حرب الحكومات والحكام وفناء المحكومين على أرض الشام !

احمد الحاج
يجتمع الشرق والغرب كله اليوم ويتصارع على أرض الشام لتحقيق مصالحه ومصالحه ومصالحه فقط ﻻ غير وهو غير معني لا بموت الشعب السوري وﻻ بتدمير بناه التحتية بالكامل وﻻبتشريد أبنائه في أصقاع المعمورة فضلا عن الداخل السوري وﻻ بعذاباتهم البتة ، أميركا وفرنسا وبريطانيا تهدد بقصف المطارات والقواعد الجوية والمعسكرات السورية وفي مقدمتها ” مطار الشعيرات في حمص ، مطار الضمير في ريف دمشق ، مطارالتيفور في حمص ، مطار حماه ” على خلفية فشل مجلس اﻷمن الدولي وطوال عمر هذا المجلس وهو يتنقل من فشل الى آخر بسبب فيتو أعضائه الدائميين ، فما يقرره هذا الطرف ينقضه ذاك وهلم جرا وعلى هالرنة طحينك ناعم يانواعم ، تماما كالقمم العربية ومؤتمر عدم الإنحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي وبقية مؤتمرات اﻷحزاب في عموم المنطقة ..ووومطعم باجة السدة ، الفيتو اﻷميركي والفيتو الروسي المضاد قيل انهما جاءا غضبا أو دفاعا عن ضربة كيميائية بشارية على دوما ، يثبتها اﻷول ، وينفيها ويطالب بالتحقيق بملابساتها الثاني ، ضربة لم يكن -بشار يا بشار – مضطرا لها ونهائيا وهو يتقدم على جميع الجبهات بإسناد روسي وميليشياوي وإيراني فيما فصائل المعارضة المسلحة تنسحب أمامه وتسلم أسلحتها وتخرج – بطرك – الكلاشينكوفات والمسدسات والملابس الشخصية من جميع مناطقها الواحدة تلو اﻷخرى ومنذ أكثر من عام ، نعم لو كانت الضربة الكيميائية قبل عامين من اﻵن لقلنا فعلها المجرم النصيري إبن بائع الجولان وحفيد اﻷسرة التي نصبها المستعمر الفرنسي بدايات القرن الماضي ، فعلها لإنقاذ كرسيه بأي ثمن كان ولو بإبادة شعبه عن بكرة أبيه إﻻ أنه وبعد السيطرة على ثلاثة أرباع سورية وتأمين حدوده الشرقية مع العراق كليا ، وحدوده الغربية مع لبنان ونهائيا ، وحدوده الجنوبية مع الاردن وقتيا مالذي يدفعه الى ذلك؟ ..إﻻ إذا كان مرغما لفعلها روسيا أو إن الضربة نفذها أحد مواليه ومسانديه من دون علمه حتى ، وربما أحد معارضيه كذلك – أنا هنا لست معنيا بالعواطف ولا بحمى القطيع إن شرقت وإن غربت، أنا أعمل عقلي فقط بعيدا عن العواطف – ومهما يكن من أمر فأن هناك من له مصلحة كبرى بالضربة الكيميائية وتداعيات ما بعدها كما هو حاصل اليوم وباﻷخص أنها جاءت بعد أيام من إعلان اميركا عن نيتها بالإنسحاب من سورية وتركها لبقية المتورطين في مستنقعها اﻵسن وتأزم اﻷوضاع في فلسطين بالتزامن مع إنتفاضة “الكاوتشوك” المباركة وإنهيار الإقتصاد الإيراني مع عملته التي اصبحت في خبر كان وأخواتها بالتزامن مع إندلاع انتفاضة اﻷحواز وأنباء عن إنسحاب أميركي محتمل من الإتفاق النووي الإيراني الذي أصبح أطول من – باب الحارة – قريبا !!
روسيا ذات المصالح الكبرى في سورية بدورها تهدد بإستهداف أي صاروخ أمريكي أو فرنسي وبريطاني وضرب مصدره كذلك ، حاملة الطائرات اﻷميركية تتوجه الى البحر المتوسط برفقة خمس مدمرات تحمل الصواريح المجنحة طراز توماهوك ، الصين تلوح بمساندة روسيا بحريا ، تركيا واقفة على التل بعد السيطرة على “عفرين” والإستعداد للإنقضاض على “منبج” وصولا الى القامشلي وسط تصريحات متناقضة ومتسارعة لقادتها تتماهى مع اﻷحداث سلبا أو إيجابا ، العالم كله يترقب وهو متوجس من حرب عالمية ثالثة تحرق أخضر المنطقة ويابسها !!
انا : المبلل ما يخاف من المطر ..وكله متوقع منذ سقوط بغداد عام 2003 !!
هووو : راح نصلخ ، راح نملخ ، راح نشلخ ، راح نذبح …عمي ..كن على ثقة بعصف الصواريخ العابرة للقارات تتبخرون عن آخركم وباﻷخص أنكم لم تقدموا شيئا تستحقون عليه النصر والتمكين من رب العالمين وأباطيلكم زكمت من رائحتها اﻷنوف فعلى أي شيء تنصرون ؟ّ!
هي: حرامات شلون راح نسافر هالصيف الى دمشق ونتجول بسوق الحميدية وجبل قاسيون ..خطية !!وعرب وين ..طنبورة وين ؟!
