الدورة البرلمانية القادمة من اصعب الدورات وأخطرها

سالم سمسم مهدي

حيثما بحثا وتوجهنا نجد شعب ناقم وجماهير غاضبة سواء في المدن التي دمرتها حرب داعش وتركتها اطلالاً او في تلك التي كانت بعيدة عن ساحة الحرب ولم تسلم من جحيمها عندما قدمت ابنائها قرابين على طريق تحريرها والطرفان يشكوان اليوم من سوء الادارة والخدمات وموبقات الفساد والبطالة والفقر حيث اقترب عدد الخريجين العاطلين من المليونين …

ومع ان النفس والتحشيد الطائفي كان هو المسيطر على توجيه الاحداث في الدورات السابقة إلا ان الكثير من هذه السلبيات المجتمعية اخذت تنحسر رويداً وضعفت قدرتها على توجيه الناخبين بعد أن تأكد للجماهير بأن كل ما ينتج عن العملية السياسية يصب لصالح الطبقة التي نصبت نفسها وكيلة عنها بلا استحقاق مستفيدة من الظروف الشاذة وليدة القيادات غير الكفوءة …

تابعت في الفترات السابقة اراء المواطنين الذين يطرحون ما في وجدانهم على شاشة التلفزة التي تعبر عن اراء الاحزاب العائدة لها فوجدت الجميع يلعن الظروف التي جعلت مصيرهم بين ايادي تفتقر الى الوطنية وكل ما تفكر فيه استغفال المجتمع …

هذه الحالة جردت الكثير من الاحزاب والشخصيات من بريقها ولم ينفعها أستحواذها على المناصب الحساسة في الدولة ومعها رأس المال وكل الفعاليات والمكاسب الاخرى ورغم سياسة التجهيل التي حصلت وخطط جر الناس بعيدا عن التفكير بمستقبلهم وأولادهم إلا انه حصل ازدياد بالوعي لدى المواطن وأستطاع أن يتقدم للأمام في الوضوح المعرفي وهذا لا يلغي وجود جموع غفيرة ما زالت تتحكم بها اعتبارات طائفية تصب نتائجها لصالح المفسدين …

ان هذه العوامل مجتمعة تجعل من المستحيل على اللاعبين الكبار في العملية السياسية من تكرار فوزهم والوصول الى الارقام التي حصدوها بأساليب وان كان فيها ما هو غير نظيف إلا أن أسلوب التزييف أصبح هو الآخر غير ممكن بشكل واسع لازدياد المراقبة والإمكانات لدى كل حزب …

خاصة وأن كل طرف من هذه الاطراف أصبحت له جيوش الكترونية تنفذ متطلباته وتحاول تسقيط الآخرين ناهيك عن التأثيرات الخارجية التي تتزاحم هي الأخرى كي لا تفقد مواطئ أقدامها ومكاسبها التي ثبتتها في المراحل المنصرمة …

صحيح ان الشعب منهك مما اصابة في العقد والنصف المنصرم ولكن الانقسام الذي بدا واضحا مما تطرحه رموز القوى التي هيمنت على الساحة من افكار لإدارة الحكم يؤشر على عدم امكانية التقاء هذه القوى من جديد تحت مظلة واحدة مما سيجعلها في موقف ضعيف خاصة اذا كانت نسبة الاقبال على الانتخابات متدنية مما سيشجع على ارتفاع الاصوات المطالبة بإعادة النظر بأسلوب الحكم وبمغادرة من تسببوا بكل هذا الدمار مواقعهم …

وكل ذلك يجعل من المرحلة القادمة صعبة ومصيرية محفوفة بالمخاطر لان من ذاقوا طعم السلطة مصرون على التمسك بها بمخالبهم مهما كان الثمن .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here