الغوطة الشرقية ..من يدعمه الغرب في سورية؟

اليوم تدور أحداث في سورية التي سوف تشكل مستقبل منطقة الشرق الأوسط والعالم كله. يواصل الجيش العربي السوري محاربة الإرهابيين في البلاد بدعم من حلفائه بغية إعادة السلام في أقرب الوقت الممكن.

ويتفق أغلب الخبراء أن عدد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحاول عرقلة عملية تسوية لحل الأزمة السورية تحت ذرائع مختلفة، وتبذل قصارى جهدها لتصعيد التوتر داخل البلاد. في واقع الأمر، يدعم الغرب الجماعات المسلحة الكثيرة من أجل تغيير النظام في سورية ولذلك ينفق كثير من المال.

يعتبر الوضع في الغوطة الشرقية مثالا ناصعا حيث الإرهابيون يستخدمون الأسلحة أمريكية الصنع لقصف أحياء دمشق السكنية ويستعملون المدنيين دروعًا بشرية.

وتعتقد الحكومة السورية أن يشير مثل هذا السلوك إلى حملة واسعة شنتها الولايات المتحدة لدعم المتطرفين وتشويه سمعة القوات الحكومية وحلفائها. وقد أعلن عن ذلك مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار جعفري يوم 12 مارس 2018.

تثبت بيانات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر ناويرت والسكرتير الصحفي للبيت الأبيض سارة ساندرز إعلان المندوب السوري. وقد نشرت الصحف الأوروبية والأمريكية العناوين عن المسؤولية المزعومة للحكومة السورية على حصار الغوطة الشرقية الذي أدى إلى معاناة المدنيين فيها. علاوة على ذلك يتهم الغرب الجيش السوري في استخدام الأسلحة كيميائية ضد المدنيين بدون أدلة مقنعة.

تجدر الإشارة إلى أن سورية دمرت ترسانتها الكيميائية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118. فأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذه الحقيقة يوم 4 يناير 2016. بالإضافة إلى ذلك عثر جنود الجيش السوري في أحياء الغوطة الشرقية المحررة من الإرهابيين على مستودعات وورشات إنتاج الأسلحة الكيميائية.

وعلاوة على ذلك تستعمل الولايات المتحدة تقارير غير مؤكدة عن الهجوم الكيميائي من قبل منظمة القبعات البيضاء من أجل تبرير ضربات صاروخية جديدة. قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، في الاجتماع لمجلس الأمن الدولي أن “الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين علينا ذلك”.

في المقابل وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الوضع في الغوطة الشرقية بأنها “الجحيم على الأرض” ودعا الأطراف إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري. يبدو أنه لا يعرف أن لا توجد معارضة معتدلة في المنطقة فتسيطر عليها جماعات إرهابية ترفض الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2401.

يحاول الغرب تقديم المساعدة لسكان الغوطة الشرقية ولكن في كثير من الأحيان ينهب الإرهابيون الإغاثة الإنسانية أرسلتها المنظمات الدولية المختلفة إلى المنطقة. إن السيطرة على الإمدادات تسمح للإرهابيين بالحد من وصول المواطنين إلى الغذاء والدواء والمواد الضرورية الأخرى.

فيصبح من الواضح أن يدافع الغرب في سورية عن مصالح الإرهابيين وليس المدنيين. على الأرجح إن توجهت دول أوروبا جهودها إلى تسوية النزاع السوري فقد عاد السلام والاستقرار والأمن إلى بلاد الشام.

أحمد صلاح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here