البالات وسكان العشوائيات في سوق الانتخابات

راضي المترفي

بعدما تناصف الليل ولعبت الشمول برأسه سار على الشاطيء بدون هدى لكن تمثال ابو نؤاس المتطاول بين النهر والشارع استوقفه واطال النظر الى الكأس الفارغة في يد الشاعر فأقترب منه كثيرا وهمس :

ياشاعر الخمريات وصاحبها من الذي جنى عليك وصلبك في زمن لاتنتمي اليه بل هل جاء في خاطرك ان تعيش حتى تكون شاهدا على زمن الخديعة , لقد كانت كأسك مترعة والحاكم يسمى امير المؤمنين لم يسلبك اياها ولم يقتر عليك او يسرق قوت يومك لا بل كان يجزل لك العطاء انت وغيرك وكان يستحسن كل جميل وكان للمبدعين في بلاطه موئلا فما الذي ابقاك لزمن يسرق ويسلب به كل شيء بدء من رغيف الخبز حتى الحرية .

ايها الشاعر ..

لقد حكومنا بأسم الدين وسرقونا باسم الاسلام واتخذونا خولا وعبيدا باسم السلطة وسكنوا القصور ودفعونا للعشوائيات ولبسوا الحرير ودلونا على درب (البالات ) وركبوا الفارهات والمدرعات وسمحوا لنا بـ(السايبات) و(التكتكات ) ومتعوا انفسهم بالمغربيات والتونسيات والروميات والاوكرانيا ولم يجودوا علينا حتى بـ(الفلبينيات ) وصيفوا في سويسرا ولندن ولبنان وتركونا للبعوض وانقطاع الكهرباء والحرمان وتقاسموا الميزانية قسمة الحرامية وخلونا من غير خرجيه وخدعونا بعمائم ولحى وقوط وملابس افندية ولم نعرف منهم حسن نيه يختفون اربع سنوات في فنادق الدول الراقية والحانات ويظهرون بيننا لأيام معدودات يمارسون الشحن الطائفي ويحرضوننا على بعضنا حتى يخبطونها ويشربون صافيها ولكل واحد منهم بيت ومزرعة وعشيقه وغيرهم صاير حديقه . حرموا الخمر وشربوه والزنا واللواط ومارسوه والمال الحرام وكرفوه أتوا لنا بداعش فدعشونا وبالعطش فذبحونا وبالحر فبهذلونا وبالفساد فدمرونا وبالكفر فضللونا وبالاتاوات والقومسيونات والمضاربات فافقرونا .. فمالذي يبقيك هنا يا ابانؤاس وكأسك فارغا مثل بطوننا ؟

ايها الشاعر ..

لهم كل اربع سنوات جلد ومسمى جديد ووعود كذب وابتسامات صفراء يلطمون لمصائبنا ويبكون لحالنا وهم مثل اخوة يوسف كاذبون وكل صدقهم انهم باعونا جميعا في مزاد علني بسعر بخس ودراهم منحوسات يريدون سوقنا في موسمهم لننحر كالابل الهيم على مذبح انتخابات يزورونها متى مارغبوا ويوجهونها كيف ما احبوا ولا لنا منها غير بطانية في الصيف ومروحة في الشتاء .. هذه يدي ايها الشاعر خذها وتعال نهرب الى مكان لانجبر فيه على عبادة اصنام صناديق الاقتراع .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here