محمد بن سلمان والإراده الصهيوأمريكية

بقلم هاشم الطباطبائي
محمد بن سلمان الشخص المتهور الذي اختارته الإدارة الأمريكية لخوض مغامرات إقليمية مرتقبة في المنطقة, وهو الطفل الصغير والمناسب الذي يتمتع بالغرور وحب السيطرة وإرضاء الإدارة الأمريكية التي هيأت له مسنلزمات استلام ولاية العهد في المملكه السعودية كما أكدت الصحيفة الامريكية يوم الخميس29/3/2018 ((إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإمكانه تحجيم إيران باعتبار إن ايران تشكل أكبر خطر على العالم والشرق الأوسط, وسوف لا يخلد اسمه في التاريخ فقط وانما كقائد يمهد لاقامة نظام اقتصادي في المنطقة وان الرئيس ترامب سوف يدعم ولي العهد في هذا المشروع))
هذه إحدى الرسائل التحريضية (كالنفخ في البالون ) وقد درست الإدارة الأمريكية السايكولوجية من صفات ومميزات وقابليات وتطلعات هذا الشاب المتهور والمتعطش للدماء الذي يحاول بكل جهده إرضاء الرئيس الأمريكي ترامب وينفذ له ما يبغي.. متناسياً أن الإدارة الامريكية عليها بمصالحها وتتخلى عن أعز حلفائها اذا اقتضت تلك المصالح وهناك أمثلة كثيرة كشاه ايران مثلا. الإدارة الأمريكية سوف تضع هذا الشاب المتهور في فخ الحرب كما أوقعت الولايات المتحدة صدام حسين في فخ الحرب الإيرانية – العراقية, والذي قال كسينجر عنها: (“في كل الحروب يكون هناك خاسر ورابح ولكن في هذه الحرب يجب أن يكون خاسران”).. كانت هذه الحرب كارثية على العراق والوطن العربي كان الإجراء الأول لشوارزكوف عند تسلم مهامه استعداداً لحرب الخليج الأولى أن قام بدراسة تاریخ الرئیس العراقي صدّام حسین ونمطه السیكولوجي ، وكذا دراسة الآلية العسكریة العراقیة
شجّعت الولایات المتحدة وحلفاؤھا العراق على أن ینتھز الفرصة ویزعزع نظام الإمام الخمیني بعد  نجاح ثورة1979 الإسلامیة،والشعبية العارمة التي كسبتها الثورة والعداء لأمريكا ووصفتها بالشيطان الأكبر. وكان الرئیس العراقي أحمد حسن البكر معارضاً لھذا المخطط بینما نائبه الشاب المتهور ايضا صدّام  حسين،قرع من جانبه طبول الحرب بعد أن مهدت أمريكا له أن يصبح رئیساً في 1979.
كانت الولایات المتحدة متلھفة لتوجیه ضربة ضد الثوره الإسلامیة, وقد روجت بأن ايران تهديد للدول النفطية الخليجية
وجاء الإشعار الأخیر لبدء الحرب خلال الزیارة الرسمیة التي قام بھا صدّام في 1980 للعربیة السعودیة ، وھي أول زیارة  من رئیس عراقي .
”:  إن القادة السعودیين أیضاً حثّوا صدّام على نقل الحرب إلى داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كما أبلغوه أن قولھم یتضمن ” ضوءاً أخضر “للغزو من الرئیس كارتر.”هاجم صدّام إیران في 22 أیلول 1980 ، بعد ستة أسابیع – لا أكثر – على زیارته الرسمیة للعربیة السعودیة .
قامت الولايات المتحدة عبر حلفائھا أولاً ، ثمّ بصورةٍ مباشرة ،  بتزويد المعلومات الاستخباریة من الأقمار الصناعیة ومن مصادر أخرى للعراق لتمكينها من إیقاع أفدح الخسائر بالجانب الآخر,ولكن صمود الإيرانيين وحنكة وحكمة قياداتهم أفشلت كل المخططات الأمريكية والسعودية.
الطفل المدلل يصرح من هنا وهناك بأن إيران تتدخل في الشؤون العراقية والسورية والبنانية واليمنية وهو يحاول منع هذا التدخل…..هنا السؤال لهذا المتهور الصغير: من خولك أن تتكلم باسم هذه الدول ومن أوصاك ان تنوب عنها؟,,,,, إن تلك الدول كانت ولا تزال تعاني من إرهاب أمريكا وإسرائيل ومن في فلكهم الأسود كالسعودية التي أرسلت ألوف الانتحارين من الوهابية التكفيرين ليفجروا جثثهم العفنة على الأبرياء من العراقيين شيباً وشباباً ونساءً واطفالاً وشيوخ, بعد أن تم تدمير البنية التحتية بفتاويهم القذرة..وكما الحال في اليمن وصواريخهم الحارقة تحرق الأخضر واليابس وتقتل النساء والأطفال الأبرياء دون رحمة….وهكذا الحال في سوريا الرافضة للاحتلال الإسرائيلي مصيرها أمام الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية وبدعم واسناد من الطغمة الحاكمة في السعودية وكذلك الحال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية وما جرى للرئيس الشرعي سعد الحريري في لبنان…..بأي لغة ومنطق يتكلم العاهل السعودي هل بعلاقاته المشبوهة مع الكيان الإسرائيلي وتعاملاته أم خنوعه وخضوعه الكامل لسياسة الإدارة الأمريكية التي قالها ترامب بأنه على السعودية أن تشاركنا نفطها لقاء حمايتنا لها؟..والصفقة الأخيرة مليارات من حصة الشعب السعودي أرسلت الى أمريكا لارضائهم …رسالة ونصيحة من كاتب سياسي بسيط الى الحاكم المتهور محمد بن سلمان… الجمهورية الإسلامية الايرانية ليست كما تتصورها أنت ومن يدعمك من الصهاينة والبيت الأبيض وليست لقم’ سائغة ومن السهولة الاصطياد بها , انها اليوم الدوله القوية بشعبها وامكانيتها وتحالفاتها في العالم عليك أن تفكر كثيراً ثم كثيراً قبل أن تخطوا بأي اتجاه تسير مركبك في ظل العاصفة القوية التي يمكن أن تسير بكم الى الهاوية… وإذا تريد أن تحوط العراق مثلما أمرك رئيسك ترامب عليك أن تعيد الوف الشهداء من العراقيين الى الحياة لأنهم قتلوا وذبحوا نتيجة الفتاوي التكفيرية والانتحاربين الذين جاؤوا الينا من دياركم حاليا وفي الأمس دفعتم الطاغية صدام بالحرب على إيران ثماني سنوات وضحايا الطرفين أكثر من ملوينين إنسان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here