الأسوأ من المهوال من يُرشي المهوال

سالم سمسم مهدي

برزت في المجتمع مؤخراً ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية ظاهرة شاذة تضاف الى عشرات الظواهر الاخرى التي سبقتها ولا تقل شذوذا عنها ألا وهي ظاهرة المهوال الكاذب ….

وأقصد بما سبق هي ظاهرة السحر والشعوذة التي تزامنت مع مدح السارق وكل من اثرى لحد التخمة على حساب الإنسان والوطن ويضاف لهذه الظواهر تعاطي المخدرات وتداولها وبيعها وتهريبها في مختلف الاتجاهات فضلا عن بيع الادوية الفاسدة وغيرها من الافعال المشينة …

أما التهرب من العمل الوظيفي والبطالة المقنعة والأحجام عن تقديم الخدمات بما يتناسب مع عمل الموظف وكلا من موقعة فتحتاج الى كلام كثير …

كنا نسمع أن المدح في غير محله يرقى الى مستوى الذم وانتشر اليوم كأنه وباء اصاب الرجال والنساء وكلا يحاول ان يظلل الأفكار والظهور بمظهر المصلح الوحيد في بلد طغت عليه صفت الفساد وحظى بمواقعها المتقدمة بامتياز …

لا نريد أن نخوض في خصوصيات المرشحين مهما كان جنسهم ولكننا نملك حق الحديث عن نشاطاتهم العامة التي تخص الشعب والبلد لأننا لم نشاهد من يستحق هذا المديح على ضوء ما قدم من عطاء على طريق المسؤولية التي تولى الكثير من المرشحين مواقع هامة فيها الفترة السابقة وخاصة رؤساء الكتل والأحزاب ممن احتلوا مناصب متقدمة …

وعودة إلى المهاويل الذين أصبحوا سمة من سمات العملية الانتخابية في العراق أود أن أشير إلى سوق عكاظ الجاهلي الذي كان يسبق موسم الحج وبالتحديد في العشرين يوما الاولى من شهر ذي القعدة وعلى مسير ثلاث ايام عن مكة وينتقلون في العشرة الاخيرة من الشهر المذكور الى سوق مجنة وهو اقرب الى بيت الله الحرام ثم يقضي ذلك التجمع الكبير الايام الثمانية الاولى من شهر ذي الحجة في سوق ذي المجاز في منطقة العزيزية الحالية …

سمي سوق عكاظ ( يقع على طريق صنعاء ) بهذا الاسم لأن شعراء وأدباء القبائل العربية الذين يجتمعون فيه يتعاكضون أي يتجادلون كثيرا وكلا يحاول أن يُبرز محاسن قبيلته فيبدؤون بالتفاخر والتناشد فيما بينهم بحماسة شديدة تؤدي احيانا الى نشوب حروب بين هذه القبائل لأنهم مدفوعين بشرف الانتساب لقبائلهم ومن دون ان يدفع اليهم احد …

لقد قصد رسول الله سوق عكاظ على امل ان يكسب من يعرض عليهم الاسلام ولكنه ( ص ) أمر بهدم السوق بعد الإسلام لأنه يروج للعصبية فضلا عن ممارسات اخرى يرفضها الإسلام تصل الى حدود لا مجال لشرحها لأننا نبتعد عن عنوان المقال …

ان ما يحصل اليوم من مدح وذم يرقى الى زمن العصبية الجاهلية وأكثر لان الذين يجري مدحهم بعيدين تماما عن الاصول التي يتطلبها المدح خاصة وأننا في بلد الحضارات وليس في موطن الجاهلية …

كنا ننتظر من المهاويل والمرشحين على حد سواء ان يدور جوهر كلامهم عن التضحيات التي لا مثيل لها التي قدمها شعبنا على طريق الثأر لكرامته التي دنستها داعش ومن ورائها وكنا نأمل ايضا من هؤلاء الذين يجوبون الشوارع استجداءاً للأصوات بلا استحقاق ان يعلموا بسطاء الناس معنى الكرامة لا الانغماس في المذلة طلبا للدراهم خاصة وان اغلب شهداء العراق هم من ابناء جنوب العراق موطن هؤلاء المهاويل .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here