الإعلام العربي منشطر على نفسه كليا : إضرب ، ﻻ تضرب ..بشار عميل الصهاينة ، المعارضة عملاء بني صهيون …يسقط النظام ، يعيش النظام …بشار كلب الروس وايران، المعارضة كلاب اميركا وفرنسا وبريطانيا …بشار وأجداده عملاء الفرنسيين ، المعارضة عميلة الغرب .. أتريدون تدمير سورية كما دمر العراق وليبيا واليمن من قبل ، أتريدون الإبقاء على وحش يقتل شعبه بمساعة روسيا وايران وذيولها وهوامشها وحواشيها ؟ وهكذا دواليك صبح وليل ..ليل وصبح وانا أتابع صفحات المعارضة والصفحات الموالية للنظام يوميا ” شي داخل بشي ” قوميون وبعثيون وناصريون واسلاموييون مع بشار ..قوميون وبعثيون واسلاميون ضد بشار..حسب نوع الجهة الممولة لهذا الطرف او ذاك ان كانت ايرانية – روسية فهي مع بشار ..وإن كانت خليجية – أمريكية فهي ضد بشار !!!!
قطاع غزة وحصاره ومأساته ضاعت كليا وسط هذه الريح الهوجاء ، فغزة تحديدا لا يأتي أحد على سيرتها إﻻ اثناء العطل الجيوسياسية لإشغال مواقع التواصل وقتيا ما قبل التخطيط لحدث وخطب جلل ما في عموم المنطقة ريثما يتم طبخه على نار هادئة ، غزة وبإختصار شديد هي مأساة ما بين السطور بالنسبة للعرب والعالم شأنها شأن فلسطين والقدس عموما ، في ذات الوقت هناك من يتعجل الضربة وهناك من يطالب بتأجيلها والكل مستغرب من تغريدات ترامب التي تشعل العالم وتطفئه بين ساعة وأخرى والكل يتساءل ” هل أجل ترامب الضربة ، أخرها ، ألغاها ، هل سيفعلها ، متى وكيف وأين ، هل يطمح هذا العجوز اللعوب المتصابي صاحب السيفي الطويل في التحرش بالنساء والعقلية التجارية حتى وهو في أعلى سلطة تحكم العالم لعقد صفقات ، إبتزاز حكومات ، قلب طاولات ، طرد ميليشيات ، أم ماذا يريد تحديدا ..هذا المخلوق اﻷصفر أبو كذيلة وشعر سارح ؟ !”
هل يتفاوض ترامب لإقتسام الكعكة السورية مع بوتين مقابل طرد ايران وميليشياتها منها كما يحلو لبعض المراقبين ترويجه مع بقاء الأسد أو رحيله الى ايران وربما إحتضانه في العراق حثنا للدماء كما اقترح ذلك النائب مثال الالوسي ، على رئيس الوزراء العراقي ، حيدر العبادي ، السبت ؟
وثمة من يرى أن التريث بالضربة مع التلويح لها صباح مساء إنما غايته إعادة إنتشار ما يسمى بتنظيم داعش في كل من سوريا والعراق مع بدء الإنتخابات العراقية ومع تسليم أو القضاء أو تحييد بقية الفصائل المسلحة السورية أمامه والتي كانت تقف حجر عثرة أمام أحلامه التوسعية وهذا ما يحدث الان غربي الانبار وشرقي سورية، وكل شيء جائز ، إذ أن اميركا الملعونة كروسيا اﻷلعن لايقدمان إلا على قرار ملعون مثلهما وكذلك بقية الملاعين ممن يتحالفون معهما أو يظهرون عداءهما فيما يبطنون صداقتهما ويخطبون ودهما على طول الخط !!
كل ذلك يجري وأسطوانة – أصبح عندي الان بندقية – مازال يستمع اليها المخمورون والمتسكعون على أرصفة الثورة العتيقة بشعورهم المنفوشة كآينشتاين وشواربهم الكثة على رنين الكؤوس في ملهى – الظلام الدامس – كلما إرتفعت لديهم معدلات الثورية بأثر رجعي ما يتناسب طرديا مع ” السكرة” بعد القضاء على” الجبس” كليا وبقية المقبلات فوق السفرة الممدودة على خارطة الوطن العربي التي يتداعى على قصعته اﻷكلة من كل حدب وصوب بوجود ملايين المخلوقات من غثاء السيل تماما كما وصفهم الصادق المصدوق ، صلى الله عليه وسلم ، من المحيط الى الخليج وﻻ أزكي نفس أبدا : «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
وفي كل اﻷحوال فأنني أنصح المحللين السياسيين والإعلاميين وبقية المراقبين بأن تكون تصريحاتهم بشأن اﻷزمة السورية الحادة التي تقف على برميل بارود يهدد المنطقة بأسرها بالدمار ، منضبطة تماما حتى ﻻيتورط أحدهم بتبرئة ذئب وإدانة آخر ﻷن التأريخ ﻻيرحم ويحاكم على ما تتفوه به اﻷلسن بصرف النظر عن النيات فهذه موكول أمرها الى بارئها !!
وأعتقد بأن تطورات اﻷوضاع المتسارعة في سورية وباﻷخص في حال وقوع الضربة الموعودة فأنها ستغير من طبيعة التحالفات ونتائج الإنتخابات العراقية وربما تؤجلها أوتعرقلها في بعض المناطق على اﻷقل أو تلغيها أيضا ! يتبع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here