حرب الوكلاء

الحرب كر وفر ، يوم تهاجم عدوك وأخر عكس ذلك ، لتبقى أبواب الحرب مفتوحة على أوسعها ، وتكون كل الاحتمالات واردة ، وتحقيق الأهداف والمصالح حتى لو بعد حين، لكن بشرطها وشروطها ، وشرطها الأساسي تحقق المصلحة 0
أمريكا ترفع يدها في سوريا ، اخر تصريحات السيد ترامب ، قد يتصوره الكثيرين من باب التهديد أو الوعيد من الخصوم ، لكنها استراحة مقاتل ، ليعد نفسه إلى ما هو قادم ، لمرحلة قد تكون الأصعب منذ بدء الإحداث السورية ، لترسم الخارطة الجديدة للمنطقة وسوريا وجيرانها ، وفق معطيات المرحلة القادمة 0
القرار الأمريكي رغم الشكوك الكثيرة التي تدور حولها ، وتثار عدة علامات استفهام عليها ، إلا انه ينسجم مع متغيرات اليوم ، لتكون كل أصابع الاتهام بعدها تتجه نحو الآخرين ، اللذين هم في قمة الاستهداف من الكل ، وتكون كل الإحداث إلى ستجري سببها القوى الأخرى الموجودة في سوريا 0
بمعنى اخر الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة قد يصعب التعامل معها ، وتفقد أمريكا القدرة على السيطرة عليها ، فهي تحاول تهدئة الأمور والمراوغة لتعيد ترتيب أورقها، وما كسبته ليس بقليل ، فأكثر مليارات صفقات الأسلحة وغيرها أصبحت في الحساب الأمريكي ، وغيرها في طريقة إليهم ، والصراع مازال مستمر ، لتكون كل المسائل تسير وفق ما مخطط لها 0
وهي تعطي الضوء الأخضر لتركيا لتكون الوكيل المعتمد لها ، في توسيع عملياتها ، فبعد عفرين ستكون مناطق أخرى في سوريا تحت رحمة الآلة العسكرية التركية ، فتصريحات الساسة الترك الأخيرة أكدت على ضرورة حفظ الأمن في مناطق المستهدفة بعد الاتفاق مع الجانب الأمريكي على ذلك ، والرغبة الكبير لديهم في توسيع دائرة سيطرتهم ، لمواجهة المد للفصائل المسلحة الكردية ، ولم تتوقف المسائلة عند هذا الحد ، لان الشمال العراقي على صلة بالموضوع سيكون ساحة معركة للجيش التركي بعد الاستعدادات الأخيرة لها والوعود والتهديدات الكثير من قبل السيد أردغان ، لتحقيق الإطماع التركية المعروفة ، وتصفية الحسابات من قبل الأتراك ضد أعداء اليوم والأمس تحت رعاية اليد الأمريكية 0
ولا ننسى الوكيل الأخر لهم وهي الفصائل المسلحة المتعددة ، وكما يعرف الكثيرين، أنها ما زالت تحتفظ بقوتها من حيث العدة والعدد ، رغم شدة المعارك المحتدمة ، وخسائرها والخصوم الروسي من جهة والسوري وحلفاءها من جهة أخرى 0
الكل يتذكر عندما رفعت أمريكا يدها عن العراق ماذا حدث ، مع وجود الاتفاقية ألاستراتيجيه ، فتحت علينا أبواب جهنم الأخرى التي كانت مغلقة مع أبوابها المفتوحة أصلا ، ليكون داعش أول الحاضرين ويستمر مسلسل الدمار الشامل لنا وتبرر تواجدها وتعزز قوتها وقوة غيرها بشكل قد يكون أكثر من السابق وما خفي كان أعظم 0
فكيف سيكون الوضع في سوريا إذ رفعت يدها ، ستكون أياديها الأخرى هي حاضرة , لتنفذ مأربها وتحقق إغراضها ، ولأنها المستفيد الأولى وان عجزوا ستكون حاضرة وبقوة ، وقواعدها قريب جدا عن قلب الإحداث ، لكن اليوم حرب أخرى ستكون وهي حرب الوكلاء 0
ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here