اللغز الذي لم يجد له ستيفن هوكينغ حلاً ..!!

هايل المذابي

في مقابلة معه أجرتها مجلة “العالم الجديد” سُئل ستيفن هوكينغ أبرز علماء الفيزياء على مستوى العالم عن اللغز الذي لم يجد له حلاً في حياته و مسيرته العلمية و هو صاحب أهم النظريات الفيزيائية الكونية في العصر الحديث فأجاب “النساء”.!

هذه الإجابة تبلورت عبر تاريخ كبير من المشقة التي عانتها المرأة في كل المجالات؛ فالمرأة كانت مستبعدة تماماً من كل شيء حتى من أبسط الحقوق و لعل الغرب قد انتصر قليلاً للمرأة أما الشرق فلا يزال في ضلاله القديم.

في نهاية القرن العشرين كان هناك ما نسبته 10% فقط من براءات الاختراع التي سُجلت باسم امرأة، و حين نلقي نظرات متمعنة و فاحصة على كل الاختراعات التي ظهرت خِلالَ القرون الماضية، سيبدو جلياً لنا كيف أن عددٌ قليلٌ جدًا من النساء قد شاركن أو اخترعن تلك المخترعات. و حين نبحث عن أسباب ذلك سندرك أن السبب لم يكن في قصور عقل المرأة أو عدم امتلاكهن للعبقرية و القدرة على الإبداع بل و هو الأهم لنعرفه أنهن و جدن الكثير من العقبات و الصعوبات التي حالت دون إظهار عبقريتهن و أفكارهن و حتى و إن تجرأن على ذلك فإن تلك الأفكار و الإبداعات كانت اعتسافا تُنسب لغيرهن؛ قوانين بريطانيا و أمريكا حتى وقت ليس ببعيد كانت تَمنعُ المرأةَ من امتلاكِ أي شيءٍ وخاصة الأفكار وبراءات الاختراعِ، وكانت تُنسبُ أفكارُها لزوجها أو والدها. كما أن المرأةَ كانت محرومةً من التعليم المُناسب الذي قد يُساعدها على تحويل أفكارها إلى شيءٍ عملي ملموس، وبعضُهن تعرضنَ للسخرية والتحيز عند السعي لطلبِ المُساعدة من الرجال من أجلِ تَنفيذِ أفكارهن، واستقبلَ المجتمعُ معظمَ أفكارِ المرأةِ بالازدراءِ والإجحافِ و التجاهلِ برغم أهميتها في تحسين حياةِ نساءٍ كُثر، واعتبروها أفكارًا محليةً لا تستحق الإشادة أو الشكر.

لقد كان عامَ 1809 تاريخُ حصولِ أول امرأةٍ على براءة اختراع باسمها وليس بأسماء ذَويها، فالأمريكية Mary Kies كانت صاحبةَ هذا السبق التاريخي، حيث طورت طريقةً لحياكةِ قبعاتٍ باستخدام القش، وساهمت في تَحسين اقتصاد إنجلترا في ذلك الوقت، وفتحت ماري بذلك الطريق أمام عددٍ هائلٍ من النساء المخترعاتِ ليحصلْنَ على التقدير المُناسبِ إزاء ما يقدمْنَه من أفكارٍ للمجتمع.

ذلك التخلف الذي عاشت فيه دول أوروبا و العالم الجديد و ما زال الشرق يعيشه يثبت أشياء كثيرة منها أن المرأة هي اللغز الذي ليس له إجابة حتى لدى علماء الفيزياء مثل ستيفن هوكينج و لعل اليهود أكثر الشعوب التي تفهم ذلك فلفظة إنسان لديهم لا تطلق إلا على الرجل فقط أما الأنثى فهي فقط امرأة و يبدو هذا اللغز جلياً أكثر في قصة العالمة المصرية سميرة موسى و هي أول عالمة ذرة مصرية، و أول معيدة بكلية العلوم بجامعة القاهرة، بدأت تفوقها منذ الطفولة، وتفوقت في كلية العلوم حتى تم تعيينها كمعيدة بكلية العلوم، رغم اعتراضات العديد من أساتذة الكلية. سافرت إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة للدراسة، وكانت هناك نهايتها و على يد الموساد كما تشير العديد من التقارير حيث كانت سميرة قد حصلت على رسالة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، ودرست الإشعاع النووي في بريطانيا، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة. تلقت عرضًا بالعمل في أمريكا لكنها رفضت، وفي زيارة إلى معامل نووية في كاليفورنيا ظهرت على الطريق سيارة نقل كبيرة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في الوادي؛ و يبدو أن ما أزعج الموساد هو أن سميرة كانت تطمح لنقل التقنية النووية إلى مصر.

المعاناة التي تواجهها المرأة حتى اللحظة و خصوصاً في الشرق و عربياً تحديداً جاءت نتيجة تراكمات و توارث منذ العصور القديمة تشبه القول “هذا ما وجدنا عليه من سبقونا”؛ لقد كانت المرأة في عصورها البعيدة التي حكمت فيها أكثر إبداعاً و إنجازاً من الرجل و حين سيطر الرجل و تمكن اقصاها بعيداً و شوه معالم تلك العصور التي حكمت فيها فالمرأة كانت دال خصب و الرجل دال حرب و دمار.

و ما يزال العلم و التكنولوجيا في وعي الكثيرين موطناً للرجال؛ و رغم ذلك فالمرأة تنتج و تبتكر و تخترع و تتجاوز كل الصعوبات و سيعترف المجتمع بعلمها و سيدرك المجتمع قيمة أعمالها العلمية حتى و لو بعد حين.

و ممن برزن حديثاً في عالم العلوم و المعرفة المغربية مريم شديد أو كارولين شوميكر أو مازلان عثمان أو ليسي أوترما أو كارولين بوركو أو كارولين هيرشل أو فيرا روبين أو هنريتا سوان ليفيت…!!!

بعد وفاة ليفيت استخدم إدوين هابل العلاقة بين اللمعان وفترات دوران النجوم القيفاوية ليكتشف أن درب التبانة ليست المجرة الوحيدة في الكون، وأن الكون آخذ بالتوسع منذ ولادته.

و من المعاناة التي تذكر و تضاف إلى ما ذكرته في بداية المقال أنه و حتى مطلع القرن العشرين لم يكن يسمح للمرأة بالعمل في المراصد الفلكية، لكن ليفيت كانت لها وسائل مستقلة لتثبت ما أثبتته.

أما فيرا روبين الأمريكية فكان اهتمامها بالأبحاث حول المادة المظلمة وتوزيعها و هذه الأبحاث تحاول جاهدة إعطاء تفسير حول تمدد الكون، وهي مسائل سيظل العلماء يجاهدون لتفسيرها؛ كما لا يزال البحث عن جوهر المادة المظلمة جاريا في محاولة ستشكل حتماً سبقاً علمياً عظيما خصوصاً أن البحث العلمي لم يفلح قبلاً في قياسها ومعرفة خصائصها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here