بين قصص الأسى والحرمان وبين مقارنة “الجلاد” بـ “الفاسد”.. هكذا استذكر العراقيون سقوط صدام!

استذكر العراقيون، الاثنين 9 نيسان، دخول القوات الاميركية الى بغداد في نفس اليوم من العام 2003، عقب 21 يوما من الغارات الجوية والمعارك البرية التي أدت الى انهيار نظام صدام حسين، واسقاط تمثاله في ساحة الفردوس ببغداد، التي أطاحت برمزية النظام الذي حكم العراق بقبضة حديدية لما يقارب 35 عاما.

وعلى الرغم من مضي 16 عاما على سقوط نظام صدام حسين، واعدامه في 2006، الا ان جرائم جديدة لذلك النظام ما زالت تتكشف حتى اليوم، اذ نشر الناشط صفاء صبحي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وثائق حول جندي عراقي في الجيش السابق، عاد الى منزله بعد فترة قضاها في الاسر على يد الجيش الإيراني عام 1990، الى منزله في قضاء جمجمال في محافظة السليمانية ولكنه، بحسب الوثائق، “وجد الدار خاوية على عروشها ولم يجد زوجته وابنته وولديه”، وتم اخباره بأن الاسرة وقعت بيد قوات الانفال التي نفذت العملية الشهيرة في إقليم كردستان قبل عودته بعامين، بقيادة علي حسن المجيد والذي تم إعدامه لارتكابه هذه الجريمة في 2010.

ولجأ الجندي واسمه عاصي مصطفى احمد الى “الاستغاثة” بصدام حسين ولكونه اسيرا، فقد بدا له انه يحظى بمكانة في قلب “القائد الضرورة”، الا ان الرد كان مؤلما وجافا في نفس الوقت، حيث ابلغه ديوان الرئاسة باقتضاب، ان “زوجتك واولادك فقدوا في عملية الانفال التي جرت في المنطقة الشمالية عام 1988”.
وعلى الرغم من ديكتاتورية صدام حسين، وبطش نظامه بمن يرونه معارضا له، بمختلف الأساليب الوحشية، دون أن يكون للعدد معنى، فلا فارق اذا كان المعارض شخصا او مجموعة، ومع عوائلهم طبعا، الا أن “الفساد المالي والإداري” بعد سقوط ذلك النظام، والوضع الذي آل اليه العراق، في ظل حكومات متعاقبة قادها من كان على رأس المعارضة ضد صدام، كأكثر بلدان العالم فسادا وأسوأ الأماكن للعيش البشري، وفق منظمات الشفافية الدولية، دفع العراقيين الى فتح باب المقارنة بين ما كان عليه العراق قبل 2003، ولو في هذين الجانبين فقط، وبين الحكومات الجديدة.

وكتب رضا الشمري على صفحته في فيسبوك: “أكبر دليل على طيحان حظ من جاء بعد صدام… اننا كل سنة نحتاج الى مئات المنشورات لكي نقول ان صدام سيء”، فيما كتب محمد البيشاوي قصة رمزية ربما لها صلة بذلك حيث يقول: “اكو واحد عنده حديقة حلوة، بس جيرانه عنده كلب اجرب يوميه يطفر الحائط ويخرب الزرع.. فقال اريد اروح الجاري اشكيله من الجلب كلش ماذيني”، مضيفا :”الجار كاله صدك جذب هسه ارميه ..رماه وموته، بس الصبح لكه عشرين كلب يخرب بالحديقة وراح لجاره يشوف شنو الفلم .. جان كلب واحد هسه عشرين؟”.

وتابع:” الجار كله مو ذاك الكلب الاجرب جان خانكهن وخالسهن خلس مايخليهن يصعدن على الحائط!”، لافتا:” كمنه نترحم على الكلب الاجرب”.

ومن جانبه، كتب حسام الحديثي، أن “نظام البعث بي ايجابيات وبي سلبيات.. محد يكدر ينكر كرامة العراق وحامي باب الشرق واعمار البنى التحتية بالثمانينات.. اقوى جيش تهابه كل دول المنطقة ووالخ.. وسلبياته، الحروب، الحصار الدكتاتورية بالحكم.. بس بعد ما شفنه الصار بينه بعد صدام، 90% من الشعب سنة وشيعة وكرد يترحمون على ايام صدام”، بحسب قوله.

وليس بعيدا عن ذلك، علق صلاح العنبكي، على صورة لصدام حسين نشرتها صفحة على فيسبوك وطلبت اراء متابعيها حول صاحب الصورة :”صدام حسين في الوقت الحالي أصبح مقياس نقيس عليه الظلم والظالمين، فعندما انخدغنا بهؤلاء الخونة اللذين جاءونا باسم الدين والتدين ولم نرى منهم سوى الخذلان والاذلال، فانهم فعلوا أضعاف ما فعله صدام حسين”، مضيفا :”هؤلاء الشياطين رفعوا اسم صدام عاليا حيث خرجنا ينتيجة ان صدام اشرف منهم”، بحسب قوله.

لكن ذلك ليس ما رأه حسين رضا المحاسب بشهادة الماجستير التي حصل عليها منذ مطلع التسعينيات، لكنها لم تشفع له كما يروي لضمان لقمة العيش لاسرته حتى، ليقضي جزءا كبيرا من حياته كسائق اجرة او بائع غير ماهر لمقتنياته وكتبه من اجل وجبة طعام ليوم واحد، ما دفعه الى بيع منزله واللجوء الى الاردن املا بفرصة لحياة كريمة.

الحديث عن عزة العراق وكرامته في ظل صدام يثير استغراب رضا حد الضحك، اذ يؤكد ان ما كان شاهدا عليه من اذلال تعرض له العراقيون في الاردن وغيرها من دول المهجر، يفوق حتى الخيال ويصلح لعشرات الرويات والقصص، الا انه يشير الى أن ذلك لا يعني أن وضع البلاد الأن بافضل حال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here