الكفيشي يعاني من الاسهال الفكري !

محمد الشجيري

لا نعرف اين يعيش المدعو الشيخ عامر الكفيشي واين يقطن ويعيش ومع من يلتقي ويتكلم ويتناقش فالرجل على ما يبدو انه يعيش في كوخ صغير في اقصى صحراء النجف قريبا على عرعر بجانب قرية الجن الواقعة على جانبي طريق الحج. وحيث لا يعيش في هذه البقعة الا نوع من البشر يتصف بالعبقرية المستقاة من عالم الجن الذي يرفض ان يقطن بني البشر معه الا من صنف هؤلاء العباقرة الذين قلما يجود الزمان بأمثالهم واشكالهم الفريدة من نوعها.

سقت هذه المقدمة البسيطة كي الفت انتباه الشيخ الكفيشي ومن معه من الاسلاميين المصابين بالاسهال الفكري ولوثة الدزنتري التي اصابت عقولهم الخاوية ان العالم لم يعد عالم بل اصبح قرية صغيرة متنوعة الاعراق والالوان والعقائد والايديولوجيات المختلفة ولم يعد لتضارب الافكار واختلاف الاراء وعديد التوجهات الفكرية المتنوعة من شأن يذكر فنحن في القرن الواحد والعشرين وجميع بني البشر انصهروا في بودق الانسانية مع وافر الاحترام للاختلاف الفكري والعقائدي ( وعيسى بدينه وموسى بدينه ) ما يضرني لو كان جاري ملحد ام متدين طالما قيم الاحترام والتسامح والتعاون قائمة ولا اعتقد ان قيم الشيوعيين والليبراليين والمدنيين في العراق مختلفة عن بقية اقرانهم في العالم فالناس طامحين لان يعيشوا تحت سقف واحد مع اخوانهم العراقيين على ارضهم وفي بلدهم لم يحاربوا متدين ولم يجبروه على ترك دينه ولم يعيبوا على احد ممارسة شعائره الدينية لذلك من المعيب على الكفيشي وامثاله الدعوة الى محاربة هؤلاء والقضاء عليهم لان الانسان حر في توجهه الفكري والعقائدي ولا فضل لاحد في منحوهذه الحرية.

ارتعاد فرائص الاسلاميين وخوفهم وقلقهم من توجهات الشارع العراقي الجديدة جاءت نتيجة لاداءهم السيء في السلطة خلال السنوات الماضية مما حدا بالكثيرين من تغيير بوصلتهم نحو الدولة المدنية التي ينشد قيامها ويدعو لها الليبراليين والشيوعيين والمدنيين والقائمة على اسس المواطنة والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بشكل منصف وعادل والتي اصبحت هدف ورغبة الكثير من العراقيين وعلى اختلاف تنوعهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here