الطاقة .. لغة الكون ح2

الممكن والإمكان :
يكاد يكون الانسان هو الكائن الوحيد القادر على إتيان خوارق العادات , التي قد تكون بعدة طرق , منها :
1) مجرد خدع تعتمد خفة اليد وسرعة الحركة, كالسحرة الاستعراضيين .
2) تلاعب بقوانين الفيزياء ومعادلات كيميائية , كشفت ووجد تفسير لها , كاحتراق اليد دون ان يشعر صاحبها بألم ودون ان تظهر عليها علامات الاحتراق.
3) ممارسات ونشاطات رياضية , كألعاب السيرك .
4) قدرات باراسايكولوجية : وقد تكون بعدة طرق :
أ‌) فطرية: ظهرت في الشخص تلقائيا , نمت بنموه , ونضجت بنضوجه.
ب‌) مكتسبة: من خلال طريقين:
ب-1- يكتسبها الشخص بممارسة رياضات خاصة وطقوس معينة.
ب-2- يكتسبها الشخص عن طريق معايشته لمجتمعه او لمجتمع ما.
ت‌) حادثة (عرضية) : اكتسبها الشخص نتيجة حادثة ما تعرض لها , سواء كانت حادثة نفسية او طبيعية , داخلية او خارجية .
5) علوم خافية : تداول الحكماء والمشعوذون والسحرة علوما خاصة , بعضها اكتشفت وأعلنت , بينما لا يزال في طي الكتمان بعضها الاخر , كثيرا من هذه العلوم لا زالت مستمرة , تكاد تكون حكرا على جملة من الناس , وكثير منها ايضا اندثر , وربما لم يندثر , بل اختفى واندثر بذهاب البارعين فيها , سادت لفترة من الزمن وبادت بذهاب مبدعيها , حتى اصبحوا يعدون بالأحاد , اما المدعين لها يعدون بالألوف , لعل من اشهر تلك العلوم لا على سبيل الحصر:
أ‌) علم الزايرجة : هو علم او فن استخراج المجهول من المعلوم , او استخراج الجواب من السؤال , حيث ان لكل سؤالا جواب , ويعتمد هذا العلم على عدة عناصر منها :
1- حسابات رياضية هي اشبه بالجبر .
2- حسابات فلكية (الكواكب السيارة والابراج).
3- اما الصوفية فيستخدمون الاصول الحرفية فيه .
هذا العلم يتداعى ويكاد يندثر برحيل اربابه البارعين به , ومن اشهرهم مالك بن وهيب ومحي الدين ابن العربي , اما اليوم فالبارعين فيه عدد قليل جدا لا يجاوز عدد الاصابع , لكن مع معرفتهم به الا انجازاتهم وقدراتهم به محدودة جدا .
ب‌) علم النيرنجة : هذا العلم يقوم على اساس استخدام أعضاء الحيوانات في كثير من الاغراض التي قد تكون :
1- اعمال خير: كشفاء مريض ما , طريقة الاستخدام , فلو كان المريض يعاني من مرض القلب , فأن العامل بالنيرنج سيقوم بجمع مجموعة من قلوب الحيوانات , قلب ديك , قلب قط , قلب خروف , قلب تيس , قلب ذكر بط , قلب ثور , وهكذا , وكلما كان عدد القلوب اكثر كان العلاج انجع , تجمع هذه الاعضاء في مكان خاص , تجفف وتسحق وتخلط بمقادير مناسبة ويتناولها المرض , فأنه سيشفى على ادعائهم , مع لحاظ اذا كان المريض ذكرا فتجمع له قلوب ذكور الحيوانات والطيور , اما اذا كان المريض أنثى فتجمع لها قلوب الاناث من الحيوانات والطيور وهكذا , لكن من غير المعلوم ان هذا الخليط صالح للاستهلاك البشري ام ماذا؟!.
2- اعمال شر: بنفس الطريقة اعلاه , تستخدم اعضاء معينة من الحيوانات المنفرة وذات اللون الاسود للإتيان ببعض اعمال الشر , كتسليط المرض وتفريق الجماعة والزوجين .
3- خوارق للعادات: يزعم ارباب هذا الفن القدامى إنجاز خوارق للعادات , كصناعة كحل يمكنهم من رؤية الافلاك , او كحل يمكنهم من رؤية ما تحت الارض كالمياه الجوفية والكنوز , وايضا كحل يمكنهم من رؤية ما تحت الماء , او يمكنهم من الرؤية في الظلام أو ما وراء الجدران .. الى غير ذلك , يصنع هذا الكحل بجمع أعضاء معينة كالعيون والمرارة من الحيوانات والطيور الليلة , تجفف وتسحق وتخلط بمقادير محددة ثم يكتحل بها.
اسم النيرنج مكون من مقطعين ( ني ) بمعنى جديد و ( رنك ) بمعنى لون , أي اللون الجديد , برع فيه الفرس , ومنهم أتت التسمية , الا ان اول من سطره في الكتب أرسطماخس اليوناني .
هذا العلم ايضا اصبح من العلوم المندثرة بغياب اربابه وندرة كتبه واختفاءها , العارفين به اليوم لا يتجاوزون عدد الاصابع , رغم كثرة مدعيه.
ت‌) علم الرمل : من العلوم المندثرة , وكان يعتمد على ضرب الرمل بأربعة خطوط مستقيمة ثم يقوم الرمال بالمسح والحذف حتى يستخرج بيتا من بيوت الرمل الستة عشر وهو الطالع , وهناك ممارسات اخرى كثيرة له , الا ان اربابه قد رحلوا والمهتمين به ندروا , الامر الذي ادى الى افول نجمه .
ث‌) علم الاعداد والاوفاق: علم يدرس خواص الاعداد وارتباطها بالحروف , ترتب بنسق معيّن وفقا للطالب والمطلوب واستخراج الضمائر والعزائم والاقسام وكذلك استخراج الخدام العلوين والسفليين , ومن ثم استخراج التوكيل الخاص بنوع العمل المطلوب , يزعم ارباب هذا الفن انهم من خلاله يمكنهم الاتيان بخوارق العادات .
هذا العلم او الفن لا زال منتشر انتشارا واسعا , وكتبه متوفرة , الا ان البارعين فيه قليل جدا , رغم كثرة المدعين والمطلعين عليه.
ج‌) علم السيمياء: هذا العلم او الفن هو السحر المعروف , الذي يعتمد على التصرف في الخيال والخدع البصرية , ويتم بطريقة مزج القوى الارادية للساحر او القائم به مع القوى المادية الخاصة (او خواص المواد) .
ح‌) علم الريمياء: وهو المعروف بالشعوذة , ويتم عن طريق استخدام قوى مادية للحصول على اثارها التي قد تبدو بأنها خارقة للعادة , كخواص بعض الاحجار الكريمة والصخور وغيرها من المواد ذوات المواصفات الخاصة كحجر الالوان الذي يضفي صبغة حمراء اذا وضع في ماء , ويتعارف عليه بينهم بمصطلح “الهبهاب” .
خ‌) علم الهيمياء: وهو علم الطلاسم (الطلسمات) , وفيه تركب وتمزج قوى العالم العلوي مع القوى السفلية لأحداث خوارق العادات والتصرفات.
د‌) علم الليمياء: وهو علم او فن التسخير , ويعتمد بالأساس على قدرة الانسان على الاتصال بكائنات العالم اللامادي كالجن , ومن ثم تسخيرهم واجبارهم على تنفيذ واداء ما طلب منهم .
ذ‌) علم الكيمياء: علم الكيمياء كان من العلوم الغامضة , الا انه انتشر وتطور كثيرا نظرا لاستفادة الانسان منه , الا ان فرق كيمياء الامس عن كيمياء اليوم , هو ان ممارسيها ومتعاطيها في الزمن الغابر كانوا يستخدمونها لإظهار غرائب الامور , وايضا تستخدم للخداع , لكن نظرا لإمكانية الاستفادة من الكيمياء لدى اصحاب المهن والحرف تطورت بشكل ملحوظ .
ر‌) علم الخدع: علم يعتمد في اساسه على الخدع , حيث لا صحة لكل خدعة , ويندرج في عدة محاور منها :
1) خدع بصرية : حيث يتم التلاعب بالحواس جميعا وليس البصر وحده .
2) خفة الحركة : العاب وحركات خفة الحركة كثيرا ما تعطي اشياء تبدو خارقة للوهلة الاولى , لكن تمعن النظر ربما او شدة الملاحظة قادرة على كشفها , اكثر من استعمل هذا الفن النشالة.
3) حركات مموهة : ويتم بممارسة بعض الحركات الغريبة , كقطع اصبع او يد وغير ذلك , دون ألم او مسيل دم , ومن ثم تعود الى حالتها الطبيعية , يتم ذلك بإظهار بعض الاشياء وإخفاء اخرى.
ز‌) علوم الانبياء “ع” : هذه العلوم التي تداولها الانبياء والرسل “ع” من أخفى العلوم والاسرار , التي لا مجال لكشفها وسبر أغوارها , تناقلوها بينهم “ع” بسرية تامة ومن ثم أودعوا أجزاء منها لدى أوصيائهم وثقاتهم من المؤمنين , ولا زالت كنوزا محكمة الاغلاق .
س‌) علم الطاقة: وهو من اشد العلوم الخفية خفاء , الا انه لم يحافظ على سريته وخفاءه , بل انكشف بمرور الزمن , وتفرع وتطور كثيرا , الا انه رغم تفرعه ورغم تطوره لا زال هناك علم طاقة خافيا في علم الطاقة المعروف ذاته , ويعتمد على عدة امور :
1) استكشاف الطاقة: الطاقة كامنة في جسم الانسان وفي جميع العناصر الاخرى , إلا ان بعضها أكثر طاقة من غيرها , وبعض المواقع أكثر طاقة من سواها , ما على الطالب لها إلا أن يستشعر وجودها ويكتشف نقاط مراكزها .
2) توليد الطاقة: إن لم يوفق الى إستشعارها او الكشف عنها , فيمكنه توليدها من جسمه , وذلك بإطلاق طاقته الكامنة , ومعادلة أقطابها , فلا ينبغي أن يطغى قطب على اخر , مع لحاظ ان ذلك لا يتسنى للشخص العادي , بل يجب إتباع ممارسات ورياضات خاصة بها .
3) التحكم بالطاقة: بعد إستشعارها وإكتشاف مواقعها او توليدها يأتي التحكم بها لإحداث خوارق للعادات , وذلك يصب في محورين :
3-1- شخصي: حيث يستفاد الشخص منها لذاته , باكتساب الطاقة الايجابية والتخلص من الطاقة السلبية الزائدة , مع الأخذ بنظر الاعتبار توازن القطبين.
3-2- عام : حيث يتحكم بها الشخص الماهر والكفوء والذي مرن استخدامها في مجالات عدة , منها شفاء مريض او تحريك الجمادات وغير ذلك من التصاريف الاخرى.
*** يتبع ان شاء الله تعالى

حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here