العقول المأجورة في الوطن العربي ,,, الى اين ,,,؟

الدكتور سفيان عباس التكريتي

تشهد الاوساط الثقافية في الوطن العربي سحب سوداء ملؤها السخام تخيم على عقول واقلام بعض الكتاب والاكاديميين العرب الذي يتلقون الصرر بالمال المهين من السلطان , واصبحت موجة يركبها ضعاف النفوس ممن يهرولون خلف السحت الحرام وراحوا هؤلاء الدخلاء على شرف مهنة الكتابة يعبثون بمقدرات الامة ومصيرها , لقد اخترقت الدكتاتورية الدينية في طهران هذا الوسط وتمكنت من تجنيد بعضهم بعد ان قدمت لهم الرشا والمغريات الدنيوية لغرض اشاعة حالة الاحباط في النظام العربية , ومن الغرابة والاستهجان استطاعت الوصول الى اعلى شريحة مجتمعية الا وهي الاكاديمية التي باعت شرفها ومهنئتها ببخس الاثمان من أجل اضعاف الاجماع العربي في مواجهة النفوذ الايراني الذي تمكن من احتلال اربعة دول عربية , وراحت تتفلسف في كتاباتها البائسة وتحليلاتها اليائسة عن الوضع العربي العام وتتحدث عن ضعفه وانهياره وتشتته وخضوعه للهيمنة الغربية والامريكية وانعدام القيادة الاعتبارية للامة, ويتحدث احدهم من الكتاب وكأنه فيلسوف سياسي للازمان كلها وربما حسب مخيلته اصبح يفوق افلاطون وارسطو دون ان يدري بأن تحليلاته ساذجة وغبية تشكو الخواء في مضامينها وابعادها, ولا تعدو اكثر من كونها سخافات هجينة في عالم الفكر السياسي جاءت من اكاديمي تلقى الرشا من اجل هدم البيت العربي ارضاءً لأسياده في طهران , ويعطي بعضهم الآراء والاستشارات المضحكة الى القيادة السعودية التي تعتبر من ادهى عمالقة السياسة العربية على الاطلاق بعد ان ورثت الحكمة عن الاباء والاجداد عبر مائة عام خلت في الاستراتيجيات كافة , ان هذه الامواج من العقول والاقلام بحاجة الى تدقيق هويتها واصولها الاسرية من المؤكد ليسوا عربا بل هم اقوام جاءت مهاجرة هربا من اوطانها لارتكابهم جرائم أما شرفية او جنائية , لان المبدأ في شخصية العربي الاصيل لا يخون امته لو عرضوا عليه اموال قارون من هذا المنطلق ينطبق عليهم المثل العربي القائل ,,, الاناء ينضح ما فيه,,, فالغريب في الامر ان بعض الصحف الكبيرة تنشر ما يكتبون من مقالات تستهدف الاجماع العربي صحيح انها تمويل ذاتي همها الوحيد جني الاموال أيا كان مصدرها حتى لو استهدفت مصير الامة بغض النظر عن قيميها ومبادئها فلم تعد تهتم بالمهنية ولا بسمعتها ومكانتها , فهم لا يريدون ان يتوحدوا العرب صفا واحدا ضد اعدائهم ويعدون ذلك من الاخطاء الاستراتيجية القاتلة للمصير العربي , وينتقدون المتغيرات الحادثة في مصدر القرار الامريكي بعد ان تبوأ الصقور الذين عقدوا العزم على تغيير نظام الفاشية الدينية في طهران , مع انهم لم يتعرضوا في مقالاتهم الى احتلال نظام الملالي لأربعة دول عربية مثلما هاجموا التحالف العربي ضد الغزاة ,,, يبدو ان حجم صرر الرشا ثقيلة جعلت اولئك اصحاب العقول والاقلام المأجورة يدورون وسط اكوام الرذيلة بئس من مال مهين اضاع الشرف والكرامة ,,

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here