انتخابات العراق… هل سيتكرر سيناريو 2010؟

محمد فريق

عادت الانتخابات و عادت معها دوامة البحث عن الافضل او البحث عن غير المجرب على اساس ان “المجرب لا يجرب” و الامر سيان بين حيرة المواطن العراقي اليائس الذي يحاول منح صوته لمن يستحق و كذلك حيرة الاحزاب في ترغيب المواطن بمرشحيها و بشتى الوسائل و الامكانيات و طبعا ابرزها الاعتماد على الدعم الخارجي و كذلك كثرة الانشقاقات و تغيير العناوين التي جاءت نظرا لفشل التحالفات و المسميات القديمة في تقديم ما يستحق معه الحصول على ثقة الناخب.

المشكلة الحقيقية ليست في صوت المواطن فسواء انتخب الصالح او اعاد انتخاب ذات الوجوه لن يتغير شيء و هذه النظرة ليست من قبيل التشاؤم او الاحباط بل هو الواقع فليس خفيا حجم التدخل الاقليمي في العراق و دوره في اختيار كبار رجال الحكومة و على رأسهم المرشح لرئاسة مجلس الوزراء فالمحاصصة التي على اساسها سيتم رسم ملامح الحكومة القادمة اصبحت لها صفة الالزام اكثر من التي تتمتع بها مواد الدستور نفسه و هي ذاتها ابرز وسائل التدخل الاقليمي و بقائها يحافظ على نفوذ دول المنطقة في العراق.

كذلك تصدع اركان الاحزاب القوية هو بداية الصراع السياسي القادم بعد الانتخابات و دخول الحزب الحاكم نفسه بتحالفين احدها لرئيس الوزراء السابق و الاخر للرئيس الحالي يكفي كدليل لمعرفة حجم الصراع الذي وصلت اليه الاحزاب في سبيل الكسب الانتخابي اولا ثم الكسب السياسي او عدد المناصب التي يجب تحصل عليها (الاحزاب) و التي لا ترتبط بالضرورة بعدد الاصوات فقط بل بحجم الدعم الذي ستحصل عليه من الدول الاقليمية.

كل ما سبق يذكرنا بأزمة انتخابات 2010 التي شهدت تحولا خطيرا في مسار العملية السياسية الهشة في حينها فعلى الرغم من عدم اهمية من تغلب على من الا ان تكرار السيناريو نفسه هذه المرة و ربما بين مكونات التحالف الوطني او غيره من التحالفات من خلال تفضيل او دعم اقليمي لأحد احزابه ( رغم خسارته ) سيكون له انعكاسا سلبيا لا يتعلق فقط بفقدان المواطن لثقته البسيطة اصلا في استقلالية العملية السياسية بل في فقدان العراق نفسه كدولة على استقلالية قراره السياسي.

Sent from Yahoo Mail on Android

On السبت, نيسان ١٤, ٢٠١٨ at ١٠:١٥ م, Mohamed Fareq

wrote:

هل حققت ضربة ترمب اهدافها؟

محمد فريق

ليست المرة الاولى التي يأمر فيها الرئيس الامريكي بتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الاسد ربما لنفس السبب لكنها هذه المرة تختلف من حيث الطريقة بل و النتائج الامر الذي يوجب تغيير الحسابات بالنسبة للاسد او لحلفائه بصورة ادق اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار تغريدة الرئيس الامريكي التي ناقشت الوضع في سوريا لكنها خاطبت الروس مباشرة طبعا ليس جهلا من ترمب بل قناعة منه ان الاسد لا يشكل اهمية في حسابات الولايات المتحدة او روسيا.

تبدو الضربة العسكرية التي امر بها ترمب كعقاب لنظام الاسد لاستخدامه السلاح الكيميائي ضد شعبه او هكذا اراد لها منفذوها ان تبدو لكن الوقائع و التراشق الاعلامي الذي سبقها يشير لما هو ابعد فهي رسالة سياسية بالدرجة الاولى (طالما لم تتسبب في انهاء وجود الاسد) لمن هم خلف النظام السوري و طبعا ليس الروس فقط بل ايران ايضا فمن الناحية السياسية مثلت احراجا كبيرا لبوتين و كذلك ايران فتصريحات الدولتين قبل الضربة و اعلان الاستعداد لمواجهة اي تهديد امريكي لم يكن له اثر بعد تنفيذ الرئيس الامريكي لوعده فلم يصدر عن حلفاء الاسد سوى التصريحات التي حاولت القيادة الروسية و ايران من خلالها امتصاص نتائج العمل العسكري الامريكي.

اما على المستوى العسكري فلم يعد بإمكان الاسد او حلفائه تجاوز الحدود التي رسمتها العملية العسكرية الاخيرة و الا فالخيار العسكري الامريكي سيبقى مفتوحا و لن يجد ما يردعه و هو ما اكدته الادارة الامريكية مرارا و أثبته ضعف بل انعدام الرد.

ما يميز العملية العسكرية الاخيرة عن مثليتها في العام الماضي هو الشرعية الدولية التي تمثلت بمشاركة دولا اوربية كبرى كبريطانيا و فرنسا فقد استغل الرئيس الامريكي الظروف للحصول على الدعم الاوروبي تحديدا بعد موجة الغضب تجاه روسيا على خلفية قضية سكريبال و تبعاتها الدبلوماسية و بالمثل ارادت الدول الاوروبية توجيه ضربة لروسيا من خلال المشاركة في عمل عسكري في بلدا تعتبره موسكو منطقة نفوذا لها.

السؤال هو ما دور الدول العربية في هذه العملية ؟ في الواقع الدول العربية و طبعا المؤثرة كالسعودية مثلا ليست مهتمة بشكل كبير بالشأن السوري او على الاقل لا تريد بقدر اهتمامها بنفوذ حلفائه و تحديدا ايران و ما يفعله ترمب سواء على المستوى الدبلوماسي او العسكري و يؤدي في النهاية لتقليل هذا النفوذ فهو محط ترحيب بالنسبة لها.

عملية عسكرية سببها السلاح الكيميائي و هدفها ضرب حلفاء الاسد هكذا هي الاحداث بإختصار شديد و رغم تنوع التصريحات بين مؤيد و رافض لكن الاهم في هذه الاحداث هو الشعب السوري نفسه الذي لا يزال يحتفظ لنفسه بموقع الهدف للصواريخ سواء تلك التي يطلقها الاسد و حلفائه او التي استخدمها ترمب حلفائه و لا جديد بالنسبة لهم طالما الصراع بين القوى المؤثرة مستمر و الضربة العسكرية الاخيرة او غيرها و ان حققت انتصارا للولايات المتحدة الامريكية و اهانة كبيرة لروسيا و حلفائها و افقدتها زمام السيطرة في سوريا لكنها لن تنهي ما يعانيه الشعب السوري المضطهد منذ اعوام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here