حين افشل العرب مهمة الرئيس انور السادات

حصل استنكار وحملة قوية ,من قبل كل الدول العربية والإسلامية ضد الرئيس الأمريكي عندما قررنقل السفارة الأمريكية إلى القدس , متهمين الحكومة الأمريكية بالانحياز لدولة إسرائيل , وصرح رئيس السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وسيطا بين طرفي النزاع , وأنها انحازت إلى الدولة الإسرائيلية .

الواقع كان للولايات المتحدة دور في تسوية النزاع بين الدولتين في زمن الرئيس الأمريكي كارتر , عندما أقنع الرئيس المصري أنور السادات بتسوية النزاع الطويل الذي قاد إلى ثلاث حروب ذهبت فيها ألاف الضحايا بين الطرفين , وخسرت فيها الدول العربية المزيد من اراضيها ,وكان الرئيس أنور السادات مشاركا فيها , وعاش أهوالها ومآسيها وخصوصا انه وبعد ان حقق في حرب أكتوبر في مراحلها الأولى , بعض النجاح , قابلها اختراق الجيش الإسرائيلي للقوات المصرية ومحاصرته من الخلف في منطقة الدوفرسوار وتهديده العاصمة المصرية .

كل تلك التجارب المريرة جعلت الرئيس أنور السادات يوافق على دعوة الرئيس كارتر والسفر إلى دولة إسرائيل ولقاء رئيسها مناحيم

بيغن سنة 1979 والاتفاق على عقد معاهدة صلح بين الطرفين , على أن يشمل هذا ألاتفاق بقية الدول العربية , خاصة الدول التي لها أراضي محتلة , وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضيها بعد عقد معاهدة للصلح بينهم

لكن تلك الزيارة واجهت ردات فعل قوية مناهضة وحملة شعواء ضد الرئيس أنور السادات متهمين اياه بخيانية حقوق الشعب الفلسطيني وقطعت معظم الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع الدولة المصرية , لينتهي الأمر باغتياله من قبل المجرم الاسطنبولي رئيس حركة الجهاد الإسلامي .

وهنذا سقط الرئيس أنورالسادات ضحية بعد حصوله على تحرير شبه جزيرة سيناء التي كانت تحت آلاحتلال الإسرائيلي .

وكانتأرملة الرئيس جهان السادات صادقة تماما حين صرحت اخيرا بأن الفضل يعود لزوجها بتحرير ارض سيناء , ولولاه لكانت مكتظة بمئات المستعمرات الاسرائيلية حالها حال الضفة الغربية التي انتشرت بها المستعمرات الإسرائيلية والتي تهدد ببناء المزيد منها مما يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية.

لذا يمكن القول بكل دقة’بأن الفرصة التي ضاعت نتيجة سوء حساب وتقدير من لدى الحكومات العربية’لا’ولن تعوض!

واليوم نبذل السلطة الفلسطينية محاولات يائسة للحفاظ على ما تبقى من أرضيها التي تهددها المزيد للمجمعات السكنية .

كانت فرصة سانحة للدول العربية والسلطة الفلسطينية لإعادة أراضيها المحتلة’وحقن دماء المزيد من الضحايا’ناهيك عنالمعتقلين خلال المواجهات بين الطرفين’وزيادة العزلة بعد إقامة جدار وقعت فيه أراضي كانت مسبقا ضمن السلطة الفلسطينية يقطع بها حبل الوصل بين أسر فرق بينها الجدار لزيادة القهر والأسى للشعب الفلسطيني , ليس للشعب الفلسطيني فقط , بل جرى لمواطني إسرائيل نفس المعانات , لتظهر جماعة منهم تحمل راية السلام, و وكما حصل للرئيس السادات جرى لرئيس وزارة إسرائيل أسحاق
وقع الاثنان ضحايا رغبتهم بإنهاء العداء وعقد صلح بين الطرفين , كان لأعداء السلام الوئام أناس أشرار متعصبون

فمثلما غدر المجرم الاسلامبولي بالسادات’فعل المجرم الصهيوني ايغال عامير المثل مع رئيس الوزراء الاسرائيليأسحاق رابين عندما اطلق عليه النار من الخلف وارداه صريعا خلال اجتماع جماهيري لمحبي السلام في إسرائيل

لقمان الشيخ -صوفيا بلغاريا

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here