زواج فيسبوكي

بقلم / الدكتور جاسب لطيف علي الحجامي

مدير عام دائرة صحة بغداد الكرخ

كنت اجلس في قاعة رجال الاعمال (business lounge) في مطار الدار البيضاء(كازابلانكا) في المغرب منتظرا طائرة الخطوط الجوية التركية للذهاب الى مطار اسطنبول ثم الى بغداد وكانت تجلس على بعد أمتار مني فتاةً مغربيةً ترتدي قفطاناً اصفر اللون مطرز بخيوط ذهبية اللون(وهو الزِّي الشعبي المغربي المعروف) وشربيلاً(النعل المغربي التقليدي) عرفت فيما بعد انها في التاسعة عشرة من عمرها وكانت تتصفح جهاز كمبيوتر محمول(اللابتوب)،وعندما حان وقت صعودنا للطائرة شاءت الصدف ان يكون المقعد المخصص لجلوسي بجانب المقعد المخصص لها على درجة رجال الاعمال، وبعد دقائق قليلة من إقلاع الطائرة نادى قائدها باللغة الانكليزية انهم بحاجة الى طبيب لوجود حالة مرضية طارئة فتطوعت لتلك المهمة وبعد تأكدهم من هويتي سلموني عدة الفحص وأجريت له الفحوصات اللازمة وتبين انه يعاني من صداع شديد بسبب اضطراب ضغط الدم فوصفت له العلاج اللازم وعدت الى مكاني، ومباشرة سألتني تلك الفتاة عن اسمي وعمري ومن أي بلد انا وأسئلة شخصية اخرى، ثم سألتها انا لماذا تسافر الى اسطنبول لوحدها فقالت بأنها ذاهبة بدعوة من اختها وزوجها لملاقاتهم في اسطنبول، فسألتها هل هما يسكنان هناك؟ فقالت لا فهما يسكنان في السعودية لان زوج اختها سعودي ، فقلت لها كيف تعرفت عليه ؟ فقالت عن طريق الفيس بوك، فقلت لها وهل ذلك من (قلّة الخيل عندكم) ؟ فقالت ماذا تقصد؟ فقلت اقصد كيف عرفتم حسبه ونسبه ودينه وأخلاقه وتربيته وتاريخه وتاريخ عائلته وشخصيته ومروئته؟ هل يكفي الفيس بوك لمعرفة هذه الامور؟ أليس في بلدكم رجال ؟ قالت انا تزوجت من ابن عمي وفشل زواجي وانفصلت منه بينما اختي تعيش في سعادة مع زوجها السعودي، فقلت لها وهل هي سعيدة لان زوجها ثري فقط ؟ وكيف قبل هو بالزواج من فتاة لا يعرف تاريخها وتاريخ اَهلها ؟ هل الشكل وحده يكفي ليزحف لها آلاف الكيلومترات ويترك بنات بلده فقط لان شكلها أعجبه ؟ ثم تركت الحديث معها وبدأت اقرأ كتاباً كان في يدي وفِي منتصف الطريق خلعت القفطان(الجلباب ) وظلت ترتدي (شورتاً) قصيراً فقلت بصوت مسموع:(اذا عرف السبب بطل العجب ) فقالت ماذا تقصد؟ قلت هذا هو سبب تكالب أهل الخليج عليكن، وقبل ان نصل طلبت عنوان الفيس بوك خاصتي فقلت لها اسف ليس عندي فيس بوك،فقالت طيب أعطني رقم تلفونك فقلت لها تلفوني مراقب من قبل ( وزارة الداخلية) فقالت كيف أتواصل معك إذاً ؟ فقلت لها لا حاجة للتواصل معي فيوجد من شباب دول الخليج الملايين وتواصلي معهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here