صحوة الوعي الاجتماعي الرافض لساسة و زعماء فاسدين

بقلم مهدي قاسم

يوما بعد يوم ، ومع مزيد من فرح و أمل تنقل لنا وسائل الإعلام و الفضائيات أخبار رفض الناس في محافظات جنوب العراق استقبال ممثلي الأحزاب الحاكمة و كذلك مرشيحيها بسبب شعورهم بالخيبة و الإحباط من تلك الأحزاب ، التي وعدتهم مرارا بتحسين ظروفهم المعيشية و الخدمية و البيئية ولكنها كانت سرعان ما تنكث بوعدها و عهدها و تنساهما بمجرد أن تفوز بالانتخابات أو تتبؤ منصبا سياديا أو خدميا ..

فيبدو أن بعض الناخبين لا يريدون أن يلدغوا من الجحر للمرة الرابعة وهم مقبلون على انتخابات جديدة وشيكة ولا يريدون رؤية تلك الوجوه المسوّدة فسادا و التي كذبت عايهم مرارا و نكثت بوعودها على صعيد تحسين ظروفهم المعيشية و الخدمية و بالتالي عدم استقبال مرشيحهم في مناطقهم ـ بل ان الخيبة والغضب من هؤلاء الساسة والاحزاب الفاسدة قد أخذت بعدا جديدا و زخما قويا من الرفض الشديد لتتجسد في هذه المرة بالتأديب المعنوي من خلال ضرب ماكيت و صورنوري المالكي و عمار الحكيم بالأحذية و النعال تعبيرا عن رفضهم و نبذهم و احتقارهم لهؤلاء الساسة و الزعماء ، إلى جانب إطلاق أناشيد و هتافات جماعية تندد بفساد هؤلاء الساسة والزعماء وتفضحهم معتبرة إياهم كمجموعة من لصوص و حرامية ليس إلا .

فكم سيكون الأمر رائعا مبشرا بالأمل ، لو أن هذا الرفض الجماعي لفساد الساسة والزعماء و الأحزاب الفاسدة ينتشر إلى باقي محافظات العراق جنوبا وغربا و شمالا بهدف رمي هؤلاء الفاسدين في قمامات التاريخ ونفاياته السياسية العفنة ليتخلص الشعب العراقي من شرهم وبلواهم و خطورتهم على حاضر العراق ومستقبله .

بالمناسبة أن الخمود المعنوي و الهمود اللامبالي العجيبين اللذين يسطيران على مناطق الأنبار وغيرها إلى جانب عدم اكتراث بساسة وزعماء فاسدين هناك ، أمر يدعو إلى الحيرة والاستغراب ، بل إلى تامل و تفكيربحقيقة هذا الخمود وعدم الاكتراث من حيث عدم المبادرة إلى تشكيل حراك سياسي و مدني جماهير واسع و رافض لمظاهر الفساد في المناطق الغربية على غرار مناطق و محافظات الجنوب حاليا و كذلك بعض مناطق شمال العراق ومدن الإقليم ، بينما إذا تعلق الأمربتنظيمات إرهابية فسرعان يجد المرء الأفا من أبناء هذه المناطق ينضمون إليها ليمارسوا العمليات الإرهابية بكل حماس و اندفاع !!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here