الشكوك تراود أهالي الموصل بشأن وصول الأموال المخصصة لإعادة إعمار المدينة إلى مستحقيها

في مساحة تقدر بـ70% من الموصل، توجد ستة أحياء و11 ألف منزل مدمر بالكامل، ناهيك عن تهدم المباني ومقرات المؤسسات الحكومية، وتقدر تكلفة إعادة إعمار منازل المدينة بـ 16 مليار دولار.

وتعهدت 76 دولة ومنظمة عالمية بمنح العراق 30 مليار دولار كمساعدات وقروض للمساهمة في إعادة إعمار المناطق المدمرة في البلاد.

نوفه حازم، مواطنة من الموصل، تعرض منزلها لقصف من الطائرات الحربية، وهي تفضل الآن حياة النزوح على العودة إلى المدينة.

وقالت نوفه حازم “لا أستطيع العودة، كل شيء تحول إلى رماد بسبب قصف الطائرات الحربية وقذائف الهاون، لا أملك مالاً كافياً لاستئجار منزل، لم نعد نملك أي شيء”.

وبعد استعادة الموصل، عاد بعض أهلها إليها، لكن وبسبب صعوبة الأوضاع هناك، أجبرت 800 أسرة على الرجوع إلى مخيمات النزوح.

وتصنف منظمة الشفافية العالمية في آخر تقرير لها العراق على أنه أحد أكثر الدول فساداً في العالم، ويعبر أهالي الموصل عن اعتقادهم بأن جزءاً كبيراً من الأموال المخصصة لإعمار مدينتهم سيذهب إلى جيوب الفاسدين.

وقال مصطفى السعيدي وهو من أهالي الموصل: “نريد أن تصل الأموال بصورة سليمة وهو ما لا يحصل، حيث أن ثلاثة أرباع تلك الأموال تسرق، ويصل ربع واحد منها إلى الناس، وتشترى بها أشياء بخسة ورديئة، بدعوى أنها توزع على المواطنين”.

بعض أهالي الموصل بادروا بإعادة إعمار منازلهم ومحلاتهم تمهيداً للعودة، دون انتظار مد الحكومة العراقية يد العون إليهم.

وقال فهمي خيري وهو من أهالي الموصل: “لم يدفعوا تعويضات لأي مواطن حتى الآن، ولم يزرنا أحد، نحن نطالب جميع المسؤولين بالمجيء إلى هنا، لإعادة الحياة إليها، لأن هذه المنطقة هي قلب الموصل”.

وتقول الحكومة العراقية أن إعادة إعمار المناطق المحررة تتطلب أكثر من 100 مليار دولار، لإعمارها خلال 10 سنوات، لكن كل ما قدم إلى العراق من أموال في مؤتمر الكويت الدولي الذي عقد منتصف شهر شباط الماضي، يقدر بـ30 مليار دولار فقط.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here