مالم تحققه حكومات العراق .. أبطال فرقة العباس (ع) يحققونه بإمتياز

فؤاد المازني

الحروب العبثية التي تبناها نظام البعث المقبور وزج فيها الشعب العراقي وفتح على البلد أكثر من جبهة عداء مسلحة وراح ضحيتها مئات الآلاف من الأرواح وخلفت ورائها أضعاف العدد من المعاقين وأضعافها من الأرامل والأيتام ، لم تسلم من عبثه حتى الحيوانات والنباتات والجمادات وأرض العراق بديمغرافيتها الطبيعية .
وما جريمة تجفيف الأهوار إلا واحدة من تلك الجرائم النكراء وقرينتها الأكثر قسوة وتمادي وإجرام إستئصال ملايين الدونمات من جنان الأرض في البصرة الفيحاء التي كانت تزخر بباسقات العطاء فوق أرضها وبساتين النخيل التي فاق عددها ثلاثون مليون نخلة والممتدة لمئات الكيلومترات إضافة إلى رياحين الحناء في أقصاها المحاذية للبحر وماتشتهي الأنفس إمتداداً إلى أقصاها الحدودية المتاخمة لمحافظات أخرى أو لدول الجوار ، تلك الأراضي الشاسعة على إمتداد البصر لم تسلم من بطش الظالمين فتحولت معظمها إلى أراضي بور مالحة وإلى صحراء جرداء ولا حتى من عشبة خضراء بل متخمة بأعداد هائلة من الألغام والمنفلقات والأعتدة بإختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها وأوزانها ومناشئها و المقذوفات والمخلفات الحربية الأخرى .
على مدى (30) عاماً بقيت هذه الأراضي الشاسعة متروكة ومهملة وطوى عليها النسيان ولم يلتفت لها أحد لا من الحكومة البعث المقيت ولا من الحكومات المتعاقبة على إدارة ملف البلاد بعد سقوط حكم البعث بل إن الحكومات الحالية المحلية والإتحادية على حد سواء لم تأخذ على عاتقها أياً منهما إلتفاته وطنية صادقة لهذا الأمر ولو على مستوى وضع دراسات لإنقاذ الأهالي الذين يقطنون على مقربة من هذه الأراضي ، والأدهى من ذلك لم تضع في حساباتها أن الطريق المؤدي إلى الحدود الإيرانية يمر عبر هذه الأراضي وبالتالي يعتبر طريق إستراتيجي يربط جمهورية العراق جنوباً بجمهورية إيران الإسلامية وممر تجاري حيوي يؤمه الكثيرون يومياً وعلى مدار الساعة .
فرقة العباس (ع) التابعة للعتبة العباسية المقدسة وتستقي تعليماتها وتوجيهاتها من لدن المرجعية الرشيدة عقدت العزم على تحويل شطر من بوصلتها من قتال بقايا الزمر الإرهابية وفلول داعش المندحرة إلى حملات جادة ومحفزة ومساهمة في إعمار المحافظات وفاءاً منها لدماء الشهداء الذين بذلوا مهجهم دفاعاً عن الوطن ، فبادرت في محافظة البصرة إلى العمل التطوعي المجاني في إزالة الألغام والمخلفات الحربية من الأراضي المحاذية للطريق الرابط بين إيران والعراق وصولاً إلى المنفذ الحدودي في منطقة الشلامجة وباشرت بآلياتها ومعداتها وطواقمها الهندسية بحملة الوفاء للبصرة .

اليوم أنجزت فرقة العباس (ع) القتالية مشروعها الموسوم في تنظيف هذه الأرض و هذا الطريق الاستراتيجي بجهود جبارة وبأوقات قياسية وبكلفة مجانية بحته ويصبح مؤهلاً لإكساءه وتبليطه ليكون طريقاً دولياً ، هذا من وجانب ومن جانب آخر عسى أن يكون هذا الإنجاز محفزاً للحكومات المحلية والإتحادية في تبني هكذا مشاريع وطنية خالصة تدر بالنفع العام فضلاً عن النفع الخاص وتؤمن ولو جزء يسير على العباد والبلاد لتعود البسمة إلى أهالي هذه الأراضي الذين ليس لديهم حول ولا قوة بما طالهم من ظلم وحيف وتهجير ونزوح عن أراضيهم وممتلكاتهم منذ أكثر من 30 عاماً كما وترجع الإشراقة إلى ذات الأراضي المقفرة لتزهر بالعطاء من جديد ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here