بسم الله الرحمن الرحيم
العراق قريبا.. مع موعد (الانتخابات).. ليطرح سؤال .. (هل الانتخابات سوف تكون علاج للطائفية والفساد).. و(هما اكبر افتين تضرب اطنابها بالعراق).. .. (ام سوف تقوم كالعادة.. بتدوير القوى التي ركبت الصراعات الطائفية وغرفت من الفساد المالي بالسنوات الماضية لحد اليوم).. اي (انتخاب كتل سياسية طائفية وفاسدة.. نفسها اثبتت فشلها بعدة دورات).. .. بدل السعي لحل الازمة بمنطقة العراق من جذورها.. والبحث عن (علة العلل).. فلماذا يصر البعض على انتخابات اثبتت فشلها.. كما يصر البعض للرجوع للوراء.. على الترحم على زمن صدام بطغيانه التي اثبت دماره..
ثم ان (الدكتاتورية باطلة.. والانتخابات حق).. (ولكن.. لماذا يترحم البعض على زمن الدكتاتورية.. من فوضى الديمقراطية بالعراق)؟؟ (ماذا ينقص الديمقراطية الانتخابية؟؟).. (لنقارن بين العراق وسويسرا).. (فلا يمكن ان نصل للقمة الا اذا قارنا انفسنا مع الارقى وليس الادنى).. (ماذا موجود بسويسرا المركبة ديمغرافيا “المتعددة القوميات”.. وليس موجود بالعراق المركب سكانيا ايضا)؟؟ (هل سويسرا فدرالية ام مركزية ام كونفدرالية)؟؟ (ما هي الاولولية كانت للسويسريين.. الفدرلة ام الانتخابات)؟؟
فجربنا الحكم الملكي والحكم الجمهوري.. وجربنا الحكم الرئاسي والحكم البرلماني.. وجربنا الحكم الانقلابي والثوري.. وجربنا الحكم الديمقراطي الانتخابي.. وكلها فشل بفشل.. اوصلت (الدكتاتوريات والفاسدين والارهاب والفوضى والبعث وصدام ونوري المالكي.. وابرزت الزرقاوي والبغدادي والمصري .. والاسلاميين والقوميين والمدنيين والشيوعيين.. والمليشيات والقاعدة والحرس القومي وداعش.. الخ).. فما هو المشترك بين كل هذه المراحل ؟؟ الجواب (المركزية.. وحكم المركزيين)..
ليصاغ سؤال اخر.. ما السبب الذي يدفع الناس لانتخاب (قوى سياسية رغم معرفتها بانها فاسدة وفاشلة وطائفية واخرى ذات نزعة قومية عنصرية).. رغم ان الملايين.. التي تنتخبهم (غير مستفادة شيء من النظام الحالي ومن هذه الكتل نفسها).. الجواب/ (هو الخوف) من الطرف الاخر.. والاخر ينتخب (الاسوء) ايضا (لخوفه) من الطرف السابق.. لماذا (يتمترس الناس خلف قوى وشخصيات لم تنفعهم بشئ ولم تنهض مناطقهم صناعية ولا زراعية ولا خدميا ولا امنيا)؟؟
والغريب ان الخوف ايضا يدفع البعض لرفض الفدراليات الثلاث.. خوفا (من ان يحكمهم نفس الوجوه التي تحكم اليوم من احزاب وكتل وعوائل معممة وافندية.. الخ).. لنطرح نحن سؤال (اذا كانت الكتل السياسية الفاشلة.. والفاسدين والطائفيين والقوميين.. ضامنين وصولهم لحكم الاقاليم الفدرالية.. فلماذا يرفضونها؟؟ ).. فمن باب اولى (يسعون لاقاليم فدرالية يتحكمون بها بصورة مغلقة) بدل (حكم مركزي لعراق واحد.. تتصارع فيه كتل متنافرة قوميا ومذهبيا باجندات خارجية متنافرة.. )..
هل (لان هذه الكتل تمثل اجندات خارجية تتخوف من فدرلة العراق لانتقال الفدرالية لدولها.. كايران المتالفة من خمس قوميات.. وتخاف انتقال الفدرلة لها.. وكذلك تركيا والسعودية.. الخ.؟. وكذلك تتخوف دول كايران من انتهاء مشاريعها لتأمين ممر بري لها من طهران للمتوسط وما كوردستان والمثلث السني العرب وسوريا مجرد كليدور “ممر” لها وساحة وجبهة لتصفي ايران حساباتها الدولية والاقليمية على الاراضي بالعراق وسوريا)..
هل (لان هذه الكتل السياسية.. تطمع بحكم العراق كله غير مبالية بالمكون الذي تنتمي لها.. تحت شعار وحدة العراق نحكم الجميع.. لتبرير البطش بالاخرين).. (فيصبح الكوردي انفصالي.. والسني داعشي.. بنظر الشيعي المركزي.. فعليه يجب ان يحكم الشيعي؟؟ ) و(يصبح الشيعي رافضي عميل ايراني.. والكوردي انفصالي.. بنظر السنة العرب.. فيجب ان يحكم السني العربي).. كما اشارات المعلومات (بان المالكي اعتبر ان الشيعة بجيبه.. وعليه ان يحكم الكورد والسنة بالحديد والنار) خلال حكمه للعراق (فلا حظة برجيله ولا حظه بسيد علي).. اي (لا عيش الشيعة برفاهية بوسط وجنوب.. ولا استطاع ان يحكم كوردستان والمثلث السني معا)..
الم يكن (الخوف ايضا يدفع السنة العرب لعقود.. للتنازل بارادتهم عن كثير من حقوقهم السياسية.. بزمن حكم صدام السني العربي.. خوفا من وصول الرافضة الشيعة والكورد الانفصاليين للحكم حسب وصفهم فخير لهم صدام بطغيانه من وصول الشيعة والكورد.. وايضا تحت مخاوف تقسيم العراق لتبرير بقاء صدام).. واليوم (الخوف يدفع السنة العرب لانتخاب قوائم سنية واجهات للارهاب والبعث.. والخوف يدفع الشيعة لانتخاب قوائم محسوبة شيعيا واجهات لايران والفساد. .والخوف يدفع الكورد لانتخاب قوائم كوردية واجهات لعوائل مهيمنة على السلطة والمال)..
لماذا (يتمترسون حول قوى سياسية مأزومة متصارعة داخل كل مكون.. احد اسباب مأزوميتها هي الصراع من اجل الحكم المركزي ببغداد على رقاب الجميع واستغلال الطائفة والقومية من اجل تبرير بقاءهم بالسلطة).. (واشعار العقل الباطن) لكل مكون.. بان مصيره مرتبط (بهذا الحزب او ذلك الصنم او تلك الدولة الاقليمية).. وليس العمل على ربط مصيرها (بمشروع سياسي جامع للمكون نفسه شعبيا باقليم فدرالي يوحدهم رغم كل خلافاتهم).
هل يمكن ان نتأمل بقوى هي جزء من العملية السياسية المصابة بكل داء.. (وتظاهرات صوريا.. ضد الفساد والطائفية) كمقتدى الصدر والحزب الشيوعي؟؟ تحت عنوان (مدني).. (ام يعتبران مجرد تنفيس) لمنع الجماهير من الانفجار.. اي (طود انقاذ للنظام نفسه).. اي النظام (حمى نفسه) بالمحصلة بهذه المظاهرات المسيرة من قبل (ادوات بالعملية السياسية نفسها).. وتدعو للتدوير.. تذكرنا بجريدة بابل لعدي صدام حسين.. الذي استخدمها النظام كتنفيس (محدود).. ينتقد فيه عدي بعض المظاهر السلبية ليس بهدف تقويمها بل بهدف (التنفيس السياسي).. لا اكثر ولا غير.. هي (طود نجاة للنظام واظهارها بغير ما هو عليه).
