هل اعتقال السيد حسين الشيرازي كانت خطوة ذكية ام غبية !؟

حدث تصعيد غير طبيعي في الاونة الاخيرة وسط البيت الشيعي برزت معالم ذلك في اعتقال اية الله السيد حسين الشيرازي ابن المرجع الديني السيد صادق الشيرازي الذي له نفوذ واسع وسط الشيعة في اكثر مناطق العالم وخاصة في العراق والخليج وباكستان وافغانستان واوروبا وحتى في الجمهورية الاسلامية الايرانية , هذا الاعتقال جاء كما اشيع بعد ان عبر السيد حسين الشيرازي عن رأيه في مسألة خلافية تمثلت في مبدأ “ولاية الفقيه” الذي لم يحسم امره وسط اغلب مراجع الشيعة في الماضي والحاضر ولم يحسم بالتأكيد في المستقبل لما له علاقة جدلية بالدولة والسلطة السياسية والدينية وحتى الاقتصادية , حديث السيد حسين الشيرازي حول ذلك المبدأ وتناوله في اطار التوجيه الديني تضمن انتقادا لاذعا لمبدأ ولاية الفقيه بحيث قارب “سلطة الولي الفقيه” بحكم الفراعنة من حيث في اعتقاده انه حكم فردي استبدادي لا علاقة له بسيرة الائمة الاثنى عشر ع ولا بمذهب التشيع الذي في نظر السيد “شورائي” لا فردي ديكتاتوري ! والملفت ان خطاب السيد حسين الشيرازي كان باللغة العربية وليس باللغة الفارسية وامام جمع من العلماء وطلاب العلم وهذا بحد ذاته يترك علامة سؤال اخرى في ان خطاب السيد لم يكن موجها للداخل الايراني بل للخارج وللرأي العام الشيعي الذي لدي المدرسة الشيرازية نفوذ واسعه في اوساطه .

والسؤال هنا : هل كانت الخطوة التي اقدمت السلطات الامنية الايرانية عليها والتي تمثلت باعتقال نجل احد ابرز مراجع الشيعة بعد السيد السيستاني والخامنئ خطوة محسوبة وذكية ام هي ارتجالية وغير مدروسة جاءت بناءا على احكام فردية ومواقف تحريضية ووشاية دون النظر الى الابعاد السلبية وتداعيات هذا الاقدام على البيت الشيعي الذي ليست ايران الا الجزء البسيط منه خاصة اذا علمنا ان المدرسة الشيرازية تراهن في رسوخها على المجتمعات الشيعية غير الايرانية خارج اطار الدولة الايرانية عدى ان التدين الشيعي غير الايراني هو اكثر تجذرا من التدين الايراني الذي يواجه تراجعا خطيرا وسط المجتمع الايراني وباعتراف مسؤولين كبار في الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟!

مراقبون كثيرون يرون ان الخطوة الايرانية في اعتقال السيد حسن الشيرازي ليست في صالح ايران ونفوذها وسط الشيعة في العالم وانها مغامرة خطرة قامت بها السلطات الامنية بتحريض من اطراف في المؤسسة الامنية والقيادية الايرانية وهي تريد توريط الجمهورية الاسلامية في صراع شيعي ـ شيعي المستفيد منها القوى المناوئة للشيعة ولايران تحديدا وتقليص من التأثير الايراني في المجتمعات الشيعية وخاصة العربية وترسيخ الفكرة العنصرية التي يركز عليها البعثيون والوهابيون ومن يدور في فلك ال سعود والات الخليج وخداع العوام بها بوجود “تشيع عربي” واخرى “تشيع فارسي وصفوي”! لا سيما وان هذه الفكرة يتبناها عدد من النخب في العراق والخليج ويروجون لها .

الشيرازيون ليسوا اشخاص كي يتصور بعض المتهورين في ايران ان باعتقال نجل مرجع كبيرلشيعة العالم, لبيته تاريخ عريق في النضال ضد الاستبداد والاستعمار, يمكن بهذه الخطوة القضاء عليهم فوجودهم في ايران قد يكون رمزي ولا تأثير لهم علي الوضع السياسي الايراني فهم اكثر انتشارا في العالم العربي وتحديدا الخليج ولهم مؤسسات في معظم انحاء العالم , اعتقاله يضع اكثر من علامة سؤال حول المستفيد من هذا الامر , هل الجمهورية الاسلامية سوف تحقق مكاسب سياسية او نفوذ اكبر وسط الشيعة ام العكس سوف تخسر تعاطف الشيعة في كثير من المناطق وتترك تداعيات خطرة على البيت الشيعي يستغله اعداء مذهب اهل البيت ع لدك الاسفين الاخطر بين الشيعة في العالم وايران وهذا الهدف قد لا يكون بعيدا اذا ستمر الايرانيون في تحديهم لابرز معالم التشيع والشيعة بغض النظر عن مدى حجمهم ولكن باتأكيد فهم ليسوا قلة !

هناك من يرى ان هذا النهج “الايراني” هو امتداد لصراع فجره حزب الدعوة ابان بروزمرجعية الفقيد المرجع السيد محمد الشيرازي والدعاية الوسيعة التي قام بها هذا الحزب وسط الحوزات العلمية ضد مرجعية الشيرازي ق س بنفي مرجعيته حتى وافته المنية وهذا النهج استمر واخذ شكلا اخر من الحرب والدعاية في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية التي كان للشيرازيين والمدرسيين دور كبير فيها عدى احتضانهم لقائدها الراحل الامام الخميني الذي حاربه حزب الدعوة واضفى صفة الشيوعية على الثورة ولما انتصر ركبوا الموجة واعلنوا انهم معها واستمر الدعوجيون عبر شخصيات دعوجية مثل التسخيري واخيرا الاراكي , الذي تثار شكوكه حول دوره في هذا الصراع , في التحريض ضد الشيرازية سحبوا معهم اطراف في المؤسسات الايرانية الامنية والقيادية الى المطب المهلك سوف يدفع الشيعة ثمنه خاصة وان هذا الحزب ( الدعوة) سبب خرابا اليوم في العراق ويعود ذلك لنهجه السلطوي ولنشاهد ما يحدث في العراق من نهب وسرقات للاموال العامة وتدمير للبنى التحتية وانتشار الفقر والفساد وحتى الارهاب حيث في عهد المالكي تم احتلال الموصل من قبل داعش وفرت القيادات التي عينه المالكي في الجيش من الموصل باوامر من المالكي وتم تسليمها للارهابيين الدواعش , كل ذلك بسبب هذا النهج والسائرين عليه !

هنا يعاد طرح السؤال ذاته ماذا ستجني الجمهورية الاسلامية من مغامرة قامت بها اطراف في السلطة في اعتقال ابن المرجعية الشيرازية السيد حسين الشيرازي ومن المستفيد ؟؟

بالتأكيد ان ايران هي الخاسر الاكبر لان من دفع بها لمثل هذه الخطوة تدرك مدى ترسخ الشيرازية وفكرهم الذي لا غبار عليه بانه فكر حسيني علوي مصدره مدرسة اهل البيت ع وتعلم ان توريط ايران كدولة اقليمية عظمى في هذه القضية سوف ستخسرها شعبيتها وسط الشيعة في العالم وتحديدا شيعة العراق والخليج الذين تراهن عليهم ايران في توسيع نفوذه وان هذه الخطوة لم تكن موفقة حيث ان السيد حسين الشيرازي ليس مهدي الهاشمي ولامن اضرابه كما ان السيد صادق الشيرازي ليس الشيخ المنتظري ولا اي من العلماء الايرانيين الذين تم فرض الاقامة الجبرية عليهم او اعدامهم هنا الامر يختلف حيث ان اي اذى يلحق بالسيد حسين الشيرازي او السعي لمحاكمته فهو غباء وغياب الحكمة وخسارة لايران في البيت الشيعي وعلى المستقبل البعيد وحتى القريب تكون الجهمورية قد ادخلت نفسها في نفق مظلم عدى لا شرعية هذا الامر في ان يعتقل عالم الدين بسبب رأيه الفقهي او موقفه السياسي وهناك من العقلاء من يهيبون بالقيادة الايرانية في ان تتدخل مباشرة ولوقف التصعيد من قبل الاجهزة الامنية وتهدئة الوضاع والنفوس ومنع تدهور اكثر في البيت الشيعي ولجم اندفاع بعض الاطراف المتطرفة من التصعيد ضد الشيرازية في ايران وخاصة في قم مع انتشار بيانات فاقسة ومشبوهة على جدران الحوزات تدعو الي تدمير بيت الشيرازي في مدينة قم المقدسة وهو عمل استفزازي خطير ومغامرة اخطر من خطير عواقبه جدا سيئ وخطير.

فهل يتدخل العقلاء لوضع حد لمثل هذه المهازل في الوسط الشيعي ام يستمر المغامرون في التحريض والتصعيد حتى تذهب ريح الجميع حيث في هذه المعركة ليس هنك من منتصر الا الانتهازيون واعداء مدرسة اهل البيت ع .

جعفر علي ال حسن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here