الزهراء.. مشكاة للنور وشهادة على الحق والحقيقة

فاضل الخليفاوي
السيدة الزهراء (عليها السلام ) بما حملته من القيم النبيلة والمثل العليا مثَّلت برصيدها التاريخي العظيم كل معاني الإنسانية والفضيلة والكمال البشري، فكانت بحق مدرسة الأجيال، مدرسة الصبر والإباء والفداء وقبلة التضحية والصمود..
فحينما تنهض المرأة تعطي زخماً مماثلاً لنهضة الأمة، بينما لو تعطلت عن ذلك لأضحت عقبة في طريق تطور ونهوض الأمة، وعلى النساء اليوم التفاعل أكثر في الميادين السياسية وإبراز الأفكار والتحليلات العميقة التي سترفع من شأن المرأة وتعود بالنفع على المجتمع الإسلامي، ولكي تعود المرأة إلى الميادين السياسية بقوة أكبر يجب تذكيرها بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها تجاه الإسلام، خصوصاً مع الوضع والتحديات التي نعيشها في الوقت الراهن، والخسارات الكبيرة التي ستلحقها بالأمة والإسلام في حال استمرت على منوال الجهل وعدم إدراك الوضع السياسي الذي تمر به المنطقة
ها هي الزهراء (عليها السلام ) طفلة ويافعة وشابة، تمضي مراحل حياتها الثلاث، مشكاة للنور وشهادة على الحق والحقيقة، طوداً شامخاً للثبات، وجبلاً من الصبر والتجلّد والقوة والأمل في مواجهة ومجابهة كل شياطين وجلاوزة الأرض وأنظمته وطواغيته.
نجدها مع القائد والمعلم والهادي رسول الهدى والنور (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ) سنداً وعوناً وقلباً حنوناً صادقاً أذكته المحن وصقلته الرزايا والخطوب.
ومن هذه الرؤية الفاطمية والأمل الأخروي فقد أبرز سمو ولادتها دور الشباب الواعد في إحياء ذكراها الخالدة في الوجود فكان لأنصار المحقق الأستاذ الصرخي كلمات نور من نورها الأبهج وهذا مقتبس منه جاء فيه :
((سلام عليكِ يا زهراء، سلام عليكِ يا بنت خير الأنبياء، سلام عليكِ يا من أنتِ الفخر كلّه بين النساء، سلام عليكِ بقدر ما خُلق في الأرض والسماء، سلام عليكِ سيدتي يا من أصبحتِ رمزًا للخُلُق والعفّة والوفاء، سلام عليكِ يا مفخرة الإسلام ويا شفيعة الأتقياء، سلام عليكِ يا من خُلقتِ نورًا وأزهر في الأكوان فسمّيتِ زهراء، فشعّ ضياؤكِ فكان أبهى وأسمى ضياء، سلام عليكِ يا جدّة أمل البشرية المهدي الذي فيه الفرج والرجاء، وعلى والدكِ وعلى آله في هذا اليوم الأغرّ ونهنئهم ونهنئ الأمّة الإسلامية جمعاء، ونهنئ كل من اتبع الحقّ ونهج نهجكِ واستدلّ بأمركِ من الأولين والآخرين ولاسيّما المحقق الصرخي قامع المارقة الأشقياء.))
20 جمادى الآخرة ذكرى ولادة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)
ومن هذا المنظور نستنتج بأن المرأة تعكس على المجتمع دوراً سياسياً عميقاً، ومن خلاله تترك أثراً بالغاً يرفع من همم الأمة ويزيد من قوتها.. فالدور الكبير الذي لعبته السيدة الزهراء يبين لنا أهمية موقع المرأة في المجتمع وما يمكن أن تسعى إليها في غضون التحديات التي تواجهها في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here