يحكى أن

عبد الرضا حمد جاسم
abdulredha hamad2أحد أجداد شيوخ اليوم في دوله خليجيه… وقبل مئات السنين تناهى الى سمعه ان بعض الأقوام في الجهة الثانية من الخليج قد دخلت الإسلام بتأثير التجار العرب من الخليج. فقرر ان يرسل الى تلك البلاد بعض حفظت القران ليعلموهم القراءة العربية وقراءة القران وتلاوته.

فطلب من معيته ان يدلوه على من هو أهلٌ لذلك فأشاروا عليه الى احد الحافظين المقرئين المرتلين الذي يقيم في مسجد المشيخة فقال ألي به.

دخل الرجل وهو بين منحني وماشي من باب ديوان الشيخ حتى وقف أمامه مطاطي الراس شاكراً مولاه الشيخ تاركاً ربه.

فقال الشيخ يا هذا من اين انت ولماذا وحيداً هنا…فقال يا سيدي لقد هجرتني عائلتي وتركتني وحيداً فجئت هنا لأخدم ربي وربعي.

قال له الشيخ هل لك أولاد قال بلا يا مولاي لي ثلاثة عبد الله وعبد الحق وأحمد ومن البنات ثلاثة.

رد الشيخ ونعم الأسماء. وقال هل انت حافظاً متمكناً…قال له بلا يا مولاي…أمره الشيخ بالانصراف ونادى على من أشار عليه به…

أليّ بأبنه البكر…وكان يسكن إحدى الواحات القريبة من المدينة.

وصل الولد الرجل فارعاً متماسكاً تقدم منتصباً طارحاً السلام فأثارانتباه الشيخ. قال له الشيخ انت ابن ذك قال بلا. قال الشيخ : لماذا عققت والدك…

رد الأبن بكل ثقة هو من عق نفسه وتبع هواه وكان بخيلاً علينا حتى بأبوته.

فرد الشيخ أفصح يا بنيّ…

قال الأبن مع توقيري لفرق العمر وسماحتك فأنا أخاً لك فعندي من الأولاد ما تقر بهم عيوني.

قال الشيخ كلمني عن ابيك…

فرد الشاب انه كما هو وكما قلتم أبي فلا اقول فيه سوء ان لم اقول فيه خير.

زادت حيرة الشيخ ووجد نفسه امام شاب ممتلئ متمني ملتزم مخلص أمين

قال الشيخ: اباك من الحافظين المفسرين المرتلين هل انت معي في ذلك؟ ..

قال الشاب: لا ايها الشيخ الوقور فهو حافظ نعم لكنه بين ما يحفظ وما يفعل بون شاسع…مفسر نعم لكنه يحَرِف الكلم لمصلحة من يدفع. مرتلاً نعم لكنه لا يخشع حين يرتل فهو زائغ باحث عن مكان علية القوم ليتقرب ليحصل.

بلاغة الشاب ابهرت الشيخ فقام له مصافحاً. فلما تطالسا شعر ان كف الشاب خشنة متبدل لونها فقال الشيخ الأن فهمت الفرق بينك وابيك فأنت باراً به وهو جنى على نفسه.

ستدار الشاب خارجاً بعدما أومئ الشيخ بذلك وبعد الخطوة الثانية ناداه الشيخ يا بني…فرد الشاب بألم نعم يا أبتاه واغرورقت عينيه.

تسّمر الشيخ في مكانه وطأطئ رأسه وتنهد بقوه فهمها الشاب فأنصرف.

نادى الشيخ على علية القوم ليستشيرهم ويقدم لهم ما حصل وما قرر. فقال لهم انا على ثقة تامة بما قاله الشاب وقد دخل قلبي وتملك جوارحي وتمنيته ابناً لي لكن سأترك العواطف وأقول:

إن هذا الحافظ لا يصلح لأنه لو كان كما قال ابنه الصدق فهو لا يستحق وان كان أبنه كاذب فهو لا يستحق ايضاً لأنه لم يحسن تربية ابنه ولم يتمكن من هدايته فكيف به أن يهدي القوم

الأخرين…

كان الشيخ حكيم قومه و كان الشاب من خير الشباب حيث قال في ابيه قولة حق وصدق وامانة و وفاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here