ذكرت صحيفة “ذا إيكونوميست” البريطانية، ان سكان الأرياف في بعض دول العالم سيلجأون إلى إيجاد حيوان بديل للحمير في وقت قريب، وذلك مع استمرار انخفاض أعداد هذا الحيوان بشكلٍ كبير في بلدان إفريقية بينها مصر وكينيا، بسبب ازدهار سوق الاتجار في جلود الحمير.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، نشر أول، أمس الجمعة 30 آذار 2018، إن السلطات المصرية سمحت بتصدير الحمير رسميا بعد انتشار أنباء عن ذبح الآلاف منها وبيع لحومها في داخل البلاد وتصدير جلودها خفية إلى الصين، فيما تداولت وسائل إعلامية اختفاء 200 ألف حمار.
وأضاف تقرير” The Economist” أن أكبر مصادر الصين هي إفريقيا، ففي كينيا، ارتفع سعر الحمار بنسبة 325% خلال 6 أشهر العام الماضي، ومن عام 2011 إلى عام 2016، انخفضت أعداد الحمير بنسبة 60% في بوتسوانا، وبمقدار الخُمس في ليسوتو، لكن الدول في جميع أنحاء العالم تشهد نفس الأمر، ففي قيرغيزستان التي تقع على حدود الصين، وفي الهند كذلك، انخفضت أعداد الحمير بمقدار الخمس خلال عامي 2015 و2016 فقط، فضلاً عن أن كولومبيا فقدت ما يقرب من عُشر الحمير، وفقدت البرازيل حوالي 5% خلال نفس الفترة.
وتابع التقرير أن مصر سجلت العديد من حالات اختفاء الحمير، حيث أكد مسؤول مصري، ان مديرية الطب البيطري بالقاهرة ضبطت أكثر من 120 جوالاً بها رؤوس ولحوم حمير في صحراء العبور والشروق شرق القاهرة، ليتم التحفظ عليها، ثم حرقها على الفور.
واستبعد المسؤول احتمالية بيع هذه اللحوم للمواطنين، موضحاً أنه ربما تم ذبحها للحصول على جلودها وبيعها للصين، قائلاً “يصل سعره تصدير الجلود إلى 600 دولار، في حين أن سعر الحمار في مصر 200 جنيه فقط”.
وأشارت الصحيفة إلى ان بعض الحمير في أميركا الجنوبية تنقل وتسافر لأكثر من ألف كيلومتر للذبح، مما يدل على مدى اتساع حجم الطلب الصيني، حيث يستهلك الصينيون منذ العصور القديمة مادة “إيجياو” وهي عبارة عن جيلاتين مصنوع من غَلْي وتنقية جلد الحمير، وذلك لإنتاج المنشطات على شكل جرعاتٍ طبية، كما تستخدم أيضاً وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” كمواد تساعد في تأخير الشيخوخة، وزيادة الرغبة الجنسية، ومنع العقم والإجهاض، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
وفي الصين ومع نمو البلاد في التسعينيات والعقد الأول من هذا القرن، ازداد الطلب على المنتج، وقلّت أعداد الحمير المطلوبة للزراعة والنقل، ونتيجةً لذلك، لم يكن هناك سوى 5 ملايين حمار في الصين عام 2016، بعد أن كان عدد الحمير 11 مليوناً عام 1990، ونظراً لأن تكاثر الحمير ضعيف نسبياً، لم يعد لدى الصين ما يكفي من الحمير لإشباع عطشها لمادة “الإيجياو”.
وختمت الصحيفة بالقول إن 15 دولة حول العالم اتخذت تدابير للحد من تجارة الحمير، مثل رفض استخراج تصاريح التصدير، وفي عام 2015، أصبحت باكستان أول دولة تحظر تصدير جلود الحمير، والآن تمنع العديدُ من البلدان الإفريقية، منها بوتسوانا، التصدير إلى الصين، كما تطالب مؤسسة”Donkey Sanctuary ” الخيرية بالوقف الفوري لتجارة الحمير.
ر.إ
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط