دور الحزب الشيوعي العراقي في نشر الثقافة و الوعي التنويري والوطني الأصيل

بقلم مهدي قاسم

يحتفل أصدقاؤنا الشيوعيون العراقيون هذه الأيام بمناسبة مرور ذكرى ميلاد حزبهم الوطني و المكافح ، وهوالأمر الذي ذكرني ليس بعشرات الأف من شهداء الذين ضحى الحزب بهم في مسار كفاحه الوطني الشاق والمرور الطويل ، وهو أمر معروف على نطاق واسع بين العراقيين ، إنما ذكرتُ في هذه المناسبة دوره و نشاطه الكبيرين و المتواصلين في نشر القيم الثقافية والفنية و الأدبية الإبداعية الأصيلة و المتنوعة في جميع أنحاء العراق ، سيما في الستينات و السبيعينات من القرن الماضي و ذلك إثناء تواجده في العراق ، و قبل أن تجبره الإجراءات القمعية للنظام السابق والمتجسدة ملاحقة و اعتقالا و تعذيبا وحشيا و اغتيالا و إعداما ـ أن تجبره على الهجرة القسرية إلى منافي الغربة والشتات ..

ولكن الملفت للنظر هنا هو أن الخروج القسري للحزب الشيوعي من العراق قد جعل حركة الثقافة العراقية أن تتعرض إلى عملية تبعيث مدمرة و إلى انتكاسة كبيرة وتقهقر مريع ، لتحل محلها قيم التجهيل و الدجل و الخرافات و الغيبيات مختتمة ومتوّجة بالحملات الإيمانية الصدامية الزائفة إذ :

ـــ من ناحية حاول النظام السابق تجيّير الحركة الثقافية لدعاياته السياسية الفضفاضة ولتعظيم و صوّنمة القائد ” الضرورة ” البائد ، الأمر الذي فرَّغ هذه الحركة الإبداعية المزدهرة ــ سابقا ــ من محتواها الإبداعي و الإنساني الحقيقي و لتركها مجرد نصوص جوفاء و رثة وبائسة مزرية .

مع التأكيد على وجود نصوص إبداعية مميزة لكتّاب و شعراء قلائل صمدوا أما حركة التبعيث و التفريغ تلك .

لذا فإذا كان للحزب الشيوعي العراقي من ثمة فضل تاريخي آخر ما فهو متجسد بالفعل في نشره الدؤوب والمتواصل للقم الثقافية و الفنية و الأدبية بين الأجيال العراقية المتعاقبة و حتى الان ، فضلا عن نشر الوعي الوطي و العراقي الأصلين ، سيما ان أعضاءه يتكوّنون من جميع الطوائف و المكوّنات العراقية ، فالحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد و العابر للطائفية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here