الثورة العربية الكبرى والربيع العربي كلاهما أكذوبة

سالم سمسم مهدي

على عكس ما حصل في الدول الاوربية التي تجاوزت شتاتها وتجمعت لإعادة بناء كياناتها كما فعل بسمارك وغاليباردي وغيرهم من القادة …

فأن العرب ساروا على النقيض من ذلك تماماً فبعد أن كانوا دولة واحدة قبل قرن من الزمن أصبحوا دولاً ودويلات عديدة مهددة هي الأخرى بالذوبان وتعتمد الكثير منها على الأيدي العاملة الوافدة كي تدير شؤونها ومع هذا فان التقسيم وارد بالنسبة لها هي الأخرى …

كانت خديعة الثورة العربية الكبرى هي الاساس الذي اعتمد لتقسيم الدولة الاسلامية العربية الى دول ضعيفة ففي الوقت الذي كان فيه العرب منشغلون في نار هذه الحرب وحرائقها وتبعاتها كان اعدائهم يخططون لسايكس _ بيكو تضرب عرض الحائط كل الوعود الكاذبة التي أعطيت لهم …

أن أهم ما كانت تعنيه هذه الثورة بالنسبة لمن خطط لها هو الحرب التي تفتح الشهية للبحث عن السلاح وشراءه فاستنزفت ثروات كانت كافية لأن ترفع الواقع البائس للشعب العربي إلى مستوى الدول المتقدمة وأكثر كما أن هذا السلاح أستخدم للاقتتال بين العرب أنفسهم وهذا يعني مزيداً من الاستنزاف في الموارد البشرية والمادية …

أن أصعب مهمات الذين خططوا لسايكس _ بيكو هي البحث عمن يخدم مصالحهم سواء عن دراية أو من عدمها ولكنهم في كل الاحوال عملاء جاءت بهم مصالح دول منتفعة وما هم بأفضل حال من ذلك الضابط النمساوي الذي خان بلاده لصالح نابليون الذي اعطاه ذهبا ورفض مصافحته قائلا : ( يدي لا تصافح رجلاً يخون بلاده ) .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد أي شراء السلاح لديمومة بقاء الشركات التي تصنعه في الدول المتقدمة بل أن العرب لسذاجتهم كانوا يصدقون أكذوبة أنهم القوة التي لا تُقهر التي يطلقها عليهم الإعلام الأجنبي الموجه وهذا ما وقع في فخه صدام والدول التي دعمته وفتحت لديه شهية الحرب …

وفي النتيجة تدمير السلاح الذي باعته له الشركات الأجنبية ومعه أُزهقت أرواح عشرات الآلاف من الابرياء ليتكرر الامر في حروب شعواء طاحنة لازمت ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي الذي حول دول مهمة الى مجاميع متقاتلة بالسلاح الذي باعتهم اياه الدول المصنعة والتي نسمعها اليوم تتباكى على السلام في هذه الدول التي مزقتها الحروب تماشيا مع خديعة الود والحرص على أمن هؤلاء المتقاتلين …

واليوم يجري الاعداد لحروب اخرى ستنشب وبمنطقتنا العربية لا غير بعد ان يكاد الستار يسدل على مسرحية الحرب في الشرق الاقصى لان دول مثل كوريا واليابان لا يمكن ان ترضخ لشركات السلاح وتنجر للحرب من جديد …

ان عملية بيع السلاح والعقود التي تُبرم حاليا مع دول المنطقة يقف خلفها تخطيط دقيق لاستمرار الحروب بأموال وبإرادة عربية وسلاح غربي وأرواح ستزهق عربية هي الاخرى وأننا سوف لن نفاجأ بنشوب هذه الحروب بعد أن تتخم المنطقة بالسلاح الذي ستصنع بديلا عنه شركات تصنيعه كي تكتمل دورة بيعه من جديد …

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here