٩ نيسان ذكرى سقوط الوهم العراقي الكبير !

محمد الشجيري

ان تكتشف الحقيقة وتعيش جحيمها خير لك من العيش في جنة الوهم.

ذلك ما خبره العراقيون منذ التاسع من نيسان من عام ٢٠٠٣ ذكرى سقوط ( الوهم العراقي الكبير ) وحتى يومنا هذا، لقد كنا نحن العراقيون نعيش اوهاماً عدة وكنا بحاجة ماسة لان يأتي هكذا زلزال كبير عنيف يحطم هذه الاوهام ويزيح الستار عن هذه الحقائق ويبين لنا حجم مأسينا وعظم مصائبنا في بلدنا وشعبنا وانفسنا. اوهام كان لا بد لها يوماً ان تنكشف وتضعنا امام مواجهة الحقيقة وتزيح عنا رداء الوطنية الكاذب وغطاء العفة والنزاهة والاخلاق المصطنعة والتدين الزائف حينما دقت ساعة الخلاص من الدكتاتورية ومن الصنم الوهم.

كشف لنا التاسع نيسان ان العراق كدولة وتاريخ هو وهم وان الشعب العراقي بحضارته وثقافته وكبرياءه هو وهم وان الشخصية العراقية بنزاهتها ووطنيتها وصدقيتها هي وهم وان المعارضة العراقية للنظام السابق بما فيها من احزاب وشخصيات هي وهم وان التدين في العراق هو وهم وان النزاهة في العراق هي وهم وان رقي الانسان العراقي وتحضره ورغبته في التطور هو وهم وان النهوض بالعراق من جديد هو وهم وابسط دليل على كل هذه الاوهام هو ما نراه من خراب على ارض العراق ومن صنع كل هذا الدمار هي تلك الاوهام التي سيطرت على عقولنا ومتبنياتنا حتى حل بنا ما حل وما كنا نعتقد وهماً انه لن يحدث ابدا قد حدث.

من الصعب احياناً ان نتقبل المواجهة والمكاشفة والمصارحة حينما يدور الكلام عن الحقيقة ولكنها الحقيقة شأنا ام ابينا تلك الحقيقة التي لن تزول ولا تغيب مهما حاولنا الابتعاد عنها لانها في النهاية هي الحقيقة ولا غيرها شيء اكثر منها صحة وواقعية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here