روسيا دب من كارتون

لاشك ولاجدال بأن الرئيس السوري ونظامه ليس لهما اي وزن او اعتبار من قبل اي جهة كانت’
لانه اصبح من المؤكد انه سلم كل زمام الامور بيد روسيا ورئيسها بوتين’
فلولا روسيا وتدخلها المباشر في الملف السوري واشتراكها في الحرب الاهلية
واستخدامها القوة المفرطة
لما استطاع الاسد البقاء حتى اليوم
(ولو بشكل صوري(
لذلك فاان الضربة كانت موجهة الى روسيا بشكل عام والرئيس بوتين بشكل خاص
انا شخصيا’لااستبعد ان قضية قصف المدنيين بالاسلحة الكيمياوية’كانت مفبركة’
حيث اني لا ارى ان هناك اي دافع او هدف منطقي يمكن ان يدفع النظام السوري
(رغم انه نظام قاسي وغارق في الاجرام)الى اثارة الغرب بمثل تلك العملية الغير مبررة’لان الامور كانت تجري لصالحه’وان الرئيس الروسي الذي اجتمع بقادة تركيا وايران اخيرا صرح بأن الحرب انتهت لصالحه
’وما قاله اقرب الى الواقع ’وذلك مااكدته جميع وسائل الاعلام تقريبا
اذن هناك اكثر من سبب ودليل يؤكد ان العملية كانت مفبركة ومتعمدة من اجل معاقبة الرئيس الروسي بوتين واحراجه وتنبيهه الى ان هناك لاعبين كبار على مسرح السياسة العالمي’وانه لايمكنه ان يلعب دورا اكبر من حجمه وحجم بلاده
ولايمكن على الاطلاق السماح له بلعب الدور الذي خسره قبله الاتحاد السوفيتي
وان عقلية رجل المخابرات القوي بوتين لايمكن ان تحل محل الرئيس الروسي بوتين
لان الحرب المخابراتية انتهت باسقاط الاتحادالسوفيتي عام 1991’ولايمكن السماح بنمو قطب قوي بديل يمكن ان ينافس امريكا وحلفائها بفرض نفوذه على اهم منطقة استراتيجية في العالم والتي تظم اراضيها ثروات طبيعية هائلة
عدا النفط الغزير
لايمكن لامريكا وحلفائها ان يسمحوا لروسيا ببناء قواعد عسكرية في تلك المنطقة المهمة’
وفرض هيمنته على شرق البحر المتوسط و قلب الشرق الاوسط
وعلى الحدودالاسرائيلية
لقد توهم الرئيس بوتين بانه يستطيع بتدخله في اللحظة الحاسمة لمد يد العون للرئيس السوري المترنح بشار الاسد
انه يمكن ان يشرع تدخله في سوريا’
ويجعله يتصرف وكأنه حليف نظام شرعي’خصوصا ان ذلك النظام كان يواجه تمردا داخليا مدعوما من قوى اجنبية’وميليشيات من كل دول العالم
اي ان المبرر الموضوعي كان موجودا استنادا الى الحقائق على ارض الواقع
لكن لم يحسب حساب مصالح الدول العظمى وعلى راسها امريكا’والتي ماكان لعاقل ان يتوقع ان تقف مكتوفة الايدي
امام مايفعله بوتين وما يهدف اليه
لقد تركته يتصرف وراقبت سلوكه’وهو في الحقيقة ساعدها على تذليل بعض العقبات التي كان يمكن ان تواجهها’فيما لو تدخلت بشكل مباشر’وحان الان وقت الحصاد
حيث انها اصبحت اليوم مستعدة لحصد ماكان قد زرعه بوتين بحماقاته وقصرنضره
فمن يصدق ان الامريكان يمكن ان يحزنوا ويتأثروا لمنظر اطفال ومدنيين ’يقتلون بالغازات السامة’
وتجعلهم ينتفضون بقوة ويعاقبون النظام السوري؟
هل نسينا مافعلوه بالجنود العراقيين المنهزمين من الكويت’
وعندما قامت طائرات الهيلوكوبترباطلاق الرصاص عليهم وقتلهم بالجملة رغم انهم كانوا منسحبين وعزل من السلاح؟
وهل كانوا قد انتفضوا وعاقبوا انفسهم عندما قصفوا ملجأ العامرية وقتلوا الاف الاطفال والنساء؟
وهل رف جفن لهم عندما كانت طائراتهم الحربية تطلق الاف الاطنان من الرصاص والغازات السامة على احياء الموصل القديمة وقتل عشرات الالاف من المدنيين الابرياء؟
ان واقع الحال’ومراقبة سلوك الحكومات الامريكية المتعاقبة ’يؤكد ان الجيوش الامريكية
’ارتكبت جرائم يندى لها جبين الانسانية’واكثر كثيرا مما سببته الاسلحة الكيمياوية المزعومة
المشكلة ان غباء بعض قادة الشعوب ’قدم ولايزال اكبر خدمة للمخططات الامريكية’
فهم بسلوكهم الارعن ونرجسيتهم المفرطة يرتكبون حماقات تؤدي الى اعطاء المبرر لكي يرتكبوا جرائمهم’وبحجة يوفرها لهم اعدائهم
اليوم ارى ان الرئيس بوتين في وضع لايحسد عليه’فهو كبلاع الموس’واخشى مااخشاه ان يرتكب ردة فعل غير محسوبة
حيث لابد من الاعتقاد بأن امريكا وحلفائها قد هيئوا لكل ردة فعل روسية سيناريو معين
’والهدف منه سحب ارجله الى فخ قاتل
المهم ان اهم اهداف تلك الضربة هي تنبيه الجميع’بان روسيا لاتستطيع حماية شريك او حليف ’
وان كن يريد ان يحل مشاكله عليه ان يتوجه الى امريكا’اخذا بنظر الاعتبار تفهمه لمصالحها الاستراتيجية

مازن الشيخ
المانيا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here