وضعه الراهن يعاني من تحديات جديدة وكبيرة يجب أن ينهض بها من يجلس في موقع المسؤولية ، وهكذا من حظ هذه التحديات والمهمات أن تلبس الحكومة العراقية الحالية ثوبها الجديد آذ لم يكن للعراقيين أن يكتشفوا أن هذا الثوب يمكن أن يكون ضيقا جداً على من (يرتديه) ولا يمكن أن يكسوه ولذلك أصبح المواطن العراقي يعطي شهادة النجاح آو الرسوب لأية حكومة أو مسؤول في هذه المرحلة استناداً إلى حقيقتين أساسيتين هما الوضع الأمني ومستوي الخدمات وتوفير فرص العمل للملايين من جيش العاطلين لأنهما يبعثان في المواطن نفسه الأمل في مستقبل أفضل ، أن هاتين الحقيقتين مثلهما مثل موضوعي القراءة والحساب لتلميذ الصف الأول الابتدائي أذا تمكن منهما ضمن نجاحه وانتقاله إلي الصف الذي يليه في حين تبقى الدروس الأخرى على أهميتها تحتل المرتبة الثانية، والإنسان العراقي يصاب اليوم بالحيرة وهو يرى سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون على أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين إلى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة ألكبرى كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية في حين وافقوا على دخول كتل وأحزاب وائتلافات جديدة ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلى فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة الأفلام الروائية الطويلة وهكذا حالنا نحن العراقيين ندعو أنفسنا إلى اختيار رجال دولة ولا ننتخب اصطحاب الرايات ( الطائفية ) في الانتخابات المقبلة .. ومن الله التوفيق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here