الفساد هذه العلامة التجارية باهظة الثمن

سالم سمسم مهدي

المناسبة : 1- قيام حيتان الفساد برفع شعارات مكافحة الفساد كلا حسب طريقته وترشيحهم للانتخابات القادمة رغم أنف الشعب …

2- إجابة السيد رئيس الوزراء على سؤال قناة الشرقية حول الفساد والمفسدين الذين رشحوا للانتخابات ؟؟ وذكر انه يحتاج الى تفويض لأنه ليس ضابط تحقيق أو قاضي !!..

الموضوع :

أصدرت شركة ” انتر براند ” الاستشارية العالمية قائمة بأعلى 100 علامة تجارية في القيمة بالعالم خلال العام الماضي 2017 العلامات الستة الأولى منها أولها ( آبل ) بلغت قيمتها 184 مليار دولار والثانية ( غوغل ) قيمتها 142 مليار دولار وصولاً إلى السادسة بقيمة 37 مليار دولار وهي ( نايك للملابس ) …

في العراق هناك علامة تجارية تجاوزت الشركات اعلاه ولم يتناولها التصنيف العالمي مع أن قيمتها تجاوزت 800 مليار دولار وأكثر وتحمل هذه العلامة عنوان (الفساد) …

ومع أن كل الذين يخدمون ويعملون تحت مظلة الماركات العالمية المذكورة هم في بحبوحة وعيش رغيد إلا أن الماركة التجارية المتميزة التي ظهرت في العراق وتخطت علامتها اموال هذه العلامات التجارية مجتمعة فان من يعيش تحت خيمتها تحول الى انسان بائس مهان يشحذ حتى من اكداس القمامة …

كما أن الشيء الذي لا مثيل له هو أن الضالعين فيه من الهامة إلى الحضيض يرفعون سيوف كارتونية مطالبين بمحاربته وقطع رأسه …

أصوات المواجهة ترتفع وتنخفض حسب الظروف ترتفع تارة وتخفت تارة اخرى عندما يكون أبطال هذه الماركة مشغولين بترتيب حساباتهم المادية وإيداعها في البنوك وتهريبها إلى حيث زوجاتهم وبناتهم خارج الحدود اللائي ينتظرن بفارغ الصبر تدفق الغنائم …

وبالطبع أن مثل هذا العمل يحتاج إلى من يهيأ له ويحميه في الداخل فأصبح لدى كل رأس من رؤوس الفساد جيوش تدافع وأفاعي سامة تلدغ من يقف في طريقها أو يرفع صوته مطالباً بالعدالة أو يظهر بشكل علني ولاءه وحبه بالوطن ويطالب بالحقوق الوطنية …

أما أكثر اللحظات والفترات ملائمة وحمية في نظر رؤوس الفساد لمهاجمته والمتاجرة ببضاعته العفنة فهي أيام الانتخابات التي تعتبر المناخ المناسب للترويج لأكاذيب محاربته ورفع راية النزاهة لاستغفال السذج الذين لا يعرفون ما يدور في محيطهم أو كم هو حجم الأموال التي وجدت طريقها للخارج لصالح حفنة من المارقين على الوطن …

أن مقياس الشرف بالنسبة لمن يرتقي سلم المجد بالانتخابات هو ذلك الشخص الذي تتزاحم الناس على انتخابه من دون أن يروه ولكن سمعته الوطنية والأخلاقية وأمانته الإنسانية سبقته فتشابكت أيادي البؤساء كيف ترفع من منزلته لأنه يستحق قيادة الوطن …

وليس أولئك الذين حولوا بغداد إلى أسوأ عاصمة من حيث النتانة أو نهب الثروة …

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here