بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المرحلة التاريخية (التي تبدوا كمرحلة الشلل).. الذي يمر به الشارع الشيعي بمنطقة العراق هي مرحلة (الصدمة والذهول).. لتاريخ من القدسية (لمعارضة اسلامية شيعية وعمائم كانوا يعتبرونها مقدسة حتى وقت قريب).. لتنهار امام اعينهم ويكشفون زيفها.. مما ولد فراغا (فكريا وثقافيا وفقدان للقيادة والبرنامج والمشروع البديل) والزعامة المحركة التي تقود الجماهير.. والتي من المفترض ان تتولد بمرور الوقت (كحركة طبيعية للتاريخ).. قوى بديلة..
فالهالة التي كانت بعقول الشيعة.. (لرموزهم الدينية والسياسية).. لم تكن وليده (التجربة وتراكم المعرفة).. بل وليدة (الدكتاتورية التي فرضتها الانظمة السابقة قبل عام 2003.. وجعلت حاجزا بين عموم الشارع الشيعي بالعراق.. عن القيادات المعممة والسياسية التي طرحت نفسها قيادات للشيعة بالعراق).. وكذلك (لانعزال المرجعيات بدرابين النجف عن الاختلاط بالشيعة).. (وعندما سقط صدام ودكتاتوريته.. ).. (بدأ الانحدار التدريجي المتسارع.. لهذه الهالة التي كانت بنفوس الشيعة تجاه هؤلاء لتماس الشيعة المباشر مع هؤلاء المعارضين لصدام الذين استلموا الحكم مباشرة).. ليكتشفون (افلاس وفساد وفشل من كانوا يعتبرونهم).. (مقدسين واهل التضحية ونسل رسول الله واهل العمائم السوداء والبيضاء ومن وحي مرجعيات)..
ليصل هؤلاء (السياسيين والمعممين ومن وراءهم ايران التي تحتضنهم وتوجههم)…. لمرحلة من الافلاس اليوم (يحذرون من صناديق الاقتراع نفسها التي اوصلتهم بالسنوات الماضية.. لشعورهم بعزوف الشارع الشيعي بالمشاركة مستقبلا بالانتخابات.. نتيجة فشل هؤلاء وتحميل الشارع الشيعي مسؤولية ما يجري على عاتقهم).. (فيحذرون هؤلاء من وصول شركاء هذه القوى السياسية المحسوبة شيعيا من القوائم الكوردية والسنية لرئاسة الوزراء فيذبحون الشيعة)؟؟ عجيب غريب؟؟
شركاءكم لسنوات ووزعتهم عليهم الاموال .. والرواتب والمخصصات والجوازات الدوبلوماسية والحصانة .. وحرمتم ملايين الشيعة بالعراق منها.. وتأتون لتحذروننا منهم اليوم؟؟ لتتشارك معكم بعد الانتخابات غدا.. تحت عناونين (الاغلبية السياسية والتوافقات مع القوائم السنية والكوردية نفسها لتتقاسمون الكعكة والنفوذ والسلطة والكراسي بينكم.. تاركين الشيعة لمصير مجهول)؟؟
وكذلك تساقط المرجعية جاء بسبب فشلها بتقديم اي مشروع للنهوض بالتخلص من الفساد والخراب الذي يضرب عموم الشيعة بالفقر والبطالة والعوز والتشرد.. الخ).. و(كشف اجندات خامنئي ونظام ولاية الفقيه وتغولهم المليشياتي وجهرهم بان اهدافهم جعل العراق ممر بري لايران للمتوسط، وجعله ساحة وجبهة لتصفية ايران حساباتها الدولية و الاقليمية ويعترف قادة ايرانيين بذلك.. ويجهرون بان مليشيات الحشد مجرد اذرع ايرانية للقتال بالنيابة عن ايران.. ومجرد (مرتزقة تهدد بهم ايران القوى التي تعارض هيمنتها بالمنطقة).. وليس هذا فحسب تتبنى ايران جعل العراق مجرد سوق استهلاكية لبضائع ايران الصناعية والزراعية الرديئة بمليارات الدولارات سنويا على حساب ملايين العاطلين عن العمل بالعراق واهمال متعمد لقطاعات العراق الصناعية والزراعية والخدمية) ..
وكذلك هذا الشلل نتيجة (فقدان القيادة البديلة).. عن (اللاقيادة الحالية).. مضاف لها كما ذكرنا (تغول عشرات المليشيات المسلحة التي تجهر بولاءها لايران التي تتبنى هذه القوى المحسوبة شيعيا الفاشلة، واذرعها العسكرية).. اضافة (للضربات الموجعة لقسوة البطالة وسوء الخدمات ووضع امني مزري وفساد مهول) الذي اضعف (البنية الاجتماعية الشيعية) بالعراق..
اضافة (لهيمنة احزاب ومليشيات كشفت كل اوراقها بانها مجرد اجندات لايران.. واولوياتها ايران اولا).. وتضمن للمحيط الاقليمي (بان لا رد للعراق على اي دولة تتدخل في شؤونه).. حتى (لو جهرت فصائل مسلحة بولاءها لتلك الدول وملئت العراق مخدرات واسلحة منفلتة.. وسلع تالفة) ونتذكر كيف سوريا بعد عام 2003 دعمت الارهاب باعتراف المالكي وبنفس الوقت كانت سوريا تجني العقود الاقتصادية وتصدر سلعها للعراق.. وعارضت القوى الحاكمة ببغداد الهجوم الجوي الامريكي على قاعدة للارهابيين في البو كمال بعد عام 2003..
ولا ننسى من اسباب الشلل الشيعي اليوم.. (هول مخاطر الزحف السني الارهابي الطائفي والتكفيري والبعثي.. ضد المكون الشيعي الشعبي).. وخداع راي عام شيعي (بان فاسدين شيعة خير من ارهابيين سنة.. فخير لكم فاسد شيعي من ارهابي سني).. في وقت (لا داعش ولا القاعدة دخلوا العملية السياسية ولا حتى البعث)..
ننبه بان القوى الارهابية السنية لم تستهدف (القوى السياسية الحاكمة المتغولة بارتال الحمايات والمتحصنة بالمنطقة الخضراء حصنها الحصين).. بل هؤلاء استثنتهم.. واقتصرت هجماتها على ضعفاء الشيعة فقراءهم واحياءهم الشعبية وجنودهم وشرطتهم الذين هدفهم بالحياة ان يعيشون بامان وخدمات وان يحكمهم طبقة نزيهة ليست فاسدة..
والخطورة بمكان ان مرحلة الشلل والصدمة.. تجعل الشارع يدخل بمرحلة ثانية هي مرحلة (الترنح).. بعنوان: بعد ان (انتخبوا قوائم باسم مجاهدين قاتلت صدام..ينتخبون اليوم قوائم باسم مجاهدين قاتلو داعش)
فكما اكتشف الشيعة بان (هؤلاء المعارضين لصدام .. وقفوا ضد صدام.. ليس لخاطر عيون الشيعة والعراق المستقل.. بل لخاطر عيون جيوبهم ومصالحهم الشخصية واجندتهم الايرانية) .. واليوم عليهم ان يستفادون من التجربة ونقصد.. كما كانوا يعتبرون (المعارضة لصدام مقدسة) كذلك يتم خداعهم اليوم (لقائمة حشد مقدس بدعوى قتال داعش).. متناسين بان هؤلاء (فصائل الموالية لايران وخامنئي.. رفعوا شعارات مقدسة لقضية غير مقدسة).. ولا نقصد هنا (الفصائل الكفائية التي قاتلت داعش ولم تشارك بالعملية السياسية اصلا.. فهؤلاء قاتلوا باخلاص وامانة وبنيات صافية..).. اما مليشية الحشد الايرانية الولاء فهي قاتلت نيابة عن ايران واستغلت اوضاع العراق المزرية خدمة لاطماع ايران وتغولها..
واليوم هذه الفصائل الموالية لايران تدخل بقائمة سياسية باسم (فتح- 20 فصيل).. لم يقاتلون داعش لخاطر عيونكم.. يا شيعة العراق.. كما ذكرنا.. بل هذه القائمة (جميع فصائلها ومثليها يعلنون صراحة ولاءهم لايران ونظامها الحاكم).. وتامين ممر امن لايران للمتوسط.. .
وفي ظل ايران واحزابها الموالية لها بالحكم ببغداد.. سوء خدمات ووضع امني مزري وفساد مهول.. وقطعت ايران 41 نهر عن العراق لتعطش شعبه.. وملئ العراق مخدرات واسلحة مهربة بشكل واسع من ايران.. واهملت كل قطاعات العراق الاقتصادية.. تعمدا.. لتهيمن ايران على السوق الداخلي بشكل كارثي وخطير.. ولا ننسى خطف ايران للصيادين الشيعة بالبصرة لمجرد انهم يصيدون .. كمحاربة اقتصادية لايران للشيعة حتى يتم ترويج السمك الايراني المصدر للعراق.. وبتالي يجب ان يموت قطاع صيد السمك بالعراق كما تم اماتت القطاعات الاقتصادية الاخرى من قبل القوى الموالية لايران بالحكم بالعراق.
ونبين هنا كيف ان شخص بسيط يعمل (مستخدم تنظيف) وهو من اهل الثورة “شيعي”..
سألناه (من سوف تنتخب).. اجاب (شنو رايكم بهادي العامري.. ) فقلنا لهم لماذا ؟؟ (قال لانه قاتل داعش)؟؟؟!! فقلنا له (هل انت تريد بناء دولة مدنية.. بزعامات عسكرية بالحكم حتى تحكم رقابك)؟؟ كيف يحصل ذلك؟
وقلنا له (اليس العامري كان لاكثر من 15 سنة بالحكم وعضو برلمان ووزير) ولم يسترجع دولار واحد للخزينة ولم يساهم باعتقال فاسد واحد).. (واليس هو مجرب والمجرب لا يجرب).. وقائمته السياسية لسنوات ضمت الفاسدين الذين يتجددون بتزكيه منه؟؟ (ثم اليس هو من قرب ابنه الذي ارجع طائرة من الجو لاهواءه الخاصة).. اليس هو وابنه (لم يصابون ولو بجرح خلال المعارك مع داعش.. وكانوا مجرد ياخذون سيفيات “صور” على الموبايل بالخطوط الخلفية للمعارك.. لخداع الراي العام).. (واليس هو استلم ويستلم رواتب خرافية كبرلماني ووزير وحشدوي وهلم جر)..
(اليس هو عميل ايراني ويفخر بذلك.. بولاءه لحاكم ايران خميني ثم خامنئي.. ويقول صارخا اينما يامرني النظام الايراني اذهب لاقاتل .. قالوا حرب حرب.. سلم سلم..)؟؟ (اليس هو من قاتل بصفوف الايرانيين ضد العراق بالثمانينات بحجة محاربة صدام؟؟ والحقيقة هم قاتلوا العراق) وعندما استلموا الحكم (انتقموا ابشع انتقام من شيعة العراق والعراق معا ووقفوا ضد حق المكون الشيعي العربي باقليم من الفاو لسامراء).. اليس العامري شريك بكل الحكومات التي حكمت .. فسادا وسوء خدمات ووضع امني مزري وانبطاح لايران وجعلوا العراق ولاية ايرانية.. ضمن معادلة (ايران قوية عراق ضعيف).. (ضعف شيعة العراق قوة لايران)..
اليس هو من يدعو (للمشاركة بالانتخابات بدعوى عدم المشاركة تعشش للفاسدين)؟؟ (فالم تسالون انفسكم.. اليس هؤلاء الفاسدين وصلوا بالانتخابات اصلا .. وليس بالمقاطعة.. وبتزكية وبترشيح من القوائم السياسية والتحالفات والزعامات ومنهم العامري والمالكي والخزعلي .. الخ).. (ثم لماذا لا يجهر العامري بالفاسدين وهو اعلم بهم ولا يقوم باعتقالهم او الاشارة لهم)؟؟ اليس لانهم يتجسدون به هو نفسه وشركاءه بالعملية السياسية الفاسدة.
ونذكر.. ايضا بأن:
اهم سبب لفشل هؤلاء (انهم لم يستثمرون امريكا وقوة المكون الشيعي وثراءه..لخدمة شيعة العراق)
فهؤلاء السياسيين والمعممين.. لديهم الغباء موهبة: فنجد العبادي مثال على جميعهم ومنهم رؤساء الوزراء السابقين ايضا.. بانهم (يرفضون استثمار الوجود الامريكي لردع الجوار).. فنقول لهؤلاء ونؤكد لكل رئيس وزراء .. (لو قلت.. ان العراق سيسمح بالرد على دول الجوار التي تدعم الارهاب وتسهل دخول الارهاب والمخدرات اليه.. وتحاول ان تعطش ابناءه بقطع الانهر وتقليل نسبة المياه الواردة اليه).. لوجدت تلك الدول تاتي راكعة لك.. (وخاصة ان حليفك امريكا)..
ولتعلم يا العبادي (ايران.. ارعب ما يرعبها.. ان تاتي حكومة لبغداد تدافع عن حقوق الشيعة العرب والعراق ومصالحهم الداخلية والخارجية.. لان ذلك يعني الوقوف ضد اطماع وتدخلات ايران فيه والوقوف ضد اطماعها بالوصول للمتوسط).عبر العراق)..
و سوريا لو علمت بعد عام 2003 من يحكم العراق قادة مستعدين لدخول بحرب ضد اي دول تسهل دخول الارهاب اليه وخاصة ان امريكا كانت موجودة لدينا.. لما تجرأت سوريا على استهدافنا منذ عام 2003.. ولكن (اطمئنت من يحكم بغداد هم عملاء ايران وعملاء دمشق.. وهم ضمانة بعدم اي رد عراقي على الدعم السوري للارهاب) كلنا نتذكر الهجوم الامريكي بالطائرات على وكر للارهابيين بالبو كمال عندما كانت امريكا بالعارق .. وقتلت 14 ارهابي.. وفورا عارض معارضي صدام بالحكم هذا الهجوم.. وقالوا نفس الجملة (ان العراق لا يقبل ان يكون قاعدة للعدوان على دول الجوار) السؤال حتى على من يعتدي عليه (؟؟؟؟)..
ونحذر (تساقط المرجعية) .. وهيبتها بين الشيعة تتصاعد.. وضرورة جعلها (دولة كالفتيكان)
اما المرجعية فتتساقط اليوم بعد كشف (فساد وكلاءها وتغولهم المالي بشركات الدجاج والفنادق والمطارات وغيرها) .. وعجز المرجعية الذي تمخض عنه (سد الباب بوجه السياسيين).. لفشلهم.. بدون ان تطرح بديل.. وبدون ان تشخص الفاسدين.. وبدون ان تحاسب (المرتبطين بالمرجعية نفسها كرؤساء الوقف الشيعي الذين اثبت تورطهم بالفساد المخيف).. (فسد الباب بوجه السياسيين لفسادهم.. بنفس الوقت هو اعلان فشل المرجعية.. وتقاعسها عن مواجهتهم وعجزها عن طرح البديل)..
(اضافة لصراعات مرجعياتها وتسقيط بعضها لبعض.. فالخميني ووصفه لمرجعية النجف بالنائمة لمجرد رفض المرجعية الانخراط بمغامرات الخميني وطرحه لبدعة ولاية الفقيه التي شقت الشيعة لولائيين ولا ولائيين.. وطموحه بان يكون البديل عن النجف.. والصدر الثاني ووصفه للمرجعية بالصامتة والساكتة.. لرفض المرجعية لصلاة الجمعة بظل حاكم ظالم جائر كصدام.. وعدم طرح الصدر الثاني اي مشروع لاسقاط صدام اصلا ولم ينطق باي جملة ضد صدام جهر باسمه بالعداء ولم يفتي باي فتوى للجهاد ضد صدام ).
من ذلك يجب العمل على جعل مدينة النجف دولة كالفتيكان لترعى شؤون الشيعة بالعالم وتنهي وصايتها السياسية عن شيعة منطقة العراق.. وبذلك تحمي نفسها من التدخل الايراني .. وتنهي الاحتكاك بين السلطات ببغداد والنجف عبر التاريخ.. اذا كانت فعلا مرجعية تبحث عن مصلحة الشيعة بالعالم..
بالمحصلة :
دكتاتورية صدام .. منحت هالة مزيفة للمعارضة بانهم افضل منه. حتى وصلنا لو (كلب عارض صدام.. لقلنا عنه حجي كليب).. وبعد ان سقط صدام اكتشفنا بان معارضيه احط من الكلاب.. (مع احترامنا للكلب الذي الوفاء اكبر شيمه.. ومن حكمنا بلا وفاء وبلا اي خصال حسنة حتى ولو كانت لحيوان).. (داعش والقاعدة.. منحت هالة مزية (للحشد ومليشياته) الايرانية الولاء والانتماء الخيانية التي تجهر بولاءها للاجنبي الايراني..).. والارهاب .. منح الفاسدين (هالة بانهم الحامين للشيعة من الارهاب).. في وقت هم شركاءه (ولولا الفساد لما كان ارهاب بهذا الحجم)..
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط