الانتخابات: بعد 14 عام يفيدون للمبردات!

مديحة الربيعي
إذا أردت ان تعرف رأي الناس في حدث ما فما عليك سوى ان تستقل الباص, الذي تحول بمرور الوقت ومع تراكم الهموم الى حلقات نقاش مصغرة ومرآة تعكس مدى السخط والرضا عن مجريات الواقع السياسي، وما يدور في هذا الباص الذي لا يختلف عن غيره, فهو يعكس صورة مستنقع سياسي آسن من خلال حديث الموجودين.
بعد 14 سنة من الأداء السياسي قدم الساسة اداء أشبه ما يكون بعرض ساحر فاشل على مسرح, قدم فيه سلسلة من الاخفاقات الكارثية فحول نفسه الى أضحوكة! , ترى أي صورة يترك في اذهان الناس واي انطباع ؟هل يتابع الجمهور عروضه مرة أخرى؟
هذا التساؤل أجاب عنه أثنين من كبار السن تبدو عليهم ملامح الانهاك, أتضح من خلال الحديث أنهم كانوا يقفون في طوابير طويلة أحدهم للحصول على علاج في مستشفى, وعاد خالي الوفاض والآخر كان يبحث عن عمل في دائرة او مؤسسة أهلية لأنه لا يجد ما يسد به رمق عياله, بعد ان أنهت خدماته الشركة التي كان يعمل بها, وأغلقت الأبواب بوجهه وهو يبحث عن عمل لمدة ستة أشهر بلا كلل عسى ولعل أن يجد فرصة في البلد النفطي الذي يكاد يختنق بالفقر والبطالة!
دار بين بين الرجلين حديث كانت بدايته ” هذلولة خلو لافتاتهم للانتخابات؟ الله ليوفقهم ولا يربحهم علاج تدور متلكى بالمستشفى لعد شكو معلكين لافتات عليمن على صخام وجوههم” أجابه المسن المنهك الاخر ” حجي لتحرك دمك ميفيد خليهم يعلكون لافتات بيهة فايدة؟ فسأله الأول ” شنوا الفايدة “؟ الجواب ” يفيدون للمبردات للتانكيات نخليهم نسوي بيهن في (ظل) للحيوانات”!! لم ينه جملته تلك حتى انفجر كل الموجودين من الضحك لأن جوابه هذا يوضح قيمة تلك الاستعراضات الباذخة والاعلانات التي تكفي لتعبيد شوارع وبناء مدارس وتوفير علاج وووو..الخ
أخيرا ينتهي السباق الماراثوني بحفنة من الذين تمكنوا من الضحك على بعض السذج, ووصلوا للبرلمان ليجمعوا الغلة ويقدموها لرئيس الكتلة, مقابل ان ينالهم جزء من الكعكة وفقا لمصطلحاتهم الدراجة في عالم السياسية الحديث في العراق، لكن قيمتهم لا تعدوا تل التي ذكرها الرجل المسن المنهك من جور الطغمة السياسية، فأعرفوا قيمتكم التي لاتعدوا أن تكون مفيدة للمبردات وظل للحيوانات!! رحم الله أمرئِ عرف قدر نفسه، بل ربما تعرفون أنفسكم جيدا، السؤال الاصح متى يعرف يستيقظ النيام في هذا البلد؟ ومتى تقدر الناس تضحيات الشهداء على السواتر؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here