ترامب يوجه صفعة لبوتين

لعالم كله يحبس انفاسه وانظاره موجهة نحو سوريا’,حيث انه ومن خلال التوارد السريع لتقارير وكالات الانباء’فان هناك احداث كبيرة ستقع خلال الايام القليلة القادمة’

الحرب الاعلامية الباردة حتى اليوم’لازالت تتصاعد بوتيرة ’يبدوانها ليست وليدة الحدث الرئيسي الذي اصبح عنوانا ومبررا لتلك الحملة’وهو الرد بقوة على الجرائم المزعومة التي ارتكبها نظام بشار الاسد’عندما اطلق قنابل من غازات سامة اصابت مدنيين وخصوصا الاطفال منهم’وعزز ذلك بصور مروعة نقلت عن الاصابات والضحايا

اذ بالرغم من فداحة المصاب’الا ان ماسمعناه حتى اليوم من التهديدات ’’واساليبها’والتضامن السريع والتنسيق المريب’بين قوى الغرب الفاعلة والتفافهم غير المسبوق حول القيادة الامريكية’والرئيس المثير للجدل دونالد ترامب
يجعل المرء يشك بقوة على ان ماسيجري ليس نتيجة للجريمة النكراء التي ارتكبت بحق المدنيين في سوريا’بل هي مجرد حجة ’وربما كانت متعمدة ’بل ومفبركة من اجل تنفيذ مخطط ستراتيجي مهم’كان هيئ بدقة واشبع بحثا وتحليلا’ولم يعد الا بحاجة الى حدث مثل استعمال اسلحة كيمياوية’وقتل مدنيين ابرياء’ومن اجل اتخاذه حجة لكي يبدأ تنفيذ المخطط

انه من الواضح ان المستهدف الرئيسي من هذه الحملة ليس النظام السوري’وليس بشار الاسد’

لانه من الواضح ان من يحكم سوريا اليوم ليس النظام ولاقائده’بل هو الرئيس الروسي بوتين,حيث انه لولا الجيش الروسي وخاصة الطيران الحربي’لسقط النظام منذ مدة طويلة’فالحرب قادها بوتين’واستطاع ان يحقق اهدافه بالاستيلاء التام على سوريا’واتخاذها قاعدة ستراتيجية مطلة على البحر المتوسط’كما انشأ تحالفا انتهازيا مع ايران وتركيا من اجل الهيمنة على اهم منطقة في العالم ’وهي اراضي الشرق الاوسط’المليئة باثروات الطبيعية ’والتي تعتبر بحق اغني بقعة في العالم .

ولأن هذا الامر لايمكن ان تقبل به دول الغرب’حيث انها’وبعد صراع بارد مع المعسكر الشرقي’وانتصارها عليه بانهيار الاتحاد السوفيتي ودول وانظمة حلف وارشو,لايمكن ان تسمح لضابط المخابرات الروسية السابق ,بقيادة روسيا بعقلية توسعية,تعتمد الهيمنة واقامة تحالفات مع دول شرق اوسطية’ذات مواقع استراتيجية هامة ’كتركيا وايران’لان ذلك الحلف’ان ترسخ’واصبح امرا واقعا’قد يتقوى’ويضم دول اخرى’في المنطقة’’ليلعب دورا خطرا يهدد مصالح الغرب بجدية’ويجعل امريكا وحلفائها الغربيين’مجبرين على الدخول في حرب باردة وصراعات قد تؤذيهم وتستنزف دولهم

لذلك’يبدو ان الجميع اتفقوا على تحذير الرئيس بوتين’وانذاره بأنه لايستطيع ان يلعب خارج الدائرة المسموح له باللعب داخل حدودها’والا بسوف يتغدون به قبل ان يتعشى بهم

الان’فالرئيس الروسي يعيش اسوأ فترات حكمه’حيث انه اصبح كبلاع الموس’اذ انه تمادى واساء حساب العواقب,فسوف يجبر على دفع ثمن غالي لن يستطيع تأديته’وبسبب التباين الكبير بمجموع القوى والامكانيات بينه وبين بقية دول العالم’والتي اصبحت معمها واقواها تقف موقف جدي ضد طموحاته وسلوكياته المستهجنة

ويبدو ان عقلية رجل المخابرات’في الكي جي بي ’لازالت تعشعش في رأسه’ولم تتفوق على عقلية السياسي’والذي يزن الامور بدقة ولايقدم على عمل الا اذا كان قد حسب حسابه ونتائجه بدقة

فالسياسة تسمى فن الممكن’ولطالما سحقت رؤوس كثيرة’لم تكن قد افتهمت ان الطموح’امر’لايمكن لاي سلوك غير منضبط ومحسوب ان يحققه

العصارفعت’والكرة في ملعب بوتين’فاما ام يتصرف بحكمة’أو يورط نفسه وشعبه بارتكابه حماقة ’قد تنهي اسطورته ودور روسيا القيادي الى ابد الابدين
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here