مذكرات حب على أجراس الكنائس

____________________ بقلم : ضياء محسن الاسدي
(( ذكريات بقية عالقة على ذرات غبار الزمن معفرت دفتر ذكرياتي الصغير بالطيب والعطر الفواح تغفو بين ثنايا صفحاته في دور سبات تتأمل من يقلبها بين الحين والاخر ذكريات طالما كانت أيام جميلة تترجم كل الافعال والاقوال الى حقيقة تتراقص كفراشة الربيع تحمل على اجنحتها عبير الازهار لتنثره بين الحقول الخضراء,وحين تشتد بي الايام قسوة يزداد الحنين الى الماضي حينها يكون الملجأ الوحيد الى الذكريات أتصفح أوراقه الصفراء القديمة لأفتش ما بين السطور عسى وأن أجد ضالتي . وأنا أقلب فيه وأذ يقع بصري على صفحات لا تشبه الاخريات شدتني اليها بشذاها العذبة وهرب العقل مني وليقفز البصر الى الصليب المسيحي المعدني وهو يتوسد كلمات الحب الجميلة التي تحملها أجنحة الفراشات الملونة المرسومة على الورق كالنقوش الآشورية السريانية التي تزين أجراس الكنائس القديمة بعبقها التأريخي لتأخذني الى الايام الجميلة التي عشتها ما أحلاها من أيام وبالخصوص عندما تكون لوحة معلقة على جدار القلب يعلوها صدأ الماضي لا يسعك الا أن تزيل عنها الصدأ لتعيش أيامها . أياما أرتبطت بين عاشقين تجاوزا الحدود الدينية والاجتماعية ليسافرا معا على مركب الحب الذي لا يعرف وطن ولا حدود ولا زمن فكل شيْ يتوقف عنده ألا اللحظات السعيدة التي نعيشها والكلمات التي ترتسم على الشفاه الذابلة من العشق والافكار البريئة تداعبها لنجعل حياتنا المستقبلية أجمل وأحلى . ما زلت أذكر الصليب المعدني المتدلي على صفحة عنقها الابيض الطويل ولكنتها المسيحية السريانية التي تزيدها جمالا وهي تحفر كلماتها على جدار مخيلتي حيث يزداد الحنين لبعضنا مع كل ترنيمة أطفال الكنائس بنشيدهم وبرائتهم ومع كل دقة ناقوس على سطح الكنائس كأنها معزوفة تسافر معها الى عالم آخر من الجمال والحب . فكانت العلاقة التي تربطنا هي الحب المتوشح بالانسانية والديانة السماوية الواحدة التي لا تفرق بين حبيبين لكن الايام مرت سريعا جدا لتضع السنوات الدراسية أوزارها على أعتاب التخرج ليفترق أحدنا عن الاخر على أمل الملتقى لكن الظروف لن تمهلنا لتأخذنا أمواج الحياة العاتية بعيدا عن بعضنا لتبقى الذكريات فقط والصليب المعدني الذي أحتضنه كفي وهي تضعه فيه بحرقة وعبرة مودعة فاليوم لن يبقى لنا ألا الصليب ليكون شاهدا نزيها كلما أحتاج اليه ليعيد الايام الجميلة الى سابق عهدها )
بقلم / ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here