أيهما أكثر دهاء الإسلامي أو العلماني –

لم نرى أكثر دهاء في فلسفة التحكم بالبشر مِثل تفكير العقل الماسوني والذي يأتي من باب أنت أختار ماتراه صح مع وجود خيارات انا وضعتها لك ومن خِلالك .

فهكذا هو هو العقل الإسلامي ( الاحزاب الاسلامية ) الذي أتت للمواطن من ناحية التعطش الديني الذي كان يلوذ أليه بعدما كان مُكبل من الطاغية صدام . فالتقرب لعاطفة الناس سيمكنك من الحصول على ماتُريد عكس مابطش بهُ تفكير العلماني الذي دعا الى وحدة العيش في خطاباته ولكل طوائف البلد . فالناس بعدما عانت الأمرين في عصر الطاغية تحولت افكارها الى العدوانية والعنصرية والميلان القُصري لطائفتها وهو ماساعد الأحزاب المغطاة بعباءة الدين أن تتصدر المشهد وتتسلط على هذا البلد وليس من السهل ان يعي الناس بأفكاره أختيار الصح وخاصةً المواطن العراقي مابعد 2003 هو أشبه بمادة خام طرية يمكنك التحكم بها كما تشاء . وبذلك استطاعت الاحزاب الاسلامية بأفكار ماسونية ان تعتلي على رقاب الجميع .

وفي أطار الوضع الانتخابي والرئاسي الجديد بعد الاحتلال الامريكي كان نظام العلمانيين يُسقّط من خلال عاطفة الناس وتكفيرهم على انهم يدعون لتحرر النساء وفتح حانات الرقص وتحويل العراق الى بلد أوربي .مع أن الاغلب في وقتنا هذا يحلم ان يكون البلد بنظام أوربي .

ولمَ لبث الناس حقيقة الخديعة التي عاشها في ظل حكومة الاحزاب الدينية بدأ بنفيره منها من أجل تغيير الواقع ولو لقليل من خلال تجربة العلماني والمدني سياسياً ! وبأعتقادي ان هذا الكلام سيطرأ على القليل لتحقيق ذلك لأن الفكر الماسوني الذي تعتاش عليه الاحزاب تمكن من عمل تحديث لنظام سياسته الجديدة هي أدخال مرشحات يتمتعن بأنوثة ( الأيچة ) بحسب رأي الرجل العراقي ( الغالبية ) وهو مايتماشى اليوم معهم . من أجل الحصول على دعاية انتخابية كبيرة لقوائمهم والتي لم تختلف عن سابقها إلا بإختلاف الأسم . في حين يبقى العلماني او المدني بنظامه السبعيني القديم الذي يدعوا الى وحدة قوميات وطوائف البلد واعطاء الحرية العامة للناس ومايقشعر في ذلك أنه يخاطب أمةً لديها رجل الدين (خط احمر ) ليبقى المدني والعلماني يحصل على مقعد او مقعدين في البرلمان .

منطقياً أن تطور عقل الانسان اشبه بتطور التكنولوجيا الحديثة لأن ليس من السهل اقناع الناس بموديل وافكار 1970 افضل من فكر ماسوني 2018 استطاع ان يتحايل على الناس .

ولو تمعنا النظر قليلاً في سياسة الاحزاب نرى انهم وضعوا كل شيء مُهم من خِلالهم فأستطاعوا بذلك استهداف فئات الشباب في ( ابواب التعيين والوظائف ) لأن شريحة الشباب هي الأكبر في المجتمع لبناء قواعدهم التنظيمية الإنتخابية .

في ختام كلامي لا أريد اكبد الاحزاب الاسلامية وأبيض صورة العلمانيين والمدنيين ولكن الغاية هي ان نبيّن من هم الأكثر دهاء في التفكير لتحويط الناس لهم وخاصةً لاترضخ المجاميع بسهولة أليهم وهذا مايسير أن عقليتهم وتفكيرهم اشبه ( بتفكير العقل الماسوني ) والذي يعتاش على القوم بتدبيره تلقائياً دون عناء إلا انه يكلفه الوصول لطريقة تفكيرهم وبماذا يتأثرون ومع أي شيء يتعاطفون .ولم يجدوا بذلك أسهل من الدين .”

بقلم : حسام جعفر الغزي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here