عودة الپیشمرگه‌ إلى ‹المتنازع عليها› بإشراف أمريكي

كشف المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى، الشيخ مزاحم الحويت، یوم السبت، عن مساعي أمريكية لعودة قوات الپیشمرگه‌ الكوردية إلى كافة المناطق الكوردستانية الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان، أو ما تسمى بـ ‹المتنازع عليها›، وتأسيس إدارة مشتركة مع القوات الاتحادية.

وذكر الحويت، أن وفداً أمريكياً «رفيع المستوى» سيزور كلاً من بغداد وأربيل للاتفاق على صيغة للإدارة المشتركة في ‹المتنازع عليها› وإعادة نشر قوات الپیشمرگه‌ إلى جانب القوات الاتحادية فيها.

وبيّن أن القيادة الأمريكية قامت بإبلاغ بغداد بصدد إعادة انتشار قوات الپیشمرگه‌ في كافة المناطق ‹المتنازع عليها› وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجانبين بإشرف القوات الأمريكية، مضيفاً أنه «تم تبليغ العشائر العربية بذلك من قبل الحكومة الأمريكية في واشنطن».

وأوضح المتحدث باسم عشائر نينوى، أن العشائر العربية طالبت القوات الأمريكية بإعادة قوات الپیشمرگه‌، كونها «هي من حافظت على تلك المناطق وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى في سبيل ذلك»، مؤكداً أنه «بعد انسحاب قوات الپیشمرگه‌ من هذه المناطق تمت إعادة نسبة كبيرة من الدواعش و«أكثرهم تحت غطاء بعض فصائل الحشد الشعبي، وباتت تشكل تهديداً كبيراً على المكونات الدينية في ‹المتنازع عليها›، وخاصة قضاء شنگال».

وأشار الحويت، إلى أن العشائر العربية «لديها مخاوف من عودة العنف الطائفي والاعتداء على اتباع الديانات المختلفة في تلك المناطق، وأردف «وبعد تقديم طلب رسمي من قبلنا إلى الحكومة الأمريكية تم تبليغ حكومة بغداد بضرورة إعادة انتشار قوات الپیشمرگه‌، كونها هي من حررت تلك المناطق من قبضة داعش وحافظت عليها».

وشدد أن «المناطق المتنازع عليها ذات غالبية كوردية»، وأن جميع المكونات الدينية والقومية والمذهبية في تلك المناطق يساورهم قلق كبير «بعد انضمام أغلب عناصر تنظيم داعش من العرب إلى صفوف الحشد الشعبي».

وكشف أنه «من المقرر أن يزور وفد أمريكي رفيع الأسبوع المقبل كلاً من أربيل وبغداد للاتفاق على إعادة نشر قوات الپیشمرگه‌ في المتنازع عليها».

ودخلت قوات الپیشمرگه‌ إلى ‹المتنازع عليها› بعد انكسار الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى أمام بضعة آلاف من مسلحي داعش عام 2014، حيث تمكنت من تحريرها وحمايتها طيلة السنوات الماضية من الحرب ضد داعش.

وفي أعقاب أحداث 16 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، سيطرت ميليشيات الحشد الشعبي مع قوات عراقية أخرى على غالبية هذه المناطق، بعد خيانة فريق من الاتحاد الوطني الكوردستاني، وانسحاب قوات الپیشمرگه‌ تفادياً للمواجهة مع هذه الميليشيات.

وبعد هذا التاريخ، تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير في ‹المتنازع عليها›، وعاود داعش نشاطه بشكل ملحوظ من خلال التفجيرات وشن الهجمات، رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتهاء التنظيم و«النصر النهائي» أواخر العام المنصرم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here