قصة كذبة الأول من نيسان

تحتفل غالبية دول العالم بكذبة نيسان أو كذبة إبريل في الأول من الشهر الرابع كل عام وفقاً للتقويم الميلادي، وذلك من خلال تطبيق الخدع والنكات.

ويسمّي الأوروبيون ضحايا ذلك اليوم، بأغبياء كذبة إبريل، وتُشارك في يوم كذبة نيسان الصحف والمجلّات أيضاً، حيث تنشر أخباراً كاذبة أو تقارير ليس لها أساس من الصحة مطلقا، ورغم شعبية هذه المناسبة، إلّا أنّها لم تأخذ شكل الاحتفال الرسمي في أي بلد في العالم، حيث انها بقيت مرتبطة بالدعابات فقط، وتوجد العديد من الروايات التي تبين سبب نشوء “كذبة نيسان” وهذه أبرزها.

روايات كذبة نيسان في حكايات الشاعر الإنكليزي جيفري تشوسر، الذي عاصر القرن الرابع عشر الميلادي، والذي ألّف مجموعةً قصصية وشعرية سمّاها حكايات “كانتربري” وضمن قصصا تجمع بين الأول من إبريل والأكاذيب، الأمر الذي يُوضّح قدم هذه المناسبة، وعموماً، فإن ظاهرة تخصيص يوم للعب وإطلاق النكات من الظواهر المنتشرة عند العديد من الشعوب، ولا تقتصر على الأول من إبريل فقط.

النبي نوح والحمامة، تشير بعض القصص التي عرضتها مجلة “هاربر” الأسبوعية الأميركية إلى أن هذه المناسبة تزامنت مع قصة النبي نوح عليه السلام وسفينته، وفي الثالث عشر من آذار لعام 1769م جاءت إحدى الصحف البريطانية لتنشر ذات الحكاية المزعومة، وذكرت أن نوحا أرسل الحمامة لكي تخبره عن مكانٍ آمن ترسو فيه السفينة عند حدوث الطوفان، فعادت الحمامة لتخبر أن الطوفان خلفها، مما دفع باقي الحيوانات للسخرية منها، وصادف ذلك اليوم الأول من إبريل.

تغيير بداية العام الميلادي، هناك اعتقاد كبير بأن مناسبة هذه الكذبة حدثت عندما تم تغيير بداية العام في التقويم الميلادي، حيث كان الناس في القرون الوسطى يحتفلون برأس السنة في الخامس والعشرين من آذار، وتستمر الاحتفالات في بعض المدن كفرنسا حتى الأول من إبريل، ثم تغير رأس السنة على يد شارل التاسع في نهاية القرن السادس عشر، والذي أُصدر مرسوم رسمي في فرنسا سنة 1564م لاعتماد الأول من كانون الثاني بداية للسنة ليُصبح عرفاً سائداً حتّى اليوم، وبدأت مجموعة من الناس التي تحتفل في بداية العام بالأول من كانون الثاني بالسخرية من أولئك الذين استمروا في التصديق بأن السنة لا زالت تبدأ في الأول من نيسان، وأصروا على الاحتفال بها.

مزحة القيصر الروسي، فقد عرفت روسيا كذبة نيسان في عام 1719م، وفيها أشعل قيصر روسيا بطرس الأكبر النار في قبة مرتفعة بعد أن طلاها بالزفت والشمع، فظن النّاس أنّ مدينتهم تحترق وهربوا خائفين، وكان جنود القيصر حينها يوقفونهم قائلين: اليوم هو الأول من أبريل.

ر.إ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here