حنين الى وطن مهاجر

———————: بقلم / ضياء محسن الاسدي
(( بات نهري دجلة والفرات يجريان على خدود الامهات الثكلى على اولادهن الذين ذبحوا قربانا على اعتابك يا وطني ليس لهما ارض تحتضنهما فقد ضاقت بهم ملائكة السماء , ولا اشرعة سفن تنتصب هاماتها متصدية رياحك العذبة لتسافر بنا في مياه شط العرب والفاو ودجلة والفرات , اين نخيل شواطئك على ضفاف جداولك لقد اصبحت منحنية القامة اتعبها الدهر والفراق وجمد في عناقيدها التمر الزهدي والخضراوي والبرحِ اين مراجيح اعيادك التي كانت مسرحا للأطفال في الاعياد اصبحت يا وطني لافتات تعلق عليها صور شهدائك الذي ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة في سبيل عودتك للأحضان اين أنت يا وطني حتى شهدائك ليس لهم ارض يدفنوا فيها صاروا بلا قبور مزدانة تعلق عليها الورود كما كان سابقا أين بلم العشاري الذي تغنينا به وهو يحتضن العشاق بين أذرعه يجوب على ظهره اشواقهم معطرة بعطر نسيم ابو الخصيب والفاو . لقد جفت دموع سحب سمائك وتوقفت عن البكاء شتاءً حزنا عليك بعد ما كانت تعتصر دموع الافراح لأعيادك وتبلل ضحكات عشاقك تحت غيوم ربيعك فوق الاعشاب الخضراء وغادرت مياهك وبعد غيابك عنا يا وطني هذه مزارع الرقي تغادر ارض سامراء وهذه النخيل تلملم جمارها وعناقيد التمر مغادرة شط العرب وميسان واشجار الفواكه والبرتقال تحزم حقائب السفر مع اخواتها قارئة دعاء السفر مودعة ارض ديالى . غادرت يا وطني ( يا عراق ) وغادر معك كل متعهدي الحفلات و السفرات المدرسية التي كنا نتجمع فيها عند صدور ارض ديالى وآثار بابل وسدت الهندية ونحن نتمايل رقصا مع تناغم ارضك الخضراء المعشبة وانغام الدفوف والموسيقى والزغاريد العفوية تصاحبها ونحن ندك بأقدامنا بكل فرح وبهجة لا توصف ارضك . اما الان بقي لدينا متعهدي حفلات الموت والرعب والدمار وجلبوا كل الموسيقى الحزينة معهم ليتراقصوا على انغام دقات وعزف قلوبنا المضطربة التي اتعبوها بحقدهم علينا واستبدلوا زغاريدنا بأصوات رصاص البنادق عندما نزف فيها عرائسنا وضحايانا ونودع شهدائك الى مثواهم الاخير .
متى العودة يا وطني الى احضان شعبك فشعب بلا وطن كروح من غير جسد عرفناك يا وطني حنونا على شعبك لا قاسي القلب لأنك كنت تقسو على نفسك في سبيلهم لذلك اناشدك بالعودة الينا لطرد كل خفافيش الظلام واعادت النور مع عودتك وفي الختام سلام ) بقلم / ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here