الجيش السوري يتعهد بمواصلة الحرب والمعارضة تقول الضربات غير كافية

قالت المعارضة السورية يوم السبت إن الضربات الغربية لن تغير مسار الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات في حين توعد الجيش السوري بسحق ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد.

وقالت واشنطن إن صواريخ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي استهدفت قدرات الأسلحة الكيماوية للرئيس بشار الأسد جاءت ردا على هجوم مميت بالغاز السام قرب دمشق قبل أسبوع.

لكن قيادات في المعارضة المسلحة وسياسيين معارضين قالوا إنه كان يتعين على الغرب ضرب أسلحة الأسد التقليدية كذلك إذ أنها أسقطت أعدادا أكبر من القتلى خلال الحرب.

وقال بعض مسؤولي المعارضة إنهم يخشون من هجوم على معقلهم في إدلب التي أشار مسؤول إيراني كبير إلى أنها ربما تكون الهدف التالي.

وقال زعيم المعارضة نصر الحريري على حسابه على تويتر ”ربما لن يستخدم النظام السلاح الكيماوي (السارين) مرة أخرى لكنه لن يتردد في استخدام الأسلحة التي سمح له المجتمع الدولي باستخدامها كالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ المجنحة والكلورين بكميات قليلة“.

وقال أحد مسلحي المعارضة إنه يتوقع مزيدا من الهجمات ”الانتقامية“ من جانب الحكومة السورية وحلفائها على المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا والتي تضم إدلب.

وقال، متحدثا لرويترز من محافظة حماة ”الضربة الأمريكية كان المتوقع منها أكثر من ذلك.. تؤثر على مسار الحرب وتحجم إجرام الأسد“.

وقالت دمشق وحلفاؤها إن التقارير بشأن الغاز السام في دوما ملفقة بهدف استخدامها كذريعة لضربات الغرب.

وقال محمد علوش المسؤول السياسي في جماعة جيش الإسلام التي كانت تسيطر على دوما إن ضربات يوم السبت لن تكون كافية.

وقال ”ما دام هذا النظام ورؤوس أجهزته الأمنية موجودين فإن تكرار الكيماوي سيحصل لأنه في أمان من العقاب الذي ينهيه“.

وأضاف ”هو يصور ما جرى له نصرا“.
ونشرت الرئاسة السورية لقطات مصورة للأسد وهو يصل إلى مقر عمله صباح يوم السبت بعد ساعات قليلة من الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة. وكان الأسد يرتدي بذلة ورابطة عنق وفي يده حقيبة أوراق.

ورغم أن مناطق واسعة من سوريا لا تزال بعيدة عن سيطرة الأسد إلا أن المعارضة لم تعد تشكل أي تهديد عسكري لحكمه.

وأشادت المعارضة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحركه ضد الأسد. وكانت انتقدت سلفه باراك أوباما لتقاعسه عن الوفاء بتعهده بالتحرك ضد الأسد إذا ما تجاوز ”الخطوط الحمراء“ وذلك بعد اتهام الرئيس السوري باستخدام الغاز عام 2013. لكن المعارضة تريد المزيد.

وقال قائد آخر في المعارضة إن الضربات أضعفت النظام السوري لكنها لم تقوي المعارضة.

* ”تحرير إدلب“
بعد طرد المعارضة من الغوطة الشرقية من المتوقع أن يستعيد الأسد وحلفاؤه قريبا آخر جيوب المعارضة حول دمشق وبالقرب منها.

وسيكون التحدي الأكبر في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة عند الحدود مع تركيا والأردن وإسرائيل إضافة إلى مناطق أخرى في شرق وشمال سوريا تسيطر عليها فصائل يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.

وزار علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني دمشق قبل أيام وقال إنه يأمل في أن تنجح سوريا وحلفاؤها في طرد القوات الأمريكية من البلاد. كما عبر عن أمله في استعادة مدينة إدلب في شمال غرب سوريا من قبضة المعارضة في وقت قريب للغاية.

وقال الجيش السوري إن دفاعاته الجوية تمكنت من ”إسقاط معظم الصواريخ التي أطلقها العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني فجر اليوم على أهداف سورية في دمشق وخارجها“.

وأضاف الجيش في بيان ”مثل هذه الاعتداءات لن تثني قواتنا المسلحة والقوات الرديفة عن الاستمرار في سحق ما تبقى من مجاميع إرهابية مسلحة على امتداد الجغرافيا السورية“.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن الهجوم الغربي على سوريا ”لن يؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في العالم“ ويهدد الأمن الدولي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله ”هذا العدوان البربري الغاشم… لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على عزيمة وإصرار الشعب السوري وقواته المسلحة“.

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير سها جادو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here