نُقْطَةُ رَأْسِ سَطَّرَ, التسقيط بَيْنَ النَّبَاهَةِ والاستحمار

حَازِمُ الشِّهَابِيِّ:

ما إن يقترب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية, حتى تبدأ بعض الأحزاب السياسية, بالإيعاز إلى أذنابها الباحثين عن فتات موائد أسيادهم, بشن هجماتهم التسقيطية البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية, من خلال مواقع التواصل الاجتماعي, محاولين بذلك استهداف الرأي عام وخلق رؤيا ضبابية لدى الشارع العراقي, لينعكس سلبا على العملية السياسية برمتها.

الغريب والملفت في هذا الموضوع, إننا نجد الكثير من عامة الناس وللأسف الشديد, يتداولون, ويتناقلون, ويتفاعلون بشكل مضطرد مع هذه التفاهات, حتى أصبحت جزء من يومياتهم ومن أهم مواضيع حواراتهم, بل إن البعض ذهب إلى أكثر من ذلك, ليتخذها دليل قائم وبرهان لبناء رؤيته السياسية في المرحلة القادمة! دون إن يبذل أدنى جهد في التحقيق والتدقيق, بل يعتمدها اعتمادا تاما كأنها آية نزلت من السماء! دون الالتفات حتى للجانب الديني والأخلاقي كون هذه التسقيطات لا تخلو من الغيبة والبهتان, وهذا بحد ذاته يعد خرقا للمنظومة القيمية, الاجتماعية والدينية.

إن أهم ما يميز هذه الحملات البائسة والرخيصة, إنها تنشط فقط في البيت الشيعي, وتتهم سياسي هذا المكون وبنسب متفاوتة, ولا تعمل في الساحات الأخرى, السنية أو الكردية, يضاف لها جيوش جهوية محلية تستهدف خصومها بطريقة هابطة وبعيدة عن الأخلاق والقيم العراقية, دون أن تدري إنها المتضرر الأول, لان إسقاط الانتخابات في نظر الناس وإقناعهم بعدم الجدوى منها سيدفع ثمنها المواطن, ببقاء الفاسد والفاشل على رقبته, وان إسقاط الخط المعتدل يعني وصول الخط المتطرف للسلطة, وان تسقيط الكتل التي تمثل مكون الأغلبية يعني حصول المكونات الأخرى على نسبة أعلى من حجمها في العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات المختلطة السكان …

إن كان المراد من هذه الحملات التسقيطية وتحشيد الجيوش الالكترونية؛ هو التنافس السياسي ورفع الرصيد الجماهيري والانتخابي في المرحلة القادمة, فيفترض إن يكون من خلال وسائل وقنوات أخرى ذات جدوى واثر واقعي ملموس, من خلال طرح وتنفيذ المشاريع التي من شأنها تغيير الواقع المزري الذي يعيشه المواطن العراقي, لا من خلال تفاهات التسقيط والفبركة التي آكل الدهر عليها وشرب, فكل التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة العراقية, لها ما لها من التمثيل البرلماني والوزاري والمناصب السيادية, التي تؤهلها لفرض وجودها بشكل مشروع بعيدا عن تفاهات التسقيط , من خلال البناء والتنمية وتطوير المؤسسات’ وطرح المشاريع الخدمية والرؤى والاستراتيجيات, التي من شانها انتشال المواطن من واقعه المتردي,خدميا, صحيا, اقتصاديا, والتي ستنعكس إيجابا بطبيعة الحال على القائمين على هذه المشاريع, وترفع من رصيدهم الجماهيري وفق آليات مشروعة, كما انه سيدفع أيضا بالمنافسين نحو البحث والتحري عن وسائل ناجعة ومشروعة, لتقديم أنفسهم وطرح مشاريعهم الانتخابية التي من شأنها النهوض بالواقع الخدمي المرير على الأقل, فعملوا بصمت و دون ضجيج, ودعوا عملكم ونتاجكم يتتكلم, بعيدا عن تفاهات التسقيط التي لم تعد تنطلي احد.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here