دماء الحكيم غرست فأزهرت الحكمة

سيف اكثم المظفر

خلق البشر بنظام معقد، ومتعدد يكمل بعضه بعضا، يترأسها العقل الإنساني، الذي يميز به الإنسان بين الحق والباطل، والخير والشر، ومنها نظام حماية متكامل، يربط بين الضمير والنفس والعقل، لتصحيح الأخطاء وارجاع النظام إلى حالته الطبيعية.

المبدأ هو سلوك يتخذه الإنسان لتحديد مواقفه، على أسس ثابتة، ترتبط ارتباطا وثيقا بين العقل والضمير الإنساني، كي تجنبه الانزلاق وراء الأهواء والشهوات والنزوات والإغراءات، التي يواجهها خلال مسيرته في هذه الحياة المملوءة بالمنعطفات والاختبارات.

صاحب المبدأ طريقه واضح ذات الشوكة، محمد باقر الحكيم قدس، مثال رائع، يجسد عمق الرؤية في تثبيت المبادئ، والسير على خط مستقيم، يرسمه العقل بفرشاة الضمير الإنساني، ليسير بثبات ورؤية واضحة نحو الهدف الذي يحيا من أجله، واستشهد في سبيله، امتداد لمبادئ كربلاء، مثلي لا يبايع مثله، وهيهات منا الذلة.

طريق ذات الشوكة، قال فيه أمير المؤمنين( عليه السلام) “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه” فهو طريق يحتاج إلى قوة وثبات على المواقف، في أشد الظروف عتمة، وأكثرها خداعا وتشويها، حتى تهاوت المبادئ في خضم السياسة العشوائية، وانحرفت بأتجاه السلطة والفرعونية، لتنتج لنا فراعنة يتقاتلون من أجل الكرسي، لا مبادئ ولا كرامة سوى من بقية على نهج القويم لتلك السلالة الطيبة.

اليوم ونحن نعيش ذكرى تشضي جسده الطاهر على جدار الحرية، ليرسم لنا لوحة عشق، عمل عليها وتمناها ونالها بكل فخر واعتزاز، ليتوج بنصر لمبادئ، سقاها بدمه الطاهرة، لتنبت زهرة الحكمة، بشباب عراقي وطني، يحمل تلك المبادئ العظيمة، برؤيا متجددة، و بصمات شبابية حداثوية متأصلة.

غايتها نبيلة، و هدفها سامي، تعمل بجد واخلاص، تصنع القادة، بكفاءة عالية، بعد تمحيص وتدريب وتنظيم، لتزج بهم في الميادين، فهم رجال ميدان أثبتوا بأفعالهم، وتلكم نتاجهم، ليكون أيقونة النجاح، يفتخر بها العراق، أمام العالم العربي والعالمي، وزيراً مقتدرا للشباب والرياضة.

اليوم والوطن على مفترق طرق خطير، اما ينطلق نحو البناء والتطور أو يبقى يراوح مكانه، بين مافيات الفساد السياسي والمالي والإداري، نعيش فترة حرجة تتطلب الوعي العالي والرؤية الواضحة، والعمل الجاد في سبيل إخراج البلد من عنق الزجاجة، وعطاء فرصة للشباب الطموح الناجح، كي يبني وطنه العزيز، إنها فرصة عظيمة، يجب أن نغتنمها جيدا، … حتى نغير ما بأنفسنا!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here