الم نجرب المركزية منذ تاسيس (العراق كدولة) ببداية القرن الماضي.. الم تكن وحدة العراق.. ليس بارادة شعوبه.. بل (قسرا بفوهات المدافع والدبابات).. كما قال (الملك فيصل الاول).. بان العراق ليس فيه شعب.. وهو ليس وطن.. بل كيان سياسي ضمت له مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.. قسرا.. الم يؤسس العراق كدولة مصطنعة بخرائط الشرق الاوسط القديم (سايكيس بيكو ولوزان.. الخ) ببداية القرن الماضي.. (تمخض عن ذلك .. دمار شامل لكل مدن ومحافظات منطقة العراق.. من البصرة للموصل لاربيل الى الرمادي والفلوجة.. الخ)..
لماذا لا نتقل لمرحلة ما بعد المركزية بطائفيتها وعنصريتها .. الى مرحلة (الفدراليات الثلاث).. وهي المشاركة الحقيقية بين المكونات.. وليس (مشاركة ومحاصصة وتوافقات بين كتل واحزاب سياسية سرقت قرار الطائفة لمصالحها وجيرتها لخدمة مصالح دول اقليمية على حساب مكوناتها العراق نفسه)..
لماذا الشارع الشيعي العربي لا يفكر بجدية بان معظم ازماته اليوم علاجها بعلاج ازمة واحده فقط.. بعد ان يتامل.. (بان حقوق الشيعة تضيع بمناطق اكثريتهم.. وليس فقط بعموم العراق عبر المركزية).. وان الشيعة مجرد (وقود تستنزف ثرواته ودماء ابناءه وضياع مستقبل اجياله ويعيش الشيعة بسوء خدمات وفساد مهول) من اجل كيان وهمي مركزي باسم العراق كدولة.. يزج خيرة شبابه ورجاله حينا بحروب داخلية واخرى خارجية ويستنزفون بالمستنقعات بكوردستان وسوريا والمثلث الغربي ولا نعرف غدا اين .. ويستنزفون حتى بوسط وجنوب بالارهاب التفخيخي والانتحاري.. وليس هذا فحسب .. فرغم كل شيء الشيعي مرعوب من عودة حكم السنة والبعث ومخاطر زحف سني مسلح عشائري مستقبلي شبيه بما حصل عام 2014 بالموصل.
لماذا لا يفكر الشيعي العربي بان حقوق الشيعة كاغلبية تسقط (بالتوافقية والمحاصصة والمشاركة وحتى الاغلبية السياسية).. (الا يفكر الشيعي بان الشيعة اقلية بكوردستان، واقلية بالمثلث السني العربي، وفقط اكثرية بوسط وجنوب).. (اي الشيعة ليسوا اكثرية عمومية بمنطقة العراق بل اكثرية بجزء دون اخر)..
من كل ذلك يطرح سؤال. .هل هذه الكتل السياسية والاصنام المتحكمة قادرة على مجابهة كل هذه المخاطر.. ؟؟ الجواب كلا.. والتجربة خير برهان ما جرى ويجري منذ سنوات.. اذن ما الحل.. الجواب (اقليم وسط وجنوب- اقليم سومر من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى).. ولا حل غير ذلك.
الم يقارن الشيعة بالعراق بين تجربتين لياخذون العبرة.. (فالسنة العرب ربطوا مصيرهم بصدام والمركزية.. فسقط صدام وسقطت حكم السنة معه الذي كان لهم لقرون).. اما التجربة الثانية.. روسيا بزمن الاتحاد السوفيتي.. (حكم الروس الاتحاد السوفيتي عبر فدرالية روسية) وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي لم يسقط نفوذ الروس (بل اصبحوا دولة ولم يتجرأ احد على التطاول على الروس رغم الجرائم الكبرى التي حصلت ضد القوميات المتعددة بالاتحاد السوفيتي)..
