الحزب الشيوعي وزيارة قبر الشهيد محمد باقر الصدر

حسين الهاشمي
خطوة لم يتوقعها لا شيوعي ولا يساري ولا قومي ولا علماني ولا اسلامي على الاطلاق ولكنها خطوة اكثر من جريئة وسياسية بامتياز هي التي قام بها الحزب الشيوعي العراقي برئاسة الاستاذ رائد فهمي الى قبر الشهيد الخالد ومؤسس الحركة الاسلامية في العراق محمد باقر الصدر قدس سره الشريف .
ان يقف الرفيق رائد فهمي ورفاقه وهم يرفعون اياديهم وكانهم يقرؤون سورة الفاتحة المتعارف عليها عند القبور فذاك لعمري تحول كبير في موقف وعقيدة الحزب الذي طالما كان على صراع دائم مع الدين وحركته الاسلامية وان تزور قيادة الحزب الشيوعي قبر المرجع الديني الذي فند النظرية الماركسية وارجع الكثيرين من شباب العراق الى دينهم ومنع الاخرين من الانتساب الى الحزب الشيوعي فذاك دليل على ان الاحزاب التي لا تتجمد وتتطور انما هي احزاب حية ولن تدخل المتاحف كغيرها .
بكل تاكيد لست شيوعيا ولا يساريا بل اسلاميا حتى النخاع ولكني ارفض ان يقال ان هذه الزيارة هي دعاية انتخابية وانها انما تمت فلان التيار الصدري قد اتفق مع الشيوعيين لخوض الانتخابات وبالتالي فهي رد جميل لا ابدا ليس مدحا للشيوعيين فبعضهم لازال يلقي كل مشاكل العراق على عاتق الاسلاميين وحزب الدعوة بالذات ولكن من يتابع حركة الحزب منذ سقوط الصنم واللافتات التي يرفعها في محرم عن ثورة الحسين (ع)مثل ( الحزب الشيوعي يعزي الامة الاسلامية باستشهاد الامام الثائر الحسين ) يشعر بان هناك مراجعة لصلب عقيدة الشيوعية خصوصا وان الحزب لم يستطع الفوز بمقاعد برلمانية توازي تاريخه التاسيسي كاقدم حزب عراقي وان كانت هذه اللافتات لا تعني ان الشيوعيين اخذوا يؤمنون بمبادئ الامام الحسين (ع) ولكنها امتدادا لما كانوا يقومون به ايام محرم باستخدام بعض المواكب لبث شعاراتهم واستدرار تعاطف الناس مثل هتافات ( حسين اول شيوعي والثاني ابو ذر الغفاري ) ولكنهم الان بفعل انحسار تاثيرهم وقلة مناصريهم وقد تكون استكمالا لمراجعة متبنياتهم الفكرية خصوصا بعد انتهاء حقبة الاتحاد السوفياتي وهي بكل تاكيد مقدرة ومؤيدة كونهم عراقيون يؤدون واجب الزيارة و الاحترام لشخص هو مرجع ديني ( والدين بنظر الشيوعية افيون الشعوب) وهو ثائر يريد الحرية والكرامة لشعبه دون تمييز في العقيدة و العرق ( رغم ان الشيوعية كانت تطلق مصطلح الرجعية على المتدينيين) وهو قد قدم حياته ثمنا ليعيش العراقي كائنا من كان بعز وحرية في العقيدة .
في احدى الانتخابات اقترحت على رئيس احدى الاحزاب الاسلامية ان يعطي المقعد التعويضي لاحد قيادي الحزب الشيوعي و الذي لم يفز في الانتخابات باي مقعد لتكون بذلك مبادرة لا مثيل لها لاننا نحن الاسلاميون نستوعب كل ابناء الشعب العراقي وان لايحصل الحزب الشيوعي العراقي على مقعد في البرلمان وهو الحزب القديم فهذه كارثة حقا وسببها الحزب نفسه وسياساته وليس كما يدعي البعض بان الناس تاخذ راي المرجعية الدينية لانه لو كان الكلام صحيحا فلماذا يدعي الحزب الشيوعي بانه حزب الفقراء و الكادحين و الفقراء و العمال وهي فئة كبيرة من الشعب العراقي . فرفض رئيس ذاك الحزب الاخذ بوجهة نظري ولو حدثت لكانت قد اعطت درسا وطنيا لا مثيل له ولكن على كل حال لازال الكثيرون من المحسوبين او من المنتمين للحزب الشيوعي ينالون من الحركة الاسلامية حتى يومنا هذا ولكن زيارة مرقد الشهيد الصدر فعلا هي خطوة جيدة وان كانت متاخرة ونتمنى ان نسمع ونقرأ بيانا للحزب الشيوعي العراقي بهذا الصدد حتى لا تظهر الزيارة وكانها رد جميل للسيد مقتدى الصدر على تحالفه مع الحزب الشيوعي .
مهما اختلفنا في العقيدة فاننا لا نختلف باننا ابناء العراق وزيارة مقبولة انشاء الله ايها الرفاق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here