من المستفيد والرابح من عقوبات عباس ضد قطاغ غزة؟!

شاكر فريد حسن

في نيسان العام٢٠١٧أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، فرض عقوبات واجراءات غير مسبوقة على قطاع غزة، وذلك بهدف محاصرة وتركيع حركة”حماس”.

وهذا الاعلان شكل صدمة كبيرة، سياسية وانسانية، لشعبنا الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه وقواه الفصائلية، عدا نفر قليل من مرتزقة السلطة والمرتبطين باجهزتها ومؤسساتها.

وبدأ تنفيذ هذا القرار بقطع الرواتب عن كل موظف لا ينحني للرئيس ويقول”نعم”، ويتماشى مع سلوكه ونهجه السياسي، وفي الوقت نفسه طلب من مندوبه حسين الشيخ التوجه برسالة الى سلطات الاحتلال بالعمل على تشديد حصارها المالي والاقتصادي والكهربائي على قطاع غزة، ما يمثل قمة الوقاحة والانحطاط السياسي، ان تتعاون وتتحالف السلطة مع المحتل لفرض حصار مزدوج كامل ومطلق على القطاع، تحت ذريعة استعادة الشرعية.

وهذه الاجراءات بلا شك زادت من معاناة سكان قطاع غزة، وبشكل خاص أبناء المخيمات الفقراء. وما زاد الطين بلة أن عباس، وبعد عام من قراره، عاد واعلن مرة أخرى، عقب حادثة التفجير في حافلة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، عن عقوبات اقتصادية ومالية جديدة ضد قطاع غزة، ما يدل بشكل واضح وجلي ان هذا ما هو سوى نهج وسلوك وسياسة لدى رئيس سلطة من واجبه خدمة جميع أبناء الشعب الفلسطيني والدفاع عنهم، وليس أبناء”فتح”فحسب.

ورغم الوضع المعيشي الصعب والكارثة الانسانية الرهيبة التي يعيشها سكان قطاع غزة الا أنهم لم يرفعوا الرايات البيضاء، لا لعباس، ولا لحكومة الاحتلال، بل خرجوا في واحدة من اكبر وأهم المظاهرات الشعبية السلمية في يوم الارض والعودة، تصديًا وتحديًا للاحتلال وجبروته وغطرسته، الذي شن عدوانًا على المتظاهرين، فسقط بدم بارد ١٤شهيدًا ومئات الجرحى.

ولا شك ان عباس بعقوباته واجراءاته ضد قطاع غزة يقدم خدمة مجانية مباشرة لدولة وسلطات الاحتلال، المستفيدالوحيد منها.

ومن الواضح أن الرابح سياسيًا من العقوبات العباسية هي حركة حماس التي تزداد شعبيتها بين الجمهور الفلسطيني، والخاسر هو حركة فتح ومحمود عباس، الذي فقد صوابه.

لقد انتصرت غزة وشعبها بمظاهراتها السلمية في يوم الارض والعودة، وانهزمت سلطات الاحتلال وشريكها في الحصار والخطوات العقابية، عباس.

ولعل الجريمة الكبرى التي سيرتكبها محمود عباس هو اصراره على عقد المجلس الوطني في رام الله تحت حراب المحتل، فسيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي وزمن جديد، مختلف عن الذي كان.

נשלח מה-iPhone שלי

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here