اذن على الشيعة تبني (الاقاليم الثلاث) وخاصة اقليم وسط وجنوب (اقلمي سومر) من اجل تأمين انفسهم وعدم ربط مصيرهم (بايران وبالحكم المركزي ببغداد.. ) لان سقوط اي منهما يعني سقوط ما يسمى (حكم الشيعي بالعراق) رغم تحفظنا على هذا المصطلح.. (فالمشروع الذي حكم منذ عام 2003 هو المشروع الايراني .. وليس المشروع الشيعي العراقي) .. لذلك ايران تعرقل اقامة الاقاليم ومنها اقليم وسط وجنوب بالعراق لادراكها بان اقليم كارزمي كاقليم وسط وجنوب الشيعي العربي مجاور للاحواز الشيعية العربية النفطية بايران.. يعني بروز اقليم شيعي عربي كبير بالمنطقة مستقبلا من البحرين لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى والاحساء وا لقطيف والاحواز اي طرفي الخليج.. فيبرز (كيان سياسي شيعي عربي بالعالم والمنطقة .. ككارزمية يسحب البساط من ايران).. القائمة اصلا ايران على نهب نفط الشيعة العرب بالاحواز..
يا عالم.. الم نجرب المركزية لعقود.. منذ عام 1920.. الم نجرب الحكم الملكي والحكم الرئاسي الجمهوري والحكم البرلماني الديمقراطي الانتخابي.. الخ.. وكلها فشل بفشل.. (دكتاتوريات وفساد.. وتدوير فاسدين.. وانقلابات عسكرية دموية.. ).. (صدام بطغيانه الرئاسي.. المالكي بفساد نظامه البرلماني).. الخ.. اذن اين (العلة).. (اين علة العلل)..
بالمحصلة الحل هو باقامة فدراليات .. تعكس اعتراف بحقوق المكونات بحكم نفسها بنفسها.. وتنقلنا لمرحلة ما بعد الطائفية والقومية بالمحصلة .. وهذا يتطلب جعل الفدرلة اولوية على الانتخابات بالمرحلة القادمة.
تساؤلات من اجل ومضات:
هل الضمان هو انتخاب (عمار الحكيم.. بتيار حكمته المصدع) ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان هو انتخاب (نوري المالكي .. بحكومتيه الفاسدتين) ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان هو (انتخاب) مجلس اعلى اسسه حاكم ايران خميني داخل ايران.. ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان هو انتخاب ( الدعوة او الفضيلة او الصدريين او الشيوعي.. الخ) ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان انتخاب ابراهيم الجعفري او حسين الشهرستاني او من ينوب عنهم ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان انتخاب حيدر العبادي ام (اقامة الفدرالية)؟
هل الضمان (وصول قوائم سنية وكوردية) .. ام (اقامة الفدرالية لنا بوسط وجنوب)؟
هل الضمان الاتكاء على ايران.. بقطعها 41 نهر عن العراق.. وملئها للعراق بالمخدرات المهربة من حدودها .. وتفريخها لمليشيات داخل العراق تجهر بالولاء لايران بكل خيانة.. ومساهمتها ببقاء العراق بقطاعات صناعية وزراعية و خدمية مهملة رديئة غير ناهضة.. ليبقى العراق سوق استهلاكية لبضائعها الرديئة.. وجعلها للعراق ساحة وجبهة لتصفية حساباتها الدولية والاقليمية بدماء الشيعة العرب ودمار مدن العراق واستنزاف ثرواته.. (فتخرج ايران اقوى والعراق وشيعته اضعف).. امام كل ذلك هل الضمان هي ايران (ام الفدرالية لنا كشيعة عرب).
وهنا نطرح سؤال:
ايهما اخطر (عراق مركزي جربنا كوارثه وخطورته…. ام عراق فدرالي للمكونات الثلاث)..
فكيف نغير وضعنا بدون ان نتقدم بجرائه لنهج ومرحلة جديدة جذريا.. ونستفاد من حكمة.. الامام علي.. (الناس اعداء ما جهلوا) لذلك الدول المتخلفة تبقى متخلفة لانها تخاف ان تجدد وضعنا باستخدام وسائل جديدة بالحكم والادارة… و المتقدمة تنتهج حلول جذرية لازماتها فتتقدم..
المحصلة:
الفدرالية مشاركة للمكونات بحكم العراق.. اما محاصصة واغلبية سياسية (تقاسم سياسيين للعراق)
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط