” خدمة الوطن والمواطن شعار إنتخابي مؤقت “

مع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية وإحتدام المنافسة بين المرشحين على كسب ودّ الناخب العراقي، يظهر بوضوح إرتفاع منسوب الوطنية لديهم بشكل مطّرد ، وتتفجّر أحاسيسهم جزعاً وألماً لمعانات المواطن ! في هذين الشهرين فقط تحوّل النواب السابقون واللاحقون الى ملائكة رحمة تتنزّل على الفقراء والمساكين وكأنّهم دخلوا العراق لأول مرّة ولم يسمعوا من قبل بتردي الخدمات وفوضى الفقر وتوقف المشاريع والبطالة وسوء الأحوال المعيشية للكثير من العوائل العراقية خصوصا عوائل الشهداء ولم يسمعوا عن السراق والمختلسين وضياع مئات المليارات منذ سقوط النظام البعثي 56 يوماً تفصلنا عن موعد الإنتخابات البرلمانية ، يعيش فيها المرشحون في أوساط المواطنين للإستماع لشكواهم وللتعرّف على إحتياجاتهم ومطالبهم والتي ستكون في ذمّة المرشح حتى دخوله البرلمان ثم تُلقى على رفوف النسيان ، كما فعلها من قبلهم فلانٌ وفلان ، بعض المرشحين قد أدمن على ضخ البيانات والوعود المسجلة على مقاطع فيديو بالعشرات وبشكل يومي على صفحات الفيسبوك غير مبالٍ بتعليقات المتابعين له والتي تضمّن الكثير منها التهكّم والسخرية من بياناته ووعوده ، ويبدو أن هَوَس التعلّق بكرسي البرلمان قد أعمى بصره وبصيرته عن متابعة الردود ! وآخرون يجوبون بين القرى والأرياف والمدن للحصول على المؤيدين وشراء ذمم المداحين والمنافقين ولقد شاهدنا ذلك المعمم الذي كان برفقته أحد المتملقين يحمل له خرجاً (كيساً) فيه بضعة دنانير لتوزيعها على نفايات المجتمع فرقة المهوسجية !، بعضهم تفنّنَ في إطلاق العبارات البائسة ظنّاً منه سيُضفي بعض القداسة على تحالفه وتُسجل له منقبة في سجل تصريحاته الخارجة عن المألوف لكنّها إرتدّت عليه بالويل والثبور فإرتدَّ معتذرا ونادماً ، ومنهم من خاطب الشعب وحذرهم من زوال النعمة التي هم فيها ومن اهم مقومات الحفاظ على النعمة من الزوال هو إنتخابه هو وأعضاء حزبه !وغيرها الكثير من الإدعاءات والشعارات الإنتخابية وتذكير الناس بالبطولات ولكن أهمها شعار خدمة الوطن والمواطن ولو لشهرين فقط .. وبالنتيجة الكل يكذب على الكل ، والكل يعلم أن الأمر محسوم ومقسّم على الكواسر ، أصحاب الكتل والأحزاب التي هيمنت على المال والسلاح والمناصب ، وهذه الأحزاب لها طريقتها الخاصّة في مناورة الناخب العراقي وإستغفاله في كل دورة إنتخابية من خلال تغيير بعض الوجوه وإستبدالها بآخرين من نفس الحزب أوالكتلة ، مستفيدة من قانون الإنتخابات الذي وفّر لها فرصة إستثمار أصوات الناخبين .

صالح المحنّه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here