بسم الله الرحمن الرحيم
ادعى من ادعى لعقود بان (سبب بقاء البعث وصدام بالحكم لمدة 35.. هو العامل الخارجي) لتبرير (فشل المعارضة بإسقاطه).. وفشل (العراقيين من الاطاحة بالطاغية).. واثبتت الايام والسنوات بكذب هذه الفرضية.. فلمدة (15) سنة عجزت شعوب منطقة العراق بعد ان منحوا كل الحرية.. عن انتخاب (طبقة سياسية واعية غير فاسدة وغير فاشلة).. فهل هكذا (شعب) قادر على ان يسقط طاغية اصلا؟؟ وهو منح الحرية وعجز عن التغيير فكيف يصدق البعض بانه قادر على تغيير صدام اصلا؟ بل وصل بهذا الشعب.. الامر ان يترحم من يترحم على (صدام نفسه) اليوم.. ي يترحمون على زمن طيحان الحظ.. زمن الدكتاتورية والحروب والمقابر الجماعية.. ليعتبرونها (زمن اكثر امناً)؟؟ فاي .. انحدار ووصول للقاع المدقع بالذلة.. وصلت اليه شعوب منطقة العراق وشيعته خاصة.. بايديها..
هل هكذا شعب كل اربع سنوات يدور الفاسدين بأصابعه البنفسجية.. هل هكذا شعب عجز عن ايجاد نخب سياسية حقيقية.. قادرة على التصدي للوضع.. .. هل اصلا قادر على التغيير..
هل (شعوب منطقة العراق.. شعوب ناضجة.. ام شعوب فجة).. (الفجة هي الثمرة الغير ناضجة).. وهل هكذا شعب فج قادر على التغيير؟؟ اليس الغباء المدقع هو (الاعتقاد بان تكرار نفس التجربة تؤدي لنتائج مختلفة)؟؟ فانتخاب نفس هذه القوى والكتل والشخصيات المحسوبة سياسيا منذ عام 2003 لحد اليوم.. يمكن ان تغيير الوضع للاحسن؟؟ اليس من يؤمن بذلك مجرد غبي وفج وتافه.. وساذج وحقير..
فنحن نعلم ان مقاطعة الانتخابات بدون طرح بديل.. هو غباء.. ولكن بالتاكيد المشاركة بالانتخابات لتدوير نفس الكتل السياسية هو (الحقارة والخبث.. المدقع بالغباء الاكبر).. وليس هذا فحسب (بل دليل شعوب لا تبالي بما يجري عليها من خراب ودمار وتفكك .. ولا تتحمل مسؤولية اعمالها بل تتمادى بغيها)..
بل يطرح سؤال (هل الطاغية صدام كان غريبا عن المجتمع العراقي)؟؟ (هل المعارضين لصدام من الشيعة والكورد.. كانوا يريدون اسقاط صدام حتى يطبقون نظام حر وديمقراطية.. الجواب من الوقائع بعد سقوط صدام .. (استبدال قائد الامة العربية صدام.. بقائد للجنة جسر مقتدى).. (عبد الله المؤمن صدام.. بمختار العصر نوري المالكي).. (قائد الحملة الايمانية صدام.. بخليفة المسلمين ابو بكر البغدادي).. (قائد النصر والسلام صدام.. بحكيم العراق عمار الحكيم).. (اب لكل العراقيين صدام.. بخيمة لكل العراقيين السستاني).. الخ الخ الخ..
ونستمر بالتساؤلات.. هل المعارضين للطاغية صدام (اديولوجياتهم ديمقراطية مثلا وتؤمن بها)؟؟ الجواب كلا من ادبياتهم…. فالاسلاميين ارادوا الاطاحة بصدام حتى ياتون بنظام ولاية الفقيه للخميني والخامنئي.. كبديل.. كما صرح بذلك هادي العامري خلال سنوات حرب ايران.. والاسلاميين السنة الاخوانية يريدون اقامة دولة الخلافة العابرة للحدود.. والاكراد ارادوا الاستقلال بدولة لهم..
القوميين العرب اديولوجياتهم الصفراء ايضا.. يريدون (العراق ولاية .. قُطر.. تابع لما يسمى الامة العربية والوطن الوهمي العربي .. حينا بجعل العراق اقليم تابع للقاهرة باسم الجمهورية المتحدة.. وحينا مع الاردن باسم المملكة الهاشمية.. وحينا مع سوريا كما بفترة ارادها البعثية.. المهم لديهم الغاء وجود العراق كدولة وجعله ولاية تابعة لدول اخرى على اساس قومي بالنسبة للقوميين العرب الخونة.. وتاره تابعة لدولة اخرى على اساس ديني بالنسبة للاسلاميين..
المحصلة.. المعلومات تؤكد بان نسبة المشاركين بالانتخابات سوف تكون اقل من 60% .. وهؤلاء مساهمتهم با لانتخابات نتيجتها كسر عيون لشعوب منطقة العراق كافة.. فهم سوف يداورون الفاسدين والفاشلين .. والعملاء والخونة الذين يجهرون بولاءهم وبيعتهم لنظام اجنبي وحاكم اجنبي.. كالولائيين التابعين لايران وخامنئي.. وقوائم سنية عربية واجهات للبعث والارهاب وخلافة الشيطان “الاخوان المسلمين” الذين يطرحون قيام دولة الخلافة باديولوجياتهم.. فالم اقل لكم من سوف يصل للحكم هم من سيكسرون عيون منطقة العراق وشعوبه كافة.. لان بحصلة هؤلاء المشاركين هم (المنتفعين والفاسدين والصنميين)..:
– الصنمي الذي ينتظر (زعيمه الروحي والسياسي) ان يقول له انتخب هذه القائمة او تلك.
– الفاسدين الذين ينتخبون (قوائم تتستر على فسادهم وتؤمن استمرار الفساد).. الربح الحرام.
– النفعيين الذين ينتخبون (مرشحين.. ينفعونهم بتمرير منافعهم الشخصية والحزبية واجنداتهم الاقليمية)..
وهؤلاء الاصناف الثلاث هم طبقات تافهة بائسة نفعية تبحث عن مصالحها على حساب مصالح شعوب منطقة العراق وثرواته ومستقبل أجياله.
ونؤكد بالمحصلة.. بان الحل هو باقامة الفدراليات الثلاث اولا.. ثم اجراء الانتخابات.. لان الفدرالية الثلاث.. هي (مشاركة المكونات بحكم منطقة العراق.. منطلقة من مبدأ الاطمئنان وعدم الخوف من الاخر.. لتمتعها بحكم فدرالي تحكم نفسها بنفسها بمنطقة اكثريتها).. كحال سويسرا.. المركبة ديمغرافيا.. وبغير ذلك يستمر الوضع بتدوير الفاسدين والفاشلين وتبقى مكونات مرعوبة من عودة حكم البعث والسنة وداعش عبر بوابة المركزية نفسها.. لان عدم تمتتع الكورد والسنة العرب باقاليم فدرالية لكل منهما.. يشجع المتشددين واجنداتهم الخارجية بالهيمنة على حكم رقاب شعوب منطقة العراق جميعا عبر المركزية المقيتة.
اما ما يجري اليوم.. من بع (المشاركة والمحاصصة والاغلبية السياسية والتوافقية والمدنية.. الخ) كلها تعني مشاركة كتل و احزاب سياسية بتقسيم الكعكة بالعراق فيما بينها مستغلة عدم اطمئنان المكونات الطائفية والقومية من شرور بعضها على البعض الاخر.. لعدم تمتع تلك المكونات بحقها باقليم فدرالي بمنطقة اكثريتها.
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط