هل هناك رأي عام عالمي اليوم ؟

تدور في سوريا حربا اشترك فيها عددا كبيرا من الدول العظمى الى دول الاقاليم والميليشات في سباق لتفجير اكبر عدد من الصواريخ والقنابل الفسفورية والعنقودية والمواد الكيميائية ضحيتها الاطفال والمواطنين المدنيين, قتلى وجرحى بلا علاج وقرارات هيئة الامم المتحدة لفرض هدنة غير مقبولة من هذه الاطراف التي تلقي حممها في سباق مع الزمن , يوم امس قامت الديكتاتورية التركية باعمال ابادة جماعية لاحتلال عفرين داخل سوريا غير مبالية بالمواطنين وارتكبت جرائم حرب يندى لها جبين الشرفاء ولكن اين هم الشرفاء ؟الذين يقصفون ويقتلون في حرب غير متكافئة فما هو موقف الدول الاوروبية المتحضرة ؟ فرنسا وصفت العملية العسكرية التركية لاحتلال عفرين غير مقبولة , كذلك المانيا وصفتها بغير مقبولة , الا ان القصف العسكري استمر والقتل الجماعي والتهجير القسري استمر الى ان انتهى الجيش التركي من احتلال عفرين بكاملها , اما الولايات المتحدة الامريكية التي تحالفت مع الاكراد فقد نفضت يدها منهم في منتصف الطريق .اليوم يهدد الديكتاتور اردوكان باحتلال سينجار في العراق لمحاربة البي كا كا , لقد دخل الجيش التركي الى بعشيقة سابقا وبالرغم من تدخلات د حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء بالاضافة الى وزير الدفاع ووزير الخارجية الا ان الجيش التركي لا زال مرابطا بحجة محاربة الدواعش الذين تعاون معهم واشترى النفط منهم وعالج جرحاهم دخول الجيش التركي الى سينجار لا يبشر بالخير ويسبب مشاكل كثيرة , لقد اصبحت سيادة الدول لعبة بيد الدول القوية عضوة حلف الاطلسي , ان سيادة العراق لا يمكن تهديدها بدون حساب النتائج التي ستكون وبالا على تركيا ,التي يجب ان تحسب خسارتها من ارواح ومعدات بالاضافة الى مكانتها الدولية والعالم الاسلامي فالعراق بلد مستقر يختلف عن مدينة عفرين ولا يمكن ان يكون لقمة سائغة كما يتصور الديكتاتور اردوكان .وسوف يهب الشعب بكل طوائفه واديانه وقومياته يدا واحدة وكلمة واحدة يقف وراءها الملايين لا للعدوان التركي ولا لاختراق السيادة العراقية على اراضيه.
طارق عيسى طه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here