ففي كل أنحاء العالم و المجتمعات يوجد تقاعد واحد وليس تقاعدان أو أكثر

بقلم مهدي قاسم

لا أدري ما هو مدى صحة ومصداقية الأخبار التي تضج بها صحات الفيسبوك بخصوص وجود أشخاص في العراق يأخذون أكثر من تقاعد أي تقاعدين أو ثلاثا ..

ومع أنه لا توجد عندي معلومات أو معطيات رسمية مؤكدة وموثوقة على هذا الصعيد غير أنني أميل إلى الاعتقاد باحتمال وجود أشخاص في العراق يأخذون تقاعدين و بل وثلاثة و حتى أربعة ، وهم من الإسلاميين السياسيين عموما : واحدا لكونهم من ” مجاهدي الرفحاء ” وأعضاء في حزب الدعوة و غيره ، تقاعدا ثانيا لكونهم كانوا نوابا في البرلمان العراقي أو أعضاء في البلديات و ثالثا لكونهم قد اشتغلوا في مؤسسات الدولة فترة من الزمن قبل أن يهاجروا إلى الخارج طوعا أو إكراها ..

أنا شخصيا مع أن يأخذ المواطن العراقي تقاعدا واحدا أن كان يستحق ذلك بعد أن يستوفي الشروط المطلوبة و المحددة و ضمن إطار قانوني ، و إذا لم يبلغ السن التقاعدي فأن يأخذ مساعدات من شبكة الضمان الاجتماعي ، ولكن أن يأخذ أكثر من تقاعد فهو أمر لا يوجد مثيل له في العالم : فنحن و بحكم إطلاعنا الواسع لم نسمع بوجود أشخاص في أي بلد من البلدان أن قبضوا اكثر من تقاعد ، إذ أنه في جميع دول العالم ودساتيره لا يوجد سوى تقاعد واحد فحسب و فقط ، وأن وجد أكثر من تقاعد فما هو سوى عملية التفاف غير مشروع على الأنظمة والقوانين المرعية بل وليس أكثر من عملية نصب واحتيال نتيجة أو انعكاسا لظروف استثنائية يمر بها بلد ما ، و تحديد بلد كالعراق ــ سيما ــ في السنوات العشر الماضية وخاصة بحكم تواطؤ وضيع من قبل ساسة واحزاب فاسدة ومـتأسلمة عقيدة مذهبية موظفة أصلا لعمليات النهب و اللصوصية المشرعنة ظلما وطغيانا .

لذا فمن هنا تقتضي الضرورة الوطنية والعدل الاجتماعي العام تحريك و تنشيط حملة وطنية عامة تطالب البرلمان القادم بإلغاء أي تقاعد إضافي زائد على تقاعد واحد ، و سواء كان تقاعدا ثانيا أم ثالثا أم رابعا .

نقول رابعا لأننا سوف لن نستغرب ــ قطعا ــ لو عرفنا بوجود شخص ” إسلامي مجاهد ” يقبض تقاعدا رابعا في العراق لكونه كان ” يجاهد ” في إيران مثلا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here