همساتٌ كونيّةٌ(187)

هل يُمكن تطبيق آلعدالة لأحياء ضمائر الناس الممسوخة بسبب الأحزاب الحاكمة لمنفعة (ألمنظمة الأقتصادية العالمية)؟
خصوصاً بعد تأزّم الأوضاع والحروب وإنتشار الفقر وثبوت القوانين كما هي آلآن برعاية الأحزاب المتلبسة بألديمقراطية, لذا:
يستحيل تحقق العدالة الكونيّة ليس في العراق فحسب بل في كلّ دول العالم بسبب لقمة الحرام التي بات الجّميع للأسف يتنافسون عليها بعد ما فسدت قلوبهم و في مقدمتهم الرؤوساء و أعضاء أحزابهم؛ حتى حال الباطل بين نفوسهم وبين الحقّ المتمثل بالفلسفة الكونيّة العزيزية العلويّة كنهج أمثل لأهل الحياء وآلضّمير الذين لا يصل عددهم مائتين أو ثلاثمائة آدمي من بين سبعة مليار من البشر رغم ثبوت فساد المراحل الفلسفية الستة السّابقة التي مرّت عبر التأريخ من عصر الأغريق إلى نهاية القرن العشرين الماضي و بداية إنتشار فلسفتنا الكونية التي تريد تحقيق العدالة و نشر المحبة على أمل الوصول للمعشوق الحقيقي !

المشكلة التي تُعيق بل و تمنع تطبيق العدالة والمساواة بين الناس؛ هي آلدساتير و القوانين الوضعية التي شُرّعت على مقاس جيوب الحاكمين الموظفين لدى المنظمة الأقتصادية, لذلك فآلأمور اليوم عَبَرَتْ الخطوط الحمراء و وصلت نقطة ألصفر بعد مسخ الضمائر وشرعنة المسؤوليين والرؤوساء المتحاصصين للفساد, لذلك لا إمكان ولا أمل و لا مجال لتغيير الوضع الذي أصبح الجهاد لبقائه و إدامته “نصراً وحكمة و توحيداً في سبيل …” للأسف!!؟

آلأنتخابات ألجّارية في بلدان العالم بداية كلّ ربيع ما هي إلا تبديلاً للأدوار و الوجوه من قبل الأحزاب نفسها التي تتوالى بإنتنظام مع بقاء الدستور وتطوره بإتجاة مصالح الفاسدين لأسكات الشعب و إدامة النهب والفساد القانوني الذي تمّ تشريعه من قبلهم, لذلك إعتبر الجميع(أكثر من 200) حزب الفوز في الانتخابات غنيمة لضرب ضربة العمر بغطاء الديمقراطية التي يعتبرونها نهج ألخلاص لتمويه العقول! وكأن السماء لم يحدد نظاماً عادلاً وقوانين حدّدتها الفلسفة الكونية لنجاتهم معتبرين ألرسالات السماوية وختامها (الفلسفة الكونية) عائقا أمام فسادهم مدّعينها مُجرّد رسائل غير ملزمة و تخالف آلدّيمقراطية من أجل الحصول على القصور والظهور على حساب الأوطان وكما شهدنا ونشهد اليوم وتلك هي الغاية بعقيدة الأحزاب!

و ها أنتم تشهدون طلاب المحاصصة خلال أكثر من 200 حزب في العراق قد شحذوا هممهم كما كل موسم إنتخابي وعرضوا صورهم المقيتة و آراءهم الخدّاعة وإشتروا الذمم للفوز بأيّ ثمن و وسيلة لأدامة الفساد و نهب المال.

إن المحنة, كل المحنة سببها مسألة واحدة كما قلت تكراراً في مقالات و بحوث موسعة .. و هي :
[ألتربية المدرسية والعائلية والحزبية الضّيقة بجميع إتجاهاتها, لهذا تشوّهت (الحقيقة) بين أوساط الناس الذين تمسكوا جهلاً بدين تقليدي قشري ليس فقط لا يوصلهم لحقيقة و إسرار الوجود؛ بل وخدرتهم و ددفعتهم نحو الفساد والأنغلاق وآلعصبية وآلتّنفّر والأرهاب وإحياء القوانين العشائرية وآلحزبية بل وآلسّماح بآلتلاعب بالأحكام وقلبها 100% بحسب أهوائهم كضد للفلسفة الكونيّة ألعزيزية ليتحول الحرام حلالاً طيباً والحلال حراماً خبيثاً ولا من رقيب بعد موت الضمائر.

إن الأحزاب المتحاصصة لعبت دوراً كبيراً في إشاعة الثقافة الجاهلية في آلبلاد وآلعباد متنكّرةً للثقافة آلآدميّة ألمتبناة في الفلسفة الكونية التي تعتمد أسساً فلسفيّة لتشريع القوانين التي تضمن تحقق العدالة والمساواة ومحو الطبقية بين الجميع.
Azez Alkazragy عزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here