اكتشاف فلكي “يضرب” نظرية المادة المظلمة

اكتشف علماء فلك للمرة الأولى مجرة تكاد تخلو إن لم تكن خالية كلياً، من المادة السوداء غير المرئية والغامضة التي يعتقد أنها تساعد في تشكل المجرات.

وقال بيتر فان دوكوم من جامعة “يال” الأميركية والمعد الرئيس للدراسة إن هذا الاكتشاف “يضرب كل النظريات الراهنة حول تشكل المجرات”.

وتقع المجرة التي سميت “دي اف 2” على بعد 65 مليون سنة ضوئية من الأرض. وهي أكبر من مجرة درب التبانة إلا أنها تحوي نجمات أقل بـ250 مرة منها.

وشدد معهد “دانلاب” لعلم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة “تورنتو” الذي شارك باحثون منه في الدراسة على أن هذا الاكتشاف “استثنائي، إذ يتوقع عادة أن تحوي المجرات مادة سوداء بكميات أكبر من المادة العادية”.

والمادة العادية أي الذرات التي تتشكل منها النجوم والكواكب والغازات والغبار في المجرات، تشكل 5 في المئة فقط من الكون.

أما المادة السوداء التي تبقى أحد ألغاز الفيزياء الفلكية المعاصرة، فيعتقد أنها تشكل أكثر من 25 في المئة من الكون. وهذه المادة السوداء لا يمكن أن تُرى ولا يمكن رصدها مباشرة، ولكن يمكن رصد جاذبيتها على أجرام أخرى.

ويعتقد العلماء أن هذه المادة هي التي تعطي المجرّات كتلتها الكبيرة بحيث تصبح جاذبيتها كافية للحفاظ عليها من أن تتبدّد في الكون. فالمجرّات تدور بسرعة كبيرة في الكون تجعل من الصعب أن تبقى الواحدة منها متماسكة على بعضها، لولا جاذبية المادة غير المرئية.

وقالت الباحثة في جامعة “يال” والمشاركة في الدراسة أليسون ميريت “تعتبر المادة السوداء جزءاً لا يتجزّأ من أي مجرّة، إنها مثل المادة اللاصقة التي تبقيها متماسكة على بعضها”.

وأوضح الباحث في جامعة “تورونتو” ربورتو أبراهام أنه “قبل هذا الاكتشاف، كنا نظنّ أن كلّ المجرّات تحتوي على المادة السوداء. ولمجّرة مثل هذه، ينبغي أن تكون المادة السوداء فيها أكبر بثلاثين مرة من المادة العادية، لكننا وجدنا أنها لا تحتوي على شيء من المادة السوداء. لم نكن نتوقّع أن يكون ذلك ممكناً”.

وأشار الباحثون إلى أن النظريات العلمية الحالية لا يمكن أن تفسّر آلية هذه المجرّة، وأن طريقة تشكّلها ما زالت غامضة تماماً. وجرى رصد هذه المجرّة بتلسكوب “دراغونفلاي” ثم كُلّفت مراصد عدّة بتوجيه عدساتها إليها للتوسّع في دراستها بما في ذلك التلسكوب الفضائي “هابل”.

ويقع تلسكوب “دراغونفلاي” في ولاية أريزونا الأميركية وهو مؤلف من 48 عدسة، ويمكنه أن يرصد الأجرام الفضائية ذات التوهّج الضعيف.

أ.أ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here