[الگَصگُوصَةُ] الَّتي طَرَدَت وَزِير!

لِراديُو [DW] الأَلماني لبرنامجِ [العراق اليوم] وقَنوات [بِلادِي] و [المَسِيرَة] و [النُّجباء] الفضائيَّة؛
نــــــــــــزار حيدر
١/ لا أَعتقدُ أَنَّ الإِقالة ستترك أَثراً مُباشراً على سياسات الولايات المتحدة الأميركية في العراق، وذلك لسبَبين؛
أ/ لأَنَّ سياسة الادارة كانت مُنسجمةً تقريباً في الموقف من مُختلف تفاصيل المشهد السِّياسي والأَمني في العراق.
ب/ لأَنَّ الملف بيد البيت الأَبيض مباشرةً ويعاونهُ البنتاغون [وزارة الدِّفاع] ولَم تكُن للخارجيَّة كبيرُ تأثيرٍ، على اعتبار أَنَّ الموضوعَ متعلقٌ بالحربِ على الارهاب بالدَّرجة الأُولى.
نعم قد يتأَثَّر العراق بالإقالةِ والتَّغييرات بشَكلٍ غير مُباشرٍ وذلك بمدى تأثير ذلك على الملفَّات التَّالية والتي تترك عادةً بظلالِها على العراق بشَكلٍ أَو بآخر؛
*الملفّ النَّووي الإيراني.
*ملفِّ الأَزمة الخليجيَّة.
*ملف العلاقات الأَميركيَّة التُّركيَّة.
٢/ لقد كان العراق ولا يزال في مدار الصِّراعات الإقليميَّة والدوليَّة في المنطقة، فهو ساحةٌ مفتوحةٌ لتصفيةِ الحسابات!.
ولهذه الحالة تاريخٌ موغَلٌ في القِدم لأَسباب عدَّة، وعندما كان يميلُ بقضِّهِ وقضيضهِ إِلى طرفٍ في الصِّراعات كان العراقيُّون يدفعونَ ثمناً باهضاً جدّاً كما هو الحال في الحربِ العراقيَّة الإيرانيَّة عندما اصطفَّ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين إِلى جانب مِحور الاستكبار والرجعيَّة ليشنَّ حرباً بالوكالةِ تضرَّر منها الشَّعبان والبلدان الجاران بدرجةٍ كبيرةٍ جدّاً!.
وبعد تحقيق الانتصار التَّاريخي النَّاجز في الحربِ على الارهاب يحاول العراقيُّون إِنتهاج سياسة جديدة تبتعد عن سياسة المحاور المُتصارعة، والتي تحدَّث عن خطوطِها العامَّة السيِّد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي في أَكثر من مناسبةٍ.
إِلّا أَنَّني أَرى أَنَّ هذه الاستراتيجيَّة الجديدة تصطدِم بعقبةٍ كأداء ومعقَّدة جدّاً أَلا وهي غَياب الموقف السِّياسي الرَّسمي الواحد من أَيَّة قضيَّة من القضايا الإِقليميَّة والدَّوليَّة! ولذلك ما أَن تُثار قضيَّة ما حتَّى نرى أَنَّ للشِّيعةِ موقف وللسنَّة موقف وللكُرد موقف وللفصائل المسلَّحة موقف ورُبما لكلِّ محافظةٍ موقفٍ فضلاً عن أَنَّ لكلِّ كُتلةٍ برلمانيَّةٍ ولكلِّ حزبٍ سياسيٍّ موقف وقد يكون لكلِّ عشيرةٍ وأُسرةٍ موقف!.
إِذا تمكَّنت الحكومة من ضبطِ الموقف الرَّسمي ولجمِ التَّناقضات في المواقف، وإِذا نجحت وزارة الخارجيَّة في قيادة الدبلوماسيَّة بشَكلٍ صحيحٍ وواضحٍ وشُجاعٍ، اعتقد أَنَّ العراق سيتجاوز عقبة أَساسية تُعرقل التزامهُ بالسِّياسات الجديدة.
٣/ صحيح أَنَّ الرِّياض انصاعت لضغوطات واشنطن لتغيير سياساتها إِزاء العراق، وصحيح أَنَّ الأَزمة الخليجيَّة الحاليَّة سرَّعت في وتيرة هذا التَّغيير، إِلّا أَنَّنا لم نلمِس إِلى الآن أَفعالاً حقيقيَّة من الرِّياض بحجم الضَّرر الذي لحقتهُ بالعراق منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن بسبب تحريضها على الارهاب والمُساعدة بشَكلٍ مُباشرٍ وكبيرٍ جدّاً في تدمير العراق!.
تخيَّل مثلاً أَنَّها لم تُقدم إِلى الآن على إِسقاط ديونِها المزعومة على العراق! فكيف تريدُ من العراقيِّين أَن يصدِّقوا بحُسنِ نواياها تجاههُم!.
٤/ هذه ليست المرَّة الأُولى التي يطَّلع فيها الأَميركيُّون على قرار الرَّئيس ترامب من خلال تغريدةٍ في وسائل التَّواصل الاجتماعي! فلقد سبقَ قرار إِقالة وزير الخارجيَّة قرارات ومواقف كثيرة لدرجةٍ أَنَّ وزيراً أُوروبيّاً قال مرَّة أَنَّهم [ويقصد الأُوربيُّون] لم يعودُوا بحاجةٍ إِلى زيارة واشنطن والاجتماع بالبيت الأَبيض مع الرَّئيس أَو مُعاونيه فكلُّ شَيْءٍ يناقشهُ ترامب بتويتر!.
أَعتقد أَنَّ سياسة [الگصگوصة] التي أَقالت الوزير ستستمر لإِقالة وإِستقالة مسؤُولين آخرين.
٥/ أَدعو العراقيِّين إِلى أَن يضمُّوا صوتهم إِلى صوت المنظَّمات الحقوقيَّة ومنظَّمات المُجتمع المدني هنا في الولايات المتَّحدة التي تقول أَن المرشَّحة لرئاسة [CIA] [جينا هاسبل] مكانها في السِّجن! بسبب دورها التَّنفيذي والجوهري في الإِشراف على حالات تعذيب السُّجناء ومن بينهِم مواطنون عراقيُّون إِبَّان الغزو الأَميركي للعراق.
٦/ واشنطن مسؤُولة بشَكلٍ مُباشرٍ عن كلِّ قطرة دمٍ تُراق في اليمن لأَنَّها تتحمَّل مسؤُوليَّة إِستمرار نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة في عُدوانهِ وحربهِ المُدمِّرة على هذا البلد والشَّعب الأَعزل! فكلُّنا نعرف والعالَم يعرف والرِّياض تعرف إِنَّهُ لولا إِحتضان واشنطن لهذا العُدوان البريري [سياسيّاً وديبلوماسيّاً وتسليحيّاً واستخباراتيّاً] لما صمدَ شهراً واحداً.
ولذلك فانَّ ادِّعاء بعض القادة في واشنطن من أَنَّ بلادهم لا تتحمَّل مسؤُوليَّةً إِزاء هذه الحرب العبثيَّة هو محضُ هُراء لا يخدعونَ بهِ حتَّى السُّذَّج!.
٧/ إِنَّ مُراجعات الكونغرس لدور واشنطن في هذا العُدوان تأتي بسبب الضُّغوط التي تتعرَّض لها الولايات المتَّحدة لإِيقاف تسليح الرِّياض، وأَنا أَتمنَّى أَن يتَّخذ هَذِهِ المرَّة القرار الصَّحيح والمُلزِم للإِدارة وليس غير الملزِم كما في المرَّات السَّابقة! ليُساهم في وضعِ حدٍّ لهذا العُدوان الهمجي!.
١٥ آذار